14 ديسمبر، 2024 11:43 م

حقوق الانسان وكفار قريش …!

حقوق الانسان وكفار قريش …!

الجزء الغائب من صورة قريش ، الإنصاف مطلوب كي تتضح الصورة

لأن الإسراف في هذا التشويه والغموضية لا تخدم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

هل تظن أن مجتمع قريش كان بذاك السذاجة التي تتصوره ، كانت فيها نهضة ثقافية أدبية يتبارى بها الشعراء ومسابقات ولجان تحكيم ونقاد كان عندهم زراعة واقتصاد وعلاقات تجارية عالمية كان عندهم علاقات سياسية عبر البحر الأحمر الحبشة كان عندهم تكافل اجتماعي كحلف الفضول الوقوف مع المظلوم حتى في الجانب الأخلاقي القوة والشجاعة والمروءة والكرم والوفاء واحترام إجارة أحدهم لأي أحد حتى لو كان مسلماً كما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أصحابه .

اسمع ستيوارت سلتويت المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية الذي ظهر قبل أيام في مقطع يقول فيه ” أن قتل أربعة آلاف طفل فلسطيني  في قطاع غزة ليس بالكافي !

عندك مثلاً امريكا وبريطانيا يقفان في الأمم المتحدة يمنعان وقف إطلاق النار في غزة !

الخارجية الأمريكية تقول قبل أيام أنهم لم يروا دليلاً  أن هنالك مدني واحد قتلوا عمداً طبعا مع كل قدراتها تقول ذلك !

والكل يعلم أنهم كاذبون !

وهي كما تعلمون رأس حربة الحضارة الغربية المتقدمة التي تعلمنا الإنسانية والحرية !

يا رجل حينما حاصر المشركين بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

يروى أنه قيل لأبي جهل وقتها كيف تركت محمداً يخرج من بين أيديكم

ليلة الهجرة ويلحق بصاحبه لمَ لمْ تكسر عليه الباب وتاخذه ؟ فأجاب  

وتقول العرب أن عمرو بن هشام روّع بنات محمد وهتك حرمة بيته .

انظر كيف كانت حقوق الإنسان ؟!

مثلاً حاتم الطائي حين كان يدخل الشتاء ويشتد البرد يأمر غلامه فيؤقد ناراً في بقعة من الأرض مرتفعة كي يلمحها من أضل الطريق ليلاً ويتجه نحوه كان يقول لغلامه …!

أوقد فإن الليل ليل قرّ …. والريح يا موقد ريح صرّ

عسى من يرى نارك من يمر…. فإن جلبت ضيفاً فأنت حر

إذن فلنعلم أن الأخلاقيات الإنسانية كانت موجودة بشكل ربما يفوق ما عند الغرب اليوم .

ومع ذلك بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح فساد عقيدتهم وضلالهم عن معرفة الإله الحق !

أنت لما تظهر خصم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الضعف والعشوائية والسذاجة ، عندها لن يكون هناك معنى انتصار النبي صلى الله عليه وسلم وتضحياته وظهور رسالته وتحدي القرآن للمشركين .

لهذا نجد اليوم بعضاً من البشر تستخف بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وأن دورها وفاعليتها كانت محصورة في زمن هؤلاء العشوائيين الهمج الذين لا يعرفون شيئاً سوى الخمر والنساء !

وإن هذا الدين لا يناسب المجتمعات المتحضرة ذات الإمكانيات المتقدمة

والمتعددة وحقوق الإنسان والحيوان والأشجار والقانون الدولي وغيرها !

معرفة واقع أهل الجاهلية وامكاناتهم يخفف من هذه المزاعم الباطلة .

الإسلام لم يأت لهؤلاء العرب وحدهم بل جاء للفرس والروم والعالم أجمع التي كانت لهم حضارات أكثرها إلى اليوم  معروفة واقعهم ، حينها يخلق لك حالة من التوازن ووضوح الرؤية .

نحن نعيش اليوم  كما يقول عمر جلد الفاجر وعجز الثقة !