الكوت تحترق وعشرات الضحايا في فاجعة ” مول ” مأساوية تهز العراق

الكوت تحترق وعشرات الضحايا في فاجعة ” مول ” مأساوية تهز العراق

ليس مجديًا أن تنادي من لا يسمعك، وأن تسكن قلبًا لم يعد يعرفك، وأن تحيا على فاجعة أليمة ،كفاجعة الكوت التي هزت الشعب النائم والذي قضى عمره بالتصفيق والهتاف ” بالروح بالدم نفديك ياهو الكان ” ، بعد الرحيل كل شيء أصبح يمر ببطء، الدّقائق ساكنة والساعات واقفة أما الثواني فجارحة ، رحلوا عن اهليهم وذويهم إلى وطن النائمين طويلاً، وبقي كل شيء مختلف بعد رحيلهم ، يا رب اجعلهم في الفردوس الأعلى . تلك الحوادث الاليمة تنحدر من آفة الفساد المستشري في العراق بعد 2003، وقد عرفت منظمة الشفافية الدولية الفساد بأنه ” استغلال السلطة من أجل المنفعة الخاصة ” وما اكثر الفاسدين في بلادي ، حيث دعت جميع الحكومات المتعاقبة على العراق بعد عام 2003 بمحاربة الفساد ، وكل ادعى من موقعه المسؤول بمكافحة الفساد ، اثناء خطبهم الرنانة لاستعادة الاموال المنهوبة ، ولكن ظهر ان تلك الخطابات كانت ولا تزال هواء في شبك ، وصلت الى يومنا هذا في حكومة تدعي المجتمع الدولي إلى التكاتف من أجل مكافحة الفساد، أن هذا الملف تشترك فيه بالدرجة الأولى الحكومة المتمثلة بالأحزاب التي تدعمها، والتي انبثقت منها ، تتناسى الحكومات أن ملفات الفساد التي بدأت تظهر على سطح الأحداث العراقية لا تحتاج إلى مجتمع دولي للمساعدة في فضحها، وإنما إلى إرادة، وقانون يحمي هذه الإرادة، وهو ما لا يتوفر عليه اليوم للأسف، نستذكر بألم وحسرة بعض الفواجع على سبيل المثال لا الحصر : فاجعة مجمع الليث في الكرادة عندما غطى لون الدماء ملابس العيد ، والتي كانت بسبب الاهمال الحكومي وافتقاد الى ابسط وسائل السلامة العامة ، ان مثل هذه الكوارث ,لن تنتهي ما دام من وجود الكثير من الفاسدين المنتفعين من هذه الحوادث ، أن حكومات بغداد اختصرت عملها في الاستسلام لتلك الكوارث بالشجب والاستنكار وتشكيل لجان تحقيقية لا فائدة منها ، وغياب فرض معادلة سياسية وأمنية جديدة عبر المطالبة باستقالة المفسدين بجميع مراتبهم واحالتهم للقضاء ، وكان مقتل اكثر من 100 شخص وإصابة عدد مماثل في حصيلة احتراق قاعة الحمدانية للأعراس في الموصل أثناء حفل زفاف وكان ايضاً بسبب الفساد ومخالفة قواعد السلامة, وكانت اغلب تلك الحوادث يبرر سببها “تماس كهربائي ” والتي حصلت . حريق مستشفى ابن الخطيب في انفجار إحدى اسطوانات غاز الأكسجين في المستشفى المُخصص لعزل مرضى ، مما أدى لوفاة 82 شخصًا، وإصابة 110 أشخاص ، وهي الاخرى تفتقد الى أبسط وسائل السلامة العامة , حادثة حريق مستشفى اليرموك في بغداد التي تسببت في مقتل 13 طفلاً خدجاً وإصابة آخرين, سقوط أجزاء من سلّم إحدى المدارس المهددة بالسقوط في أي لحظة ، وهي ايضاً نتيجة الفساد المستشري , انقلاب عبارة في نهر دجلة راح ضحيتها اكثر من مئة شخص لقوا حتفهم غرقا ، كله بسبب الفساد، الحوادث والكوارث كثيرة ولا نستطيع احصائها في مقالنا هذا ، ولكن لأجل التذكير ولتبقى ذاكرتنا حية تختلف عن ذاكرة البعض الذين يحملون ذاكرة السمك ، الفاجعة التي ابكتنا جميعاً في ” الكوت ” في مبنى يضم مطعماً ومركزاً للتسوق ، لم يَمضِ على افتتاحه سوى سبعة أيام، انا لله وانا اليه راجعون ” لله درك يا عراق ” .

أحدث المقالات

أحدث المقالات