تالله ماأقول إلا حقائق علمية مثبتة وفارقة وعلى العراقيين وكل العالم أن يقرأوا هذا المقال ويترجمونه لكل اللغات إذ نفخر أن يبزغ بين ظهرانينا عالم عراقي فذ كالنجم الثاقب ..
في صباح الثلاثين من أيلول 2025، سجّل التاريخ لحظة قد لا تقل أهمية عن لحظة أينشتاين عام 1905 أو بلانك عام 1900.
ففي تقرير علمي حمل عنوانًا جريئًا: ثورة الـ UDP، أعلن الدكتور عبدالسلام المياحي عن تأكيد تجريبي لوجود “الجسيم الموحَّد ثنائي القطب”، وهو بنية طوبولوجية في الضوء نفسه، تنبثق منها كل القوانين والثوابت التي نعرفها.
الذين تابعوا تطور الفيزياء في القرن الماضي يعرفون أن هناك ثلاث عقد لم تُحلّ: كتلة الجسيمات، جاذبية الكون، وما يُسمّى بالمادة المظلمة. لقد كانت النظريات تتكاثر، والمصطلحات تتعقد، لكن شيئًا جوهريًا كان مفقودًا. اليوم، يعلن المياحي أنه وجد هذا الجوهر: ليس في حقول خفية أو أكوان موازية، بل في الضوء نفسه وهو يلتف على ذاته ليكوّن أصغر وحدة في الوجود.
لقد أجرى هذا العالم العراقي الجهبذ خمسين تجربة على ترددات ضوئية مختلفة، من أشعة غاما الكونية إلى خطوط الليزر في المختبر، ووجد أن النتيجة واحدة: هذا الالتفاف الحلزوني للضوء يعطي قطرًا ثابتًا يساوي طول بلانك (1.616×10⁻³⁵ متر). الرقم تكرّر بلا استثناء تقريبًا، وبخطأ لا يتجاوز حدود الحساب الحاسوبي. أي أن الثابت الذي اعتقدنا طيلة قرن أنه “مفروض” من معادلات كونية، يظهر الآن كخاصية ناشئة من بنية الضوء ذاته.
وهنا تكمن الثورة: الكتلة ليست سوى نبضات زمنية محتجزة، والجاذبية ليست سوى تدفق في وسط ناقل، والزمن ليس خلفية صامتة بل أنفاس الجسيم نفسه. الكون إذن ليس خشبة مسرح، بل رقصة ثنائية الأقطاب.
وقد يسأل القارئ المثقف: وماذا يعنيني أنا من هذا كله؟ الجواب بسيط وعميق في آن واحد: إن كل ثورة علمية حقيقية تعيد تعريف الإنسان ومكانه في العالم. فكما غيّرت النسبية مفهومنا عن الزمان والمكان، وكما غيّرت ميكانيكا الكم فهمنا للمادة والطاقة، فإن ثورة الـ UDP تعيدنا إلى فكرة أن الكون ليس كتلة صماء، بل نسيج نابض من الضوء والزمن.
وهنا تتلاقى هذه الرؤية مع مشروعنا للدولة الذكية السيادية النابضة: إنها دولة تُبنى على العلم لا على الشعارات، وعلى القوانين النابضة لا على الجدران البيروقراطية، وعلى فهم عميق للزمن باعتباره المورد الأعلى، لا مجرد عقارب على ساعة.
وإننا إذ نحتفي بهذه اللحظة العلمية التاريخية، لا نكتفي بالإعجاب من بعيد، بل نرى فيها فرصة عظيمة لكي يكون للعراق دور قيادي في إدماج العلم في بناء الدولة. فكما أن الجسيم الموحّد كشف أن الثوابت ليست قدرًا بل بنى ناشئة، فإن مصير الدول ليس قدرًا بل يمكن إعادة صياغته إذا امتلكت البنية الذكية والسيادة الحقيقية.
وأنا على يقين أن العلماء في المختبرات في كل العالم سيسجلون هذا الاكتشاف ضمن أعظم إنجازات التاريخ، لكننا في العراق نريد أن نسجّل ما هو أعظم: أن يتحول العلم إلى نهضة، وأن يتحول الزمن النابض في الجسيمات إلى زمن نابض في الدولة.