24 مايو، 2024 6:45 م
Search
Close this search box.

المالكي ..لا يرى الأ نفسه !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يقولون ان المال يستر العيوب والسلطة تمسحها.الا ان هذه الحكمة قد تصدق مع جميع الناس ،الا انها تتهاوى مع المالكي الذي قد يكون استثناءها الوحيد.. فالمالكي كان الحاكم الفعلي للعراق لدورتين متواليين ، وتحت يديه ثروته الهائلة ،والتي تزيد على الإلف مليار دولار ( 700 مليار دولار منها غير معروفة وجهة صرفها ) ،ينفقها كيف يشاء ومتى شاء ،ومن دون حسيب او رقيب ….ومع السلطة التي امتدت لثماني سنوات والثروة المخيفة التي بين يديه.الا إن العراقيين ظلوا ،من دون خوف من سلطته أو طمعا بماله، ظلوا يقولون عنه بانه فاشل ولا يستطيع ان ينجح في مهامه وأن رئاسة الحكومة كبيرة عليه،ورغم ما ينفق من مال على الإعلام بمختلف وسائله الا إن هذا الإعلام اصطدم بقناعة الناس الثابتة بالمالكي ورأيهم به.ولم يستطع ان يزحزح تلك القناعة ،وعجز عن التأثير على الراي .
قد تطرأ امور غير متوقعة ،او تتدخل قوى اجنبية او محلية ،لتعرقل عمل الحاكم او تعيقه ،الا ان ايّا من هذا وذاك لم يكن له دور في فشل واخفاق المالكي.وهو وحده ،وليس غيره ،من دفع نفسه الى هاوية الفشل.فقد كان المالكي يبالع في وعوده،من دون ان يفي بها،مما اتلف صدقيته أمام مواطنيه. وكان يختار الاسوأ ليوليه امر الناس.وكان لا يستمع الا لحاشيته التي كان جل همها ارضائه وليس رضا الناس .وكان لا يعاقب الفاسد او الفاشل ، بل كان يصر على تكريمهم عناداً بالمنتقدين .وكان يختار الأغبياء والجهلة من بين كل العراقين لأستشارتهم ، فما اشاروا عليه بما ينفع ،وما ارشدوه الى صواب.و قد اختار النطيحة والمتردية لقيادة الجيش والشرطة والاجهزة الامنية،من منتسبي حزبه فكانوا اول الهاربين فى المعارك وأخر من يصدقه قولاً او يعطيه الرأي السديد . اما علاقاته بالقوى السياسية العراقية ،فكان يخاصمها ومن ثم يصالحها من دون ان يعرف احد لماذا خاصمها ؟ولماذا صالحها؟
قبل ايام ادلى المالكي بتصريح لجريدة الواشنطن بوست  الامريكية قال فيه :انه عائد في عام 2018الى حكم العراق للمرة الثالثة،وان فوزه بالانتخابات  الاخيرة كان كاسحا ،وان قوى محلية واجنبية قد تأمرت عليه وسرقت استحقاقه ،وسينتظر الانتخابات المقبلة ليستعيد ما أخذ منه ،وانه متأكد بان الشعب يريده ويحن الى ايامه !
هكذا يرى المالكي المستقبل ،كما يشتهي،متناسيا انه ترك العراق ممزقا وبعض شعبه يبحث عن قوته في المزابل ، ويفتقد الى الأمن والأمان .. متوهما ان الشعب سيعيده الى الحكم بعد ان فعل ما فعل.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب