السيد مقتدى الصدر المحترم،
إخوتنا وأخواتنا في التيار الصدري الكريم،
نتوجه إليكم بهذه الرسالة بروح الاحترام والتقدير لمواقفكم الوطنية ولتاريخكم النضالي الطويل. لا نسعى في هذه الكلمات لدعوتكم إلى المشاركة في الانتخابات القادمة، فهذا قرار يعود إليكم وحدهم، بقيادتكم الموقرة. لكننا نطرح أسئلة من القلب، نرجو أن تجدوا فيها صدق النية وأمل التفكير المشترك:
ماذا بعد المقاطعة؟
لقد جربنا المقاطعة في انتخابات سابقة، وكانت النتائج – كما تعلمون – مخيبة للآمال. لم تؤدِ المقاطعة إلى تغيير إيجابي، ولم تحرك المجتمع الدولي لرفض نتائج الانتخابات أو للضغط من أجل إصلاحات. الأحزاب الحاكمة واصلت طريقها، وجمهورها ذهب إلى صناديق الاقتراع، بينما بقي صوت المقاطعين غائبًا، دون أن يترك أثرًا ملموسًا. فما الذي يجعلنا نكرر التجربة ذاتها وننتظر نتيجة مختلفة؟
نسأل بكل صدق: ما هو المشروع؟ هل هناك خطة واضحة بعد المقاطعة؟ هل نجلس في بيوتنا وننتظر الفرج؟ أم أن هناك رؤية بديلة لم نطلع عليها بعد؟ التيار الصدري لطالما كان رمزًا للمقاومة والإصلاح، فهل المقاطعة هذه المرة جزء من استراتيجية أكبر؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هو المغزى؟ وكيف ستؤدي إلى تغيير الواقع الذي نعاني منه جميعًا؟
نعلم أن قرار المقاطعة جاء من إحساس عميق بالمسؤولية تجاه الوطن، لكننا نتساءل: ما الذي ستحققه هذه المقاطعة؟ التجارب السابقة أثبتت أن غياب صوت التيار الصدري – وهو صوت قوي ومؤثر – لم يُضعف الأحزاب الحاكمة، بل ربما سهّل عليها السيطرة. فهل هناك بديل عملي يمكن أن يحل محل المشاركة في الانتخابات؟ هل هناك خطوات ملموسة يمكن أن يقودها التيار لإجبار النظام السياسي على الإصلاح خارج إطار الانتخابات؟
إننا لا نشكك في نواياكم الوطنية، بل نطمح إلى فهم أعمق للرؤية. التيار الصدري يملك قاعدة شعبية عريضة وتاريخًا من العمل الجاد من أجل العراق. فإذا كانت المقاطعة هي الخيار، فهل يمكن أن تترافق مع تحركات شعبية أو ضغط سياسي أو حتى مبادرات مجتمعية تعيد للناس الأمل وتثبت أن هناك طريقًا آخر غير الجلوس في المنازل؟
نرجو منكم، سيدنا الموقر، ومن أنصار التيار الكرام، أن تتفهموا هذه الاستفسارات. إنها تنبع من قلق حقيقي على مصير الوطن وعلى دور التيار الصدري كقوة فاعلة في صناعة المستقبل. ننتظر منكم إجابات أو إشارات توضح الطريق، لأننا نؤمن أن صمتكم ليس نهاية المطاف، بل بداية لشيء أكبر. فما هو؟
المواطن العراقي
الدكتور ليث شبر