25 مايو، 2024 11:27 ص
Search
Close this search box.

تكنولوجيا الشعر ….وشعر التكنولوجيا

Facebook
Twitter
LinkedIn

كل المتابعين للشعر العالمي من شعراء ونقاد ومترجمين وكتاب وقراء وما الى ذلك يتفقون ان الشعر عندما يترجم من لغته الاصلية التي كانوا يسمونها اللغة الام يفقد الشيء الكثير من رونقه العام واسسه ولغته تفقد روحها ونغمها وعقلها وهذا رأي الجاحظ في تراثنا الادبي ولا احد يخالفه اليوم …ولذا فكر رواد الحداثة الشعرية الاوائل بالانفتاح الكلي على اللغة ورفض قيودالشعر الشكلية الوزن والقافية وما الى ذلك وتوجهوا للتركيزعلى المضمون والموضوع والفكر فتعرض هذا المفهوم الى الاضطراب والفوضى بلغ حد العبث والمغامرات الشكلية الساذجة عند البعض من الذين استهوتهم الحرية في الكتابة مثلما استهوتهم الحرية اللا منضبطة واللاموضوعية عندنا الحاصلة اليوم ولا ادري ما اسمي الذين يتعالون على القانون والمجتمع والاعراف وقيم الناس في مجتمعنا اليوم الذي تسوده حالة الانفتاح اللاشرطي في كل شيء اذ خرجنا من مجتمع مكبوت محاصرأمي ثقافيا و كان يخاف ان يكتب حرفا واحد او كلمة تعبر عن مكنوناته الى مجتمع فيه اكثر من مئة صحيفة وتتشكل فيه احزاب ومنظمات مجتمع مدني وجمعيات وفضائيات ووسائل اعلام ومنابر وانفتاح على كل الجبهات يستطيع ان ينتقد على اعلى راس في السلطة بلا تردد وارجوا ان لا اكون قد خرجت من دائرة الفكرة التي انا بصددها اتحدث وهي كتابة الشعر الجديد وتحديدا واعرف ان هذا الموضوع لا تستوفيه مقالة ويحتاج الى بحث ودراسة ويدخل ضمن نطاق الثورة الشعرية او الثورة في الشعر وقداستوفته الدراسات والمحاضرات والمؤتمرات التي تحصل خلال مهرجانات الشعر وقد ظل عند نخبة قليلة جدا عنوانا لحركة ذات ابعاد متشعبة تتناغم مع ثقافته وتلتقي جذريا مع حركة التاريخ والنزعة الثورية الاصيلة التي تؤمن بالتغيير و على انه ضرورة من ضرورات الحياة ونتيجةحتمية لقانون التطور فهي ليست ثورة على هذا الشكل الشعري أو ذاك الوزن أو القافية بقدر ماهي ما هي عملية معقدة متشابكة تشكل قضية تشمل قضية التعبير والموقف الكلي من العصر والحياة والثقافة الجديدة ورؤيته الانسانية والجمالية الخاصة به وقد استسهل الكثيرون الموضوع فبدأوا يكتبون على راحتهم دون قيد او شرط والبعض يريد ان يتجاوز اللغة والقواعد والنحو العربي ويدخل كلمات اللهجة العامية مع جل احترامنا للهجتنا الجميلة وتداولها اليومي وشعرنا الشعبي بها ووقعه الجميل وقد

اوقعت هذه النظرة الكثيرين في اخفاقات خصوصا الذين بداو يترددون على المواقع الاليكترونية واتخذت شكل قانون فتجر صاحبها في كثير من الاحيان الى مزالق كبيرة فكل شيء ينشر على المواقع يكون ضمن متداولاتنا واصبحنا أو امسينا نقرأ أو نشاهد كل شيءالصالح والطالح فالفضاء مفتوح و الرقابة معدومة واما الصالح قيبقى في نفوسنا ونتابعه واما الطالح فننساه حتما.اذ نرفضه ….

واذا كان التجديد تعبير عن الحياة المعاصرة بكل مافيها من مداخلات وتواصل اصبح من واجب الشاعر ولوج عوالم جديدة لم تتوفر للشعراءالذين سبقوه ذلك ان عبرة التجارب بمدى قدرة اصحابها على تحويلها الى ابداعات واذا كان على التعبير عن الحياة ان يتصف بقدر معين من الواقعية فان واقعية الشاعرخاصة تنتزع من اعماق الحياة الانسانية التي لا تحدها حدود في مفهوم الشعر العام ….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب