26 ديسمبر، 2024 4:35 م

تحيا المجاملات الفاشلة..!

تحيا المجاملات الفاشلة..!

لا يخفى على الجميع ان العراق في الوقت الحاضر يعيش حالة من الاستقرار في الوضع السياسي والأمني والاقتصادي، وهذه الحالة جاءت بجهود الجهة التي جعلت وضع البلد أمانة في أعناقها.!! ,فهم وجدوا أشياء لم تكن موجودة في الماضي وهذا يحسب لهم وسيذكرهم التاريخ مستقبلاً...!!

تعيد بنا الذكريات عندما واجه العراقيون (شبح الإرهاب) والانفلات الأمني في مطلع عام 2006، حيث كانت تعد هذه الفترة من أسوأ الفترات التي مرت على حياة الشعب الذي كان يومه (يُصَبحويُمَسي) بـ(قتل وخطف وإرهاب وانفجارات) وانعدام الأمن وسيطرة العصابات والميليشيات على معظم مناطق البلد وخاصة في العاصمة بغداد ، حيث كان القتل فيها على الهوية والمذهب والانتماء، وكان من يطبق هذه الأمور (أتعس) المخلوقات على وجه الكوكب,فكانوا هؤلاء الأوباش مدعومين من جهات سياسية داخلية ممولة بأجندات خارجية، هدفها طمس الهوية العراقية، وتشريد أهلها خارجاً، وهذا ما حصل فعلاً، حيث تم نزوح قرابة أكثر من مليون نسمة الى مناطق ومحافظات متنوعة داخل البلد وإلى دول الجوار وعلى وجه الخصوص الدولة الشقيقة (سوريا) والتي نزح إليها العراقيون بـ(الجملة) متحدين طريق البر (المميت) في حدود محافظة الأنبار.

هذا الكم الهائل من الشعب فروا من (ارهاب وحشي) لا رحمة له، كان همهم الأول أن يصلوا إلى منطقة أمان تحتويهم وتحميهم من شر الارهاب الذي كان يسود بلدهم.

هرب أغلب العراقيون إلى سوريا ومعهم أموال معقولة لغرض شراء أو إيجار لهم سكن يعيشون فيه، ومن جهة أخرى فتح لهم (سبوبة عيش).

وحصل هذا فعلاً فكان أبناء الرافدين خير وافدين لهذه الدولة حيث ازدهرت سوريا وانتعش اقتصادها جراء ما قامت به العوائل العراقية بشراء الشقق السكنية في مناطق عدة أو استئجارها، ناهيك عن فتح المشاريع الاقتصادية العديدة، منها المصانع والمطاعم والتجارة وغيرها من الأعمال.

في هذه الفترة لم يكن أيّاً من العراقيين يعاني من أزمة في هذا البلد إلا ما ندر، بسبب الوضع المالي الجيد لهم ومنهم من كان يستحصل أمواله من داخل العراق ويجلبها إلى مكان إيوائه الجديد في الخارج.

لم تشهد هذه الفترة أن تم بناء مجمعات أو خيم للعراقيين في سوريا أو حتى في غير بلد آخر، كون أن تلك البلدان تفكر بتنمية اقتصادها لأجل فائدة شعبها أو لغرض سد احتياج متطلبات مجتمعها.

وهذا ما شاهده أغلب العراقيون في الغربة، لم يقدم لهم شيء اسمه (مجاني) أو مساعدات أو تبرعات أو هبات أو أموال سوى المعوناتالتي كانت تقدم من منظمة (الأمم المتحدة).

الآن وأمس وغداً، لم يفكر من كتبت عنهم في مقدمتي أن يجعلوا أبناء شعبهم أولاً، بل جعلوا البلد وخيراته (سبيلاً)، في كل مناسبة يدخل الآلاف من الوافدين إلى البلد وكل شيء يقدم لهم (مجاناً) وأبناء البلد يقدم لهم بالضعف، لماذا هذه المجاملات وما هي الفائدة.!

كأس العالم نظمته قطر واستطاعت أن تربح نصف ما صرفته على الملاعب وطرق التنظيم، بينما نحن نظمنا كأس الخليج كل شيء بالمجان، وكأنما المال (سايب), الزيارات الدينية تصبح (تجمع لتوزيع الخيرات) لمن يأتي من الخارج, وابناء البلد تتوقف مصالحهم وقتها, الوقود يذهب الى دول الجوار و(أبن الخايبة) لا يملك وقود لتشغيل (مدفأته), توزيع الاعانة والتبرعات واستقبال الطلبة من الخارج للدراسة (مجانًا) وأبن البلد (ِيشقى ويتعب ويسهر) لكي يدخل (أبناءه) في الكليات الاهلية التي أصبحت رسمياً (خير عون ورفيق وممول) لوزارة التعليم.. وغيرها من الأمور, التي تجعل (شعر الرأس) واقفاً.  

التقشف على أبناء البلد والانفتاح والعز وضخ الأموال لمن يأتيغريباً من الخارج.

ما حدث في لبنان أو فلسطين تعد (كارثة إنسانية) وفعلاً العراق قدم موقف مشرف اتجاههم، ولكن يا دولة ويا حكومة ويا أحزاب قدموا هذه المواقف الطيبة إلى أبناء بلدكم أيضاً أم (تطربون على الغريب) فقط، ولنا تتمة إن شاء الله.

أحدث المقالات

أحدث المقالات