14 أكتوبر، 2024 4:51 ص
Search
Close this search box.

شاكر الغرباوي .. من رموز الناصرية الكبيرة ..

شاكر الغرباوي .. من رموز الناصرية الكبيرة ..

في حياة الامم والشعوب .. علامات بارزة تفرز عبر مسيرة كفاحها مع الحياة والكينونة .. وكذلك في مراحل نمو الدول ومدنها وانسانها الذي يتصدى لقيادة الحياة ويبني مجدا ويصنع تاريخا يضل مفخرة للاجيال وموضع اعتزاز لمواطنيه .. وفي مدينة الناصرية كواحدة من مدن العراق الكبيرة ليس بنفوسها او المساحة .. بل هي كبيرة برجالاتها وعطاءاتهم عبر المراحل التاريخية التي مرت بها المدينة بدءا من تاسيسها على يد ناصر باشا السعدون وصولا الى مناضليها من امثال عبد الكريم السبتي وفهد  وحسين رخيص وآخرون يطول تعدادهم .. الا ان التاريخ يحتم علينا وكذلك الحقيقة والعرفان بالجميل ان نستذكر شاكر الغرباوي .. ابو محمود .. رحمة الله .. كواحد من القامات الشاخصة التي اسهمت في تطوير المدينة واحتضان ابائها من اراد التطور والرقي منهم ..سواء من خلال عمله الوظيفي او كمثقف او شاعر او صحفي .. وصحيفة البطحاء تشهد بذلك .. او من خلال علاقاته مع شخصيات الوطن والاقليم والعالم ممن يهتم بالثقافة والشعر . لتوظيف تلك العلاقات لصالح مدينته ولخدمة ابنائها فكانت اسهاماته اكبر من ان يحتويها مقال بسيط (.. بل نحن نعمل بعون الله ان نصنع له تمثال كواحد من رموز المدينة الاكثر عطاء… ) 
فكان يسعى من ان يجعل الناصرية مدينة مميزة عن سواها .. فكانت مطالباته الحثية وبشكل مبكر ان تكون هناك جامعة في الناصري .. ولم يعدم وسيلة في حينها بان يطلب من كل مسؤول زائر ان يساعده في طلبه حول الجامعة .. باعتبار ان مدينة الناصرية فيها مقومات الجامعة سيما وهي غزيرة الانتاج الادبي والفكري وفيها من الكفاءات ما يغطي ذلك .. وليس ذلك فحسب .. بل ان المتتبع لسيرة الغرباوي يجد ان الناصرية محمولة لديه في القلب .. فهي مدينته التي يتباهى بها .. وان اغلب انجازاته التي نعيش قسما منها الى الان كانت موضع اعتزاز لدى ابناء المدينة ولكل المنصفين من الذين يعرفونه .. وبالعودة الى توجهاته الادبية وخاصة عبر اصادره لمجلة البطحاء حقق الغرباوي كما هائلا من طموحاته وتطلعاته لتطوير الادب وخلق اقلام جديدة تحكي قصة الناصرية الفتية بانسانها وبتاسيسها وتمكن فعلا من استقطاب اقلام مهمة ولها باع في الادب وفنونه والتاريخ وضروبه من هم على شاكلة الدكتور على جواد الطاهر والدكتور محمد مهدي البصير والكتورة عاتكة الخزرجي .. 
وبعد صدور اعداد قليلة من تلك المجلة .. اغلقت لاسباب غير مقنعة .. لكنه لم يستسلم .. رحمه الله ..ولم يترك قلمه ومداده .. كونه مليء بالطاقة المتفجرة لخدمة المدينة .. فاسس اول مدرسة اهلية .. وعلى نفقته ومسؤوليته وهذا لعمرك الانجاز الاكبر ومن ثم اوجد غرفة للمحامين .. واستمرت نشاطاته تترى بعد ان خدم المدينة بكل طاقته وافنى شبابه بها ولم تعصف به  مغريات الحياة بان يغادرها .. كما فعل غيره .. فمجدا للغرباوي الرمز .. وهنيئا لنا برموزنا  وللناصرية برجالاتها .. 

أحدث المقالات