5 نوفمبر، 2024 5:21 ص
Search
Close this search box.

روسيا الصديقة .. مرحبا بك !

روسيا الصديقة .. مرحبا بك !

تبنى العلاقات الدولية والسياسية،على المصالح المشتركة بين البلدان، وترسم العلاقة الناجحة، بأدوات الدبلوماسية، مع حفظ حقوق الدولتين، ما يميز علاقة الدول الكبرى بالدول الصغرى، هو إن الأخيرة تملك ثروات هائلة، أو مناطق إستراتجية أو ما يجذب تلك الدول لاستعمارها، وفي مقدمتها الطاقة التي تبحث عنها الدول الصناعية العملاقة، وتحاول الهيمنة عليها.

هنا يأتي دور قادة الدول الصغيرة، كيف تستفيد من العروض المقدمة؟ وتخدم مصلحتها أولا، ما فعلته إيران خلال السنوات المنصرمة، في بناء دولتها النووية، وترسانتها العسكرية، بمساعدة روسيا العظمى، جعلها في طليعة دول المنطقة، والاستثمار الصحيح لطاقتها، رشحها لتكون من اكبر حلفاء روسيا في الشرق الأوسط.

ماذا ينتظر العراق ليتعاون مع روسيا؟

كل المؤشرات تصب في صالح العراق، ما يجب عليه سوى البحث عن مصلحته الخاصة، كدولة ذات ثروات، وقادرة على بناء نفسها، بالتعاون مع دولة عظمى.

أولا: في التخلص من الجرثومة الخبيثة “داعش”، بمساعدة دولة روسيا الصديقة التي صرحت بأنها تحتاج إلى أسبوعين لإنهاء داعش في الانبار وموصل؟!

ثانيا: في بناء اقتصادها المنهار جراء انخفاض أسعار النفط، وهيمنة الشركات الأمريكية عليه، وفتح أفاق جديدة في الصناعة والزراعة وغيرها من الروافد الاقتصادية التي تصب في مصلحة البلد.

ما هي افشل اتفاقية وقعت في تاريخ العراق الحديث؟

ما يعانيه العراق، من اضطرابات سياسية وأمنية واقتصادية، بعد سقوط نظام صدام، إلى يومنا هذا، هو بسبب السياسة الأمريكية الخاطئة في العراق، التي اختتمت باتفاقية استراتيجيه (الأمريكية-العراقية)، لم تجلب للعراق سوى المزيد من الدمار والتفكك، على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني.

أجهض الحلم العراقي في النهوض والاستقرار، بعد الوعود الأمريكية الزائفة في حماية العراق، أرضا وشعبا وسماء، فسقط ثلث العراق بيد داعش، ومات أكثر من مليونا شخص، في العراق بسبب التدهور الأمني، وتركت حدود الوطن مفتوحة على مصراعيها لمن هب ودب، من دول الجوار المتعطشة لدماء أبنائه، هذا ما جناه العراق من الجانب الأمريكي وحلفائه في المنطقة، ومازال هناك من يعتقد إن أمريكا تحاول مساعدته؟!

هل التعاون مع روسيا ضرورة ملحة؟

إن لم يغتنم العراق هذه الفرصة الذهبية للملمة جراحه، وتعويض الخسارة الكبيرة، التي لحقت به بسبب الجانب الأمريكي، لن يستطيع تحرير أرضه، لمعوقات تختص بالجانب الاقتصادي واللوجستي للمعركة.

يتوجب عليه وضع يده بيد الحليف الأقوى، على الساحة العالمية “روسيا الصديقة” بعد إن أبدت الأخيرة، موافقتها في التعاون ألاستخباري والعسكري، واستعدادها لشن غارات على مواقع التنظيم في العراق، بعد ما ألقت الكرة في ملعب الساحة العراقية، بقولها: سنوسع ضرباتنا ضد داعش لتشمل العراق، بشرط أن تطلب منا بغداد بذلك.

ما على العراق سوى القول “روسيا الصديقة .. مرحبا بك”

أحدث المقالات

أحدث المقالات