13 ديسمبر، 2024 4:28 م

الله نصعد جبل ننزل جبل نزمزم ونرجم “شيطان” إنّما نحن قوم “يستعرضون”

الله نصعد جبل ننزل جبل نزمزم ونرجم “شيطان” إنّما نحن قوم “يستعرضون”

ولا ندري من الشيطان الّذي يتوجّه إليه لقذفه ثلاثة ملايين كلّ عام ,لا نراه ,ونترك عرّاب إبليس نفسه نره ويرانا كلّ يوم, لا نقذفه ,يجوّع جائعنا ويعطّش عطشاننا ويجهّل جهولنا يسرقنا في وضح النهار  ثمّ نقذف ذاك ونترك هذا؟.. لا أدري إلى متى سنبقى على هذا الديدن الروتيني يُطلق عليها مراسيم وطقوس ولا نلتفت لأنفسنا يصالح بعضنا البعض ونتكاتف ما دمنا هكذا “سعاة” للمغفرة وطلب الرضوان! ..لحد الان “الأمر” مجهول حولها وغير متّفق عليه عن من هي الّتي “سعت” حقًّا بين هنا وهناك و “ضربت” برجلها الخ؟ أكيد عاطشة جائعة خائفة إن صحّ الناقل والمنقول ..لكن ,لِمَ لم نفكّر يومًا تفكيرًا جادًّا أن لا نسمح بل ونحاسب من أجاع امرأة تجوع أو عطّشها معطّش بدل أن نحيي ذكرى هوانها وذلّها بدل أن ندفن ماضيها المخز لنا نزرعه كلّ بقعة فيه بنافورات المياه وبالورود وبالمسطّحات الخضراء وبساتين النخيل والتين والزيتون ,أتنقصنا الأموال لا نفعل؟ ..
بدل أن نحيي طقوس “الحسين” وعاشوراء نردم كلّ فجوة يتسرّب منها ظلم وفساد ونتخلّق بخلقه بدل أن ننوح ونبكي عليه ,فمن تمثّل أخلاق الحسين لن يشعر بحاجة لبكاء أو لطم ,تلك بداهة ,بل قويّ النفس عزيز لا يجهش إلّا بالفرح وإن حصل جهش بالبكاء إنّما لأجل كلّ من اتّخذ من المآسي لهو وسلوان.. هل تعوّدنا الفاقة الفكريّة والحرمان نتأسّى بمثل هذا التراث دون أن نردم تلك المهاوي الّتي استدعت هذه الطقوس فلا نعد نقرأها ولا نعُجّ لها كلّ موسم أو عام: أهي أم ليست هي, بدل أن يكون كل قوم بما لديهم فرحون ..هل الله يقتصر وجوده وتختصر رحمته بين الصفا والمروة ويترك بقيّة خلقه في مشارق الأرض ومغاربها في “العراء” يتوعدّهم اليوم الآخر بالويل والثبور؟.. نحن أكثر الأمم حسدًا وفرقة فيما بيننا ودمويّة ندخل الجنّة وهم يدخلون النار؟ أفهل وجدتم أضيز من هكذا حكم! ..الله عظيم السماوات والأكوان ما ظهر منها وما لن يظّهر لنا أبدًا لا يحب الخالق من بين بقية البشر من خلقه سوى نحن هذه “الثلّة” الّتي تأتي من كلّ فجّ قريب أو عميق! ؟.
وهل بقيّة البشر فشل صناعة غير متقنة المواصفات الإلهيّة الانتاجيّة؟ ما ذنب ميركل تخشّ النار؟ ..ما ذنب بوتن يبطش به “مالك” بسلاسل من نيران! ..ألأنّهما يمتلك كلٌّ منهما وطنًا عزيزًا منيعًا لا يبصق على وجوه مواطنوه ولا يُداس على رؤوسهم بالبسطال أو بمداهمات أمنيّة؟ ..هل لأنّ وطنيهما وطنين منتجين متقدّمين متنعّمين يصدّرون لنا “البالات” وما فاض عن أفراد كلّ عائلة من عوائلهما شراشف وألحفة وبطاطين ؛عوائل تنتشر وتتناثر مساكنها منتشرة وسط جنان وحدائق ومطبّبات مجّانيّة ودور تعليم راقية وبين شوارع فرشُها أنعم من الحرير تلمع مشاعة للغنيّ أو المحروم ولسير المركبات السير عليها بالمجّان؟ .. بلدان نظيفة كريمة لا يبخل مواطنو دولها على مناد يناد “انقذونا” ,لا يجوع فيه مواطن ولا يعوز ,سهّلوا الحياة وبسّطوها بالعلم والمعرفة والصدق ولم يمثّلوا على شعوبهم يومًا الحنان أو الفضيلة أو اللهج بالتسبيح أو بعادة العمرة والحجّ.. يصدّرون آليّات عصر حديث ممنهجون منظّمون نتّهمهم بالتبشير؟ ..هل هؤلاء ,ولأنّهم لا يصعدون جبل ولا يشقون بالخداع ولا يلطمون ,يدخلون نار؟.. ونحن ..وأعوذ بالله من كلمة نحن.. لا يحلوا لنا البصاق إلّا وسط غرفة الجلوس أو وسط شارع عام يسير عليه “مسلمون” ولا يحلو رمي كيس الزبالة إلّا بوسط الشارع بحجّة “خطأ بالرمية” ولا يحلوا القضاء على البطالة إلّا ب”دفاتر” و ب”واسطات” ومن لا يملك فلعنة الله عليه وإبليس والراجمون والملائكة والناس أجمعون ..ولماذا لا يهاجر مهجّرونا إلى مكّة يطلبون من هذا الإله الّذي صغّرناه وحجّمناه فجعلناه بحجم غرفة من غرفنا الظلماء ولنا “قاعات الأعراس” وحجّمنا واسع السماوات والأرض ضيّقناه بحجم عقولنا الفارغة وليطلبوا منه التعيين ومستشفيات وتطبّب بالمجان ورخص أسعار الغذاء وحاضنات للأطفال ويسلّط علينا من يرحمنا بدل من يتسلّط علينا وبدل الغرق في البحار؟؟؟ .. أيّها الشباب ..أنتم فقط فيكم البركة ..من شعر بهاجس خاطف من طائفيّة كن جريئًا كفرويد, ابصق على أيّ كتاب موروث بمتناول يديك والعن شيطان المنطقة الخضراء.. بدل الهجرة ارجموا هذه الطقوس وأشباهها الّتي عفنت وجفّ ضرعها ,فقد أو شكتم بها الضياع ..ألغوا موروثكم المبطّن بالآهات وبالمؤامرات وبوعّاظ السلطان وبدسائس حريم القصور والموالي والأمات.. اكنسوا أعراف باليات لا تصلح إلّا لأرض يباب لا زرع فيها ولا ضرع فقط أحزاب بأفكار بالية أسّسها شياطين البترول.. ومالنا نحن بلدان بساتين الورود والتجارة والزيتون والرمّان وبساتين أجمل ما خلق الله؛ وموروثات مخلوقات صلحت لحياة الصحراء والجفاف؟ ..ما شأننا بطقوس الحرمان والزمزم و”تمرة” الإفطار ,وأرضنا تعجّ بالمروج الخضراء والصفراء لم تعرف العطش يومًا أرض خير وبركة لم يمت فيها جوعان ..أرض حضارات كانت خضراء قبل أن تمسّها نيران صحراء لا ضرع يعيش فيها ولا “فرس نبيّ” ولا “أبو الجعل” ما أذاع صيتها إلّا صرخة مظلوم يومًا ما وصلت الآفاق صحّحت تريد زرع وضرع ما لا ضرع فيها ولا زرع..