27 يوليو، 2024 3:17 ص
Search
Close this search box.

حكومة من الصقور وبرلمان من الحمائم … من سيحاسب من

Facebook
Twitter
LinkedIn

 حكومة السيد حيدر العبادي ضمت في صفوفها اكثر واكبر صقور النظام الحاكم ..لم يبقى منهم احداً تقريباً خارج هذه الحكومة , في الدورة السابقة له عجز البرلمان عن استجواب السيد المالكي او بعض الوزراء المقربين منه كون الاخير يتمتع بأكثر من تسعون نائباً داخل البرلمان وزادهم ببعض النواب الذين استطاع اما اسكاتهم اوشرائهم بالتلويح لهم  بملفات الفساد والإرهاب المتهمين بها او بمنحهم بعض المناصب والامتيازات , حال هذا الامر بينه وبين وضعه بموقف المستجّوب والمحاّسب من قبل البرلمان … وكنا نشاهد إن الكثير من المستجوبين داخل البرلمان هم من خارج عباءة المالكي او بالأحرى من المغضوب عليهم من قبله , وبما إن الدولة بسلطاتها الثلاث كان يحكمها او يفرض سيطرته عليها رأس واحد هو المالكي … صحيح إن هذا الامر قد تغير لكننا اليوم نرى داخل الحكومة شخصيات مثل باقر جبر صولاغ وعادل عبد المهدي ومن خلفهم طبعاً مؤسسة كاملة تتمثل بالمجلس الاعلى بزعيمها السيد عمار الحكيم تجعلهم بمنأى عن استجواب او محاسبة , ابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني وصاحب الفضل الكبير في تكليف السيد حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة ورده الصفعة التي تلقاها سابقاً من المالكي بصفعتين استطاع بهما تقليم اظافره وإزاحته عن طريق تشكيل الحكومة الجديدة , حسين الشهرستاني الوزير الزعلان.! لعدم منحه حقيبة النفط رغم جهوده الحثيثة في تشكيل هذه الحكومة  هذا الرجل يكفيه قربه من المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف الامر الذي يمنحه الكثير من الحصانه .!!., اسامة النجيفي وإياد علاوي  وعلاقاتهم الاقليمية الجيده مع بعض دول الخليج وتركيا تمنحهم ايضاً هذه العلاقة قدراً لابأس به من هذه الحصانة , كل هذه الاسماء هي عوامل عسر لايسر للبرلمان  وتجعل من هذه الحكومة متعددة الرؤوس والأقطاب ومن المؤكد انها ستصعّب من  وظيفة مجلس النواب  في مهمة مراقبتها ومحاسبتها

لكن اهم ما يميز حكومة السيد العبادي او حكومة الصقور انها مراقبة بشكل جيد ليس من قبل البرلمان للأسباب الواردة اعلاه وإنما من قبل الولايات المتحدة الامريكية .!! فبعد أن ارهقها تصرفات مراهقي السياسة العراقيين طيلة العشر اعوام السابقة والتدخل الايراني السافر في العراق الذي قابله تدخل سافر اخر من قبل بعض دول الخليج وتركيا والذي بدوره قد اجج الاوضاع وسمح ببروز جماعات ارهابية متشددة كالدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وجعل من منطقة الشرق الاوسط بركان يبدو انه سينفجر في اي لحظة .. عادت الولايات المتحدة الامريكية هذه المرة بقوة ليس وحدها وإنما بتحالف دولي لترتيب احوال المنطقة ..فبشار الاسد بالرغم انه لم ينتصر لكنه لم يسقط والملف النووي الايراني اصبح من الممكن التوصل فيه الى حل يُرضي جميع الاطراف , التشدد والتطرف الاسلامي (السني ) في مواجهة التمدد ( الشيعي ) لم يؤتي ثمارة وانما زاد الطين بله وكانت ضريبته أن تحول  الى مجموعات جهادية تكفيرية بدأت بالتمدد في المنطقة ناشرتاً القتل والدمار ولا تفصلها الا خطوات عن العالم الغربي .

فلا تنتظروا الكثير من البرلمان الجديد ولا حتى الحكومة بل انتظروا ما ستفعله امريكا هذه المرة فأنها قادمة بقوة  لجمع  نفايات ومخلفات سقوط  النظام في العراق والربيع العربي المزعوم فأما أن يخضع الجميع لها دون نقاش وأما أن يواجه مصيره والذئاب لوحده فهي على الابواب .      

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب