خنساء بغداد اسم تستحقه الام التي ثكلت بابناءها الثلاثة وهم كل من (محمد ومحمود واحمد) في فاجعة الكرادة 3تموز 2016.. ام تخاف الله وتتوسله .. وتخاف على ابناءها وتحميهم كما الدجاجة التي تنخي على فراغها حتى وان كانوا بعمر الثلاثين والعشرين.
السبب الذي جعل هذه الام العظيمة ان تخاف على اولادها هو برهم لوالديهم واخلاقهم الرفيعة مع الناس وصلتهم للرحم .. انهم فعلا كانوا ابناء آخرة نتيجة تصرفاتهم واخلاقهم مع عامة الناس شباب زهت لهم الدنيا لخدمة الجار والقريب والغريب..
خنساء بغداد سيدة مثقفة واعية عملت وناضلت مع زوجها من اجل ان تنتج شباب خلوقين مثقفين دارسين داركين للحياة والخلق الكريم والكرم العربي الاصيل.. ام وقفت لجانب زوجها كما وقف هو لجانبها .. فرزقهم الله باربع ابناء ولم يرزقهم ببنت وهو الحكيم والعالم بعباده..
اكتب هذه الكلمات بحق اختي وصديقتي ورفيقة العمر منذ الطفولة (أم حمودي) والدموع تغطي وجهي .. ربت أولادها الاربعة (محمد ومحمود واحمد ومصطفى) وراح منهم ثلاثة محمد (32) عاما ومحمود(28)عاما واحمد (26) عاما وتبقى لديها مصطفى الذي يبلغ من العمر (23)عاما.
اقول لاختي ام الشهداء بعد هذا النضال والصمود الأسطوري لك يا خنساء بغداد اقف اليك اجلال وانحني لايمانك بالله وقوة شخصيتك ، فرغم المأساة التي تعيشها بسبب فقدان اولادك الثلاثة الذين هم في نظري ملائكة السماء في الارض كانوا .. وولدان خلقهم الله على هيئة بني ادم ،لان اخلاقهم وتصرفاتهم وكرمهم يدل على ذلك ورفعهم ربهم اليه اكثر دلالة على انهم من احباء الله ومن شباب اهل الجنة..
يا اختاه يا خنساء بغداد ان اولادك سينزلهم الله منازل الشهداء و معايشة السّعداء و مرافقه الانبياء فلا تجزعي ولا تقنطي من رحمة الله لان رحمته وسعت كل شيء..
يا اختاه الشهادة لا ينالها إلا الرجال ممن يهبون أنفسهم للذود عن مبادئهم وهم قليل.. لقد أستشهدوا اولادك وهم يحملون رسالة القيم الانسانية والاخلاقية في المجتمع .
وانتم يا اولاد اختي الاحبة لا اقول لكم وداعاً يا (محمد ومحمود واحمد) ، بل اقول الى لقاء عند مكين مقتدر في رضوان الله ونعيمه.. ولا حُرمنا رجالا مثلكم.
يا اختاه خنساء بغداد يا والدة (الشهداء محمد ومحمود واحمد) ما كتبته عبارة عن كلمات أبت أن تبقى في صدري كونها أصرت على أن تعانق الشهداء قبل أن يدفنوا ..اتذكر عندما رميتي نفسك أمام جثمانهم الطاهرة قبل أن يسجون بكفنهم النقي كنقاوة روحهم في قبرهم..
ايها الشهداء كلماتي انثرها على قبوركم التي تحتفظ باجسادكم الزكية فبكت العين وأرخت دموعاً لم يفهمها إلا من كان صاحب رسالة ومبدأ يتلذذ بها ..
الرحمة والخلود لشهداءنا البرر .. وان القلب ليحزن والعين لتدمع وانا على فراقكم يا (محمد ومحمود واحمد) لمحزون.
وستبقين انت يا ام الشهداء يا بنت حاتم الطائي (خنساء بغداد العظيمة) .. والنعم منك ومن تربيتك .. والله لم ارى شبابا اتصفوا باخلاقا كما يصفون اولادك الشهداء .. فلتقر عينك بابناء كرمهم الله الاخلاق في حياتهم والشهادة في مماتهم.
وانا له وانا اليه لراجعون