نعلم جيدًا أن الاتحادات الرياضية ومعها الأندية تعيش مع الشعب ذروة الأزمة المالية التي لا سابقة لها ، جراء تعمّد عدم إقرار الموازنة لعام 2025 وانشغال الأحزاب والكتل بـ”طبخة” الانتخابات المقبلة ، حتى وإن كلّف ذلك تعطيل الحركة الرياضية ، التي طال صيامها لأربعة عشر شهرًا بلا تمويل .
وندرك أن الحالة المزرية التي تعيشها الاتحادات الرياضية وصلت حدّ تقيؤ السموم ونشر الغسيل القذر في اتحادي كرة القدم والسلة ، ولا تخلو الاتحادات الأخرى من الفوضى والاتهامات والتهديدات ودعاوى النزاهة .
ومع كل هذا السواد في المشهد ، لم تهتز اللجنة الأولمبية الوطنية ، ولا رئيسها الدكتور عقيل مفتن ، الذي تصدّى للمهمة وهو يعلم علم اليقين إلى أيّ درجة بلغ الانحطاط في الوسط الرياضي ، وقد عبّر عن ذلك مرارًا بمكاشفات صريحة ووافية لحكيم عارف ببواطن الأمور وما خفي فيها .
لقد جاءت اللجنة الأولمبية بخطة استراتيجية واضحة المعالم ، متدرجة في الإصلاح والبناء الصحيح، ربما من مرحلة الصفر ، وصار التغيير جليًا في إدارة الأولمبية ، أعلى الهرم الرياضي ، وصولًا إلى جميع الجزئيات الأخرى التي سيطالها التغيير بقوة وإرادة لا تلين ، سواء في الجوانب الاقتصادية أو الفنية أو الإدارية .
ولعل أول تلك الجوانب ، هو الجانب الاستثماري في الرياضة ، الذي سيلغي الاعتماد على ما تقدّمه الحكومة من هبات ، وصولًا إلى تطوير الجوانب الفنية ، عبر مشروع “البطل الأولمبي”، وتكريم الاتحادات المنجزة ، والتواصل الفاعل مع المؤسسات الرياضية لخدمة الرياضة أولًا وأخيرًا ، بشراكة فعّالة مع الإعلام الرياضي المهني ، مع قطع الطريق على المنتفعين والمطبلين وأصحاب النفوس الضعيفة الذين عاثوا في الوسط الرياضي فسادًا .
أتذكر كلمة مهمة أعلن عنها الدكتور مفتن مرارًا مفادها أن “الرياضة والإدارة ورأس المال” ثلاثي متكامل لهيكل قوي ومستند إلى أسس صحيحة ، وهو ما يسير عليه العالم من حولنا ، فيما نشذّ نحن عن القاعدة بتحويل المؤسسات إلى أسر نفعية تتوارث الأندية والاتحادات ، وهذا من أكبر عوامل الخراب المـشخصة التي حدّت من انتشار الألعاب الرياضية ولن يُكتب لها الاستمرار مستقبلًا مهما تصاعد صيتها وأوراقها المحترقة ، لقد بدأ التغيير للأفضل وللأحدث ولن يتوقف .
همسة …
صحوة الموت للمترنحين القدماء في الوسط الرياضي لن تُخيف الشجعان، ومن يقدّمون مصلحة العراق أولًا فوق كل اعتبار ، لذلك لن نستغرب هجماتهم بسيوفهم الخشبية ونباحهم الذي لا يُخيف .