22 ديسمبر، 2024 9:15 ص

سنن الله الكونية والاجتماعية لا تتغير

سنن الله الكونية والاجتماعية لا تتغير

لاشك أن سنن الله الكونية، والاجتماعية، لا تتبدل، ولا تتغيير بتغيير الزمان، او المكان. فهي تتسم بالاطراد، والثبات في مجراها الحتمي. والقرآن الكريم يشير إلى تلك الحقيقة بقول الله تعالى ((ذالك بان الله لم يك مغييرا نعمة انعمها على قوم حتى يغييروا ما بانفسهم )). فاذا ما سار العبد على مايرضي الله، ويوافق سننه، فالفوز، والفلاح، والا فالخسارة الكبرى في الدنيا والآخرة ((خسر الدنيا والاخرة وذالك هو الخسران المبين)).

فالظلم، والفساد، والاشراك بالله، لاشك أنها تتعدى سنن الله، ومراداته من اعمال تلك القوانين، وما يترتب على ذلك وبال على الأمم، والأفراد، الذين يعملون تلك التجاوزات.. ((واذ قال لقمان لابنه وهو يعضه يابني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم)).. ((وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا)). وما سنن الله الا قانونا سماويا، عدلا مطلقا الهيا، يحقق السعادة، والفلاح. في الدنيا، والاخرة.. وذلك مصداقا لقول الله تعالى ((ولوان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون)).

على ان العباد ملزمون بالتوافق مع مرادات السنن الكونية الالهية، فان زاغ العباد عن امر الله، وسننه، سلط الله عليها غضبه، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(متى مازاغت امتي وارتكبت المعاصي سلط الله عليهم من بينهم فيذيق بعضهم بأس بعض). وفي الحديث القدسي يقول تعالى:(أنا الله ملك الملوك قلوب الملوك بيدي فمن أطاعني جعلتهم عليهم رحمة ومن عصاني جعلتهم عليهم نقمة فلا تشغلوا انفسكم بسب الملوك توبوا الي اعطفهم عليكم ،كيفما تكونوا يول عليكم).

على أن الله يريد من العباد العمل الصالح ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)).. في حين أن مجرد الادعاء في القول لايجدي نفعا، وأن مجرد رفع الشعارات الزائفة لدى كثير من الناس لا يقدم شيئاً.. ((ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ماقلبه وهو الد الخصام واذا تولى سعى في الارص ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد*واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد)).
تلك إذن هي سنن الله تعالى، الكونية منها، والاجتماعية، قوانين إلهية مركزية، مطردة، وثابتة السيرورة، متحققة الوقوع بمواقيتها، وأسبابها، وهي سنن حتمية تأبى الفراغ. فلينتبه لذلك العباد.