14 ديسمبر، 2024 10:10 م

ردا على مرضى الفتاوى الطائفية وإنكار كونها مؤججة للاحتقان الطائفي

ردا على مرضى الفتاوى الطائفية وإنكار كونها مؤججة للاحتقان الطائفي

في مقالة للسيد (مشتاق حسين العلي) يدافع فيها عن فتاوى التحريض الطائفي وإعلان الجهاد (الكفائي) قال فيها أن هذه الفتاوى لا تسبب اجتقانا طائفيا – إلا للمرضى- فكان لزاما على من يرفض هذه الدعوات الباطلة لتأجيج الحرب الاهلية والصراع الطائفي والذي وصمهم الكاتب بكونهم مرضى أن يردوا على هذا المنطق الشاذ الذي اريد له ان يسود في المجتمع العراقي منذ الاحتلال والى ما شاء الله. ولكل من انطلت عليهم أحابيل الاحتلال وأعوانه اليكم ما يلي:-

1-    يبدأ الكاتب مقالته ببيت شعر منسوب للشاعر (طرفة بن العبد) يقول ما نصه (للفتى عقل يعيش به.. حيث تهدي ساقه قدمه) ثم يمتدح الكاتب حكمة الشاعر ويتمنى على –بعض كتابنا ومثقفينا- ان تكون لديهم حكمة الشاعر التي  لخصها في هذا البيت. ونقول للسيد الكاتب من باب العلم والمنطق أن الساق لا تهدي القدم ولا توجه حركتها… فالدماغ البشري يصدر إيعازات عصبية الى كل اعضاء الجسم وعضلاته لتقوم بتنفيذ أوامره ورغباته من خلال منظومة عصبية بالغة التعقيد. وقد اكتشف العلم مؤخرا بأن القلب يساهم في عمل الجهاز العصبي من خلال خلايا متخصصة يتجاوز عددها عدد خلايا الدماغ. وهذه الحقيقة العلمية تؤيد قول الخالق سبحانه في كتابه الكريم (قَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الۡجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمۡ قُلُوبٌ لاَّ يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٌ لاَّ يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ آذَانٌ لاَّ يَسۡمَعُونَ بِهَا أُوۡلَٰٓئِكَ كَالأَنۡعَامِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ أُوۡلَٰٓئِكَ هُمُ الۡغَافِلُونَ) الأعراف 179. فالقلب أو الفؤاد عبر العقل هم من يهدي ويوجه حركة الانسان على الارض لا أطرافه ولا سيقانه.

2-    يدعي الكاتب أن الفتوى مستمدة من منابع الشريعة ومصادرها لا سيما أن الجهاد هو أحد الاصول العقائدية وان هذه الفتاوى لا تختص بقوم دون غيرهم !!

وهنا نقول ان اساسيات الجهاد المعروف في الاسلام بمعنى القتال مخصص فقط للعدو الصائل من غير المسلمين على بلادهم أي رد عدوان خارجي على ارضهم من قبل العدو الكافر. أما أن يكون الجهاد دعوة يطلقها معممين  لقتل ابناء البلد من المسلمين ومن المعارضين للنظام السياسي الموالي لإيران فهذا والله دين الفرس الذي ما أنزل الله به من سلطان ولا كتاب مبين. فالجهاد الحقيقي كان أحق أن يعلن ابان الاحتلال بدلا من سحب فتوى الجهاد آنذاك ومقابل 200 مليون دولار دفعها رامسفيلد عدا ونقدا… فأي دين هذا الذي  يفتي بعدم مقاتلة المحتل العدو الصائل ثم بعد سنوات يفتي بمقاتلة المسلمين من ابناء البلد ؟!! انه دين الاهواء والمزاجات الذي لا ينطق كهنته إلا عندما تتعرض مصالح الفرس للضرر او بأمر منهم لتحريض العامة من الجهلة والسذج لبذل دمائهم سخية للدفاع عن مصالح فارسية لا علاقة لها بالعراق ولا حتى بالإسلام.

 

3-    يقول السيد الكاتب: “عن اي احتقان طائفي يتحدثون؟ هل احتقان داعش والتكفيريين…..” وأظنه يعلم جيدا أن داعش والتكفيريين لا يستحقون فتوى مرجعية (عظمى) للجهاد… ولا حاجة لأبناء العراق من اتباع هذه المرجعيات لمقاتلة الارهابيين والتكفيريين… فقد سبق لأبناء عشائر الوسط ان قاتلوهم وطردوهم من مناطقهم خلال ايام معدودات … فما داعش وغيرها سوى شماعة سبق للأمريكان ان أدعوا انه لا وجود لمقاومة عراقية ضد احتلالهم انما هي مجرد تنظيمات ارهابية تكفيرية ومجاميع للقاعدة…. واليوم يتبجح عملائهم بأن لا معارضة او انتفاضة شعبية وثورة عارمة ضد نظامهم المتهرئ انما هي مجرد تنظيمات ارهابية داعشية… وهذا هو دائما ديدن الاعداء وعملائهم… الكذب والتضليل.

 

4-    ينقل الكاتب قول الامام علي (ع): “”ذل قوم غزوا في عقر دارهم” ليبرر لمتطوعي الحشد الطائفي فعلهم وانجرارهم بلا وعي خلف كل ناعق ورقصهم على قرع طبول الموت لكل مطبل … فمن أصدر الفتوى يعلم يقينا أن اتباعه لم يتعرضوا لغزو في عقر دارهم ولا في مدنهم سوى غزو اتباع ومطايا إيران والاحتلال من قبل ومع ذلك لم يصدروا فتاوى التحشيد الطائفي !! التي لم يصدروها الا تنفيذا لأوامر سليماني وإرضاء لدولة ولي فقيه الشر والحقد الازلي. فلم تعد الحقائق خافية او مبهمة … فالحسنة الوحيدة لاحتلال العراق هي كشف النقاب عن حقيقة اتباع ايران وكل خونة العراق ولم تعد أكاذيبهم وأضاليلهم تنطلي على كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. فكان من الضروري للعراقيين أن يشخصوا حقيقة المخلصين الوطنيين منهم ويعرفوا بالمقابل من يمارس كل وسائل النصب والاحتيال واستغلال المذهب والطائفة ليسوق العراقيين الى الموت المحتم تلبية لإغراضه الدنيئة وحقده القديم على عرب العراق وكل المسلمين.

 

فكما قلنا سابقا انه قد تبين للعراقيين اليوم الفرز الواضح بين الطيب والخبيث … ولنعلنها صريحة مدوية… لم يرى العراقيون طيلة اكثر من 80 عاما من حكم استمر حتى الاحتلال عام 2003 اي نوع من انواع التمييز الطائفي او الديني ولم تكن هناك مليشيات طائفية تمارس كل انواع الجرائم ولم تضرب مدن العراق وتخرب على اسس طائفية ولم يقتل العراقيون بالجملة في حروب داخلية ولم تنتهك الحرمات والأعراض ولم يستباح المال العام ولم يجري تخريب للبلد والمجتمع بهذه الطريقة الخبيثة الدنيئة. فمن حكم العراق ما بعد الاحتلال أظهر كل ما يملكه من حقد وغل على شعب العراق وأظهر فشلا ذريعا وفسادا كبيرا لان الاحتلال أتى بهم من مستنقعات العمالة والخيانة ومزابل التاريخ التي سيعودون اليها بإذن الله فالله لا يرضى بمن يتاجر بالدين وبرموزه ويزايد عليهم لأجل مصالح دنيوية دنيئة.