3 نوفمبر، 2024 7:31 م
Search
Close this search box.

دولة الاستخارة

من المتعارف عليه ان الدول تدار حسب قوانين و نظم تحكم مؤسساتها و تدير شؤونها ، ولابد لهذه الدول من رجال دولة تعمل على تطبيق هذه النظم و القوانين وتضعها موضع التطبيق على ارض الواقع وتنقلها من التنظير في سطور الكتب الى العمل الفعلي و تحولها من طموح الى نتائج ، فاذا فقد احد اطراف المعادلة ( النظم والقوانين +رجال دولة=بناء دولة) .. اختلت المعادلة و فقدت ماهيتها .

التنظير مرتكز و اساس العمل في كل جوانب الحياة ومنها بناء المجتمعات والدول لذلك نرى ان المجتمعات والدول المتقدمة قامت على اسس تنظيرية كتبها فلاسفة العلم و نفذها رجال دولة ،هنا اكتملت المعادلة وانتجت مجتمعات ودول متقدمة و متطورة يشار لها بالبنان .
بينما نرى في جانب اخر ان هناك مجتمعات و دول اخذت تتبجح على الاخرين بتنظير فلاسفتها ونست ان تنتخب رجال دولة يضعون هذه النظريات موضع التطبيق فانتجت مجتمعات متخلفة و دول فاشلة .

كنت يوم من الايام في زيارة لاحد رؤوساء الوزراء السابقين وتم طرح اسم شخص ليتولى منصب سيادي مهم في الدولة و يمثل العراق في المحافل الدولية ، وبعد التداول مع ( السيد الرئيس ) قال :
نعم لقد اطلعت على سيرته الذاتية وتيقنت من قوة شخصيته و اخلاصه و وطنيته و كفاءته و قدرته و نزاهته و علميته وهو يستحق بجدارة تولى المنصب ، ولكن ..وماذا بعد لكن الا الكارثة : ( اني سويت استخارة عليه وطلعت مو زينه ) ؟!!!!

حنيها تيقنت اننا نسير بخطى ثابته و سريعة نحو الانهيار و التخلف و السقوط وكان توقعي في محله ونرى اليوم بوادر هذا السقوط تلوح في الآفق ،فدولة تدار برجال( الاستخارة) و تاج الراس و الولاء للزعيم و هتاف علي وياك علي ، لا تختلف كثيرا عن دولة يقودها القائد الاوحد والحزب الشمولي و هتاف بروح بدم نفديك يا صدام …… وسيكون مصيرها مصير التي سبقتها وان طال الآمد .وان غدا لناظره قريب .

أحدث المقالات