12 نوفمبر، 2024 2:47 ص
Search
Close this search box.

جوهرة بيد فحام

جيش العراق خاض حروب عديدة وابرز الحروب التي اثبت فيها شجاعته وبسالته هي معركته ضد الكيان الصهيوني  , ففي عام 48 كان الجيش يخوض معارك ضارية وحقق نتائج باهرة يشهد له الاعداء قبل الاصدقاء وكذلك موقفه البطولي  في حرب حزيران عام 67 وفي حرب تشرين عام 73 الذي حال دون سقوط دمشق و اوقف الزحف الاسرائيلي
 
الجندي العراقي صاحب نخوة وغيره نادرا ماتجدها عند اي جندي اخر , لكن حماقة الحكام  قادوه الى الخذلان والخيبة  , هم من تسبب في الاحباط في نفسية الجندي العراقي  , جعلوه يخوض حروب غير مبررة وذات نزعة شوفينية تارة وذات روح متغطرسة تارة اخرى , حرب العراق مع ايران استمرت ثمانية سنوات كانت نتائجها بائسة , وحرب العراق مع الكويت كانت نتائجها مذلة , كلا المعركتين سببت كثير من الدمار , الحرب الاولى كان اعداد الضحايا  مئات الالاف من ابناء العراق الابطال وخسائر مالية هائلة , الحرب الثانية والتي سميت بأم المعارك كان الاجدر بتسميتها ام المصائب فتحت ابواب الجحيم على الشعب العراقي , اذ اعطت الشرعية لتدمير الجيش العراقي وبالتالي تدمير الشعب 
 
الخوف الصهيوني من الجندي العراقي  اجبر بول بريمر  على ان يحل المؤسسة العسكرية وجعل العراق بدون السور الواقي  والدرع الحامي لارض وشعب العراق , وبذلك دخل كل اشرار العالم واستباحوا ارضه وعرضه , وبعد الجهد الجهيد وفي ظل حكومة المحاصصة تم اعادة  تأسيس الجيش العراقي , ولكن هذه المرة ايضا يحاولون زجه في معارك غير مدروسة  من الناحية العسكرية   ومن الناحية  الوطنية , معركة الانبار والقضاء على داعش ومن لف لفها  ماذا حصل فيها , 

ثلث الجيش العراقي في اﻻنبار منذ اربعين يوم ، اما داعش  فلقد اختلف الرواة في اعدادهم منهم من قال 36 رجل ومنهم من قال 50 والفتلاوي تقول 500  الف رجل وكلبهم باسط ذراعيه على الفلوجة ، اعداد الشهداء تتزايد والتفجيرات مازالت تعبث بارواح العراقيين ، وثوار العشائر ملثمين والشيوخ يزدادون سطوة ويتبادلون الادوار تارة مؤيدين وتارة معارضين حسب المصالح الشخصية ، الصمت يخيم على الجميع فقط صوت الرصاص يشق الهدوء والسكينة .
  كان تصريح لاحد المسؤولين وهو عدنان الاسدي مفاده انهم عثروا على اسلحة متطورة وضخمة يستطيع تنظيم داعش  بواسطته الاستيلاء على بغداد العاصمة !!! واعقب ذلك صمت من الجانب العسكري وظهر صوت اعلى منه وهو صوت الدعات الى حل الازمة سياسيا  !!! كل هذه المعطيات تؤكد ان من زج بالجيش في معركة الانبار ليس لديه فكرة  عن حجم الداعشيين وليس لديه فكرة عن نوعية تسليحهم  وهذا خطأ فادح وعجز  استخباراتي كبير  , بالاضافة الى كل ماذكرناها , فلقد صاحب هذه الفكرة تحريض كبير على ان المعركة هي معركة الشيعة ضد السنة  وهنا الطامة الكبرى , نعم انها طامة  كبرى , ان يتهم الجيش العراقي بأنه جيش طائفي .

مأساة  اخرى يعيشها الجيش العراقي  لانه تحت قيادة عسكرية لاتعرف التخطيط  ولاتملك معلومات مؤكدة عن العدو هذا من جانب والجانب الاخر هي محاولة جعل الجيش  مع الفتنة الطائفية وليس ضدها  لانه لم يحسم المعركة  ولم يثبت للعالم انه يحارب  يأجوج وماجوج  , لانها انتهت  بالعفو عن المسلحين الذيت حملوا السلاح ضده , ما يهمنا الان هو معرفة الحقيقة , هل انتصر  الجيش العراقي في معركة الانبار ؟ هل هزم ودمر تنظيم داعش وطردهم من العراق ؟ ام ان الجيش قد خسر المعركة وراحت تضحيات الشباب سدى وذهبت الخسائر في المعدات مع الريح ؟ هل سنعود للمفخخات والتفجيرات تقتل العراقيين لان اهالي الانبار رفضوا دخول الجيش العراقي لقتل وتدمير القاعدة ؟ هل استجاب دولة رئيس الوزراء لصرخات علي الحاتم ومتحدون لغرض المحافظة على العملية السياسية ؟ ام ان العملية العسكرية كانت  بالاساس محدودة ,  غايتها استعراض القوى  وتشتيت الانتباه وبهذا يكون المالكي استرخص الدم العراقي ؟

أحدث المقالات