22 ديسمبر، 2024 9:00 ص

العراق.. وأفول عهد الزعامات المصطنعة!!

العراق.. وأفول عهد الزعامات المصطنعة!!

الزعامات الكارتونية العراقية، بكل مسمياتها، منذ عام 2003 وحتى الآن، قد دخلت الآن مراحل الأفول والتراجع لأدوراها المصطنعة، وتعيش هذه الأيام أسوا مراحل نهاياتها، بعد أن إحترقت أوراقها وانكشفت أدوارها ومخططاتها المعادية للشعب العراقي، وقد سئم الراي العام العراقي، بكل قطاعاته إستمرار وجودها، وهي تصطرع الان وتحتدم المعارك فيما بينهم حد كسر العظم، كل يريد أن يزيح الآخرعلى طريقته، وهم الان في مصير أسود لايحسد عليه!!

ومن أولى مترتبات ما أسفرت عنه الانتخابات المبكرة التي جرت في العراق في العاشر من تشرين الاول 2021 من نتائج ، انها أدت الى نهاية عهد من عهود الديمقراطية المزيفة ، وأفول لعهد الزعامات العراقية المصطنعة، بكل مسمياتها، والتي كان الأمريكان وإيران وبعض دول المنطقة ، هم من سلطوا عليها الأضواء، لفترة ما يقرب من ثمانية عشر عاما ، وقدموها الى الواجهة ، غير أن العراقيين لم يجنوا من عهودها سوى الفشل المريع وسوء ادارة الدولة ، وحلت في عهودهم موجات الظلام والطغيان والتكفير والقتل والتدمير والفوضى والتهجير والنزوح بمختلف أشكاله وصوره المأساوية ووفتحوا السجون والمعتقلات والاغتيالات وعمليات الملاحقة لكل من يعارض توجهاتهم او يقف بالضد منها ، ومن ثم انحدرت مرتبة العراق الى مراحل لاتليق بهذا البلد أن يصل اليها ، ويكون حاله كمن يبكي عليه الحجر قبل البشر!!

وتؤكد شخصيات رفيعة من داخل الكتل السياسية التي كانت قد دخلت حلبة الحكم في سنوات سابقة ان المشهد الحالي بكل تداعياته وحروبه المحتدمة يوصلنا الى هذه النتيجة ، وهي نهاية عهد النظام السياسي الحالي ، بعد إن كفر العراقيون بكل مانجم عنه من تدهور خطير لاحوالهم وتراجع دور ومكانة بلدهم واستباحة وسرقة ثرواته، وتحول العراقيون الى شعب جائع ومثخن بالجراح والمآسي والنكبات ، وهم أي رموز العملية السياسية، ومن يدينون لهم بالولاء من خارج البلد، يريدون الان احياء عهود الطائفية المريرة ومذابحها الرهيبة، ليكون بمقدورهم تمديد فصول حكمهم لأشهر مقبلة!!

لقد كان دور مجلس الامن الدولي والولايات المتحدة والأمم المتحدة وكل دول الكفر والضلالة ، أنها مارست نفاقا خبيثا ورهيبا ، انكشفت أهدافه من خلال سرعة الاعلان عما أسفرت عنه الانتخابات من نتائج كارثية، قبل ان تنتهي مفوضية الانتخابات من اعلان النتائج النهائية ، وهذه القوى الدولية كلها تريد استعادة ادوارها هي ، لكي تعيد تصنيع رموزها وفق مشيئتهم، وهي من تعيد رسم ملامح المشهد السياسي العراقي لكي لايخرج عن دائرة تحكمهم ، لكن ارادة الله فضحت أهدافهم وما خططوا له ، وقد ادرك العراقيون خبث مخططات الاعداء وما يسعون اليه في بقاء هذا البلد يرزح تحت نير جورهم وظلمهم وطغيانهم، بعد إن سلطوا عليه من لايخافون الله، ومن لهم سوابق في القتل والاجرام والسرقات ، والمكانات الوضيعة، عله يكون بمقدورهم إستنزاف قدرات العراقيين لعهود قادمة!!

وما أن تتبع ما سيؤول اليه المشهد السياسي العراقي ، للرموز المتصارعة ، هو انهم راحوا يصطرعون فيما بينهم، وكل يريد أن يبعد الآخر ويلقي بصاحبة في بحار الظلمات ، لمجرد أن يكون بمقدوره إزاحته من الواجهة ويبقى هو المسيطر، بالرغم من أن المصير المجهول ينتظره هو ، قبل الآخر الذي يعده خاسرا بحسابات الربح والخسارة الذي نجم عن الانتخابات الأخيرة، والتي قاطعها الشعب العراقي بنسبة 80 % وبشهادات دولية ، ومن رموز من داخل العملية السياسية نفسها، وهذا التطاحن والطريق المسدود الذي ينتظرهم ، هو من يؤدي الى نهاية عهدهم المظلم، لكي يكون بمقدور العراقيين ان يتنفسوا الصعداء ويقرروا بانفسهم مصير بلدهم، ليقودونه الى حيث يأمل هذا الشعب ان يرتقي بلدهم المكانات العلا التي يستحق!!

إنها مشيئة الاقدار.. لكي يتم تصحيح المسار، فما من فترة مظلمة حلت على العراق، ومها طال زمنها، حتى تعود شمسهم تشرق من جديد ، وقد لملموا جراحاتهم ووحدوا صفوفهم ، وقد أعادوا بناء بلدهم ودولتهم، وهو ما يامله العراقيون الاصلاء ، الأمناء على العهد، ان يكون له ضوء في نهاية النفق ، لكي يكون بمقدورهم أن يودعوا عهود الظلام والطغيان والفاسدين ومن تجبروا على العباد وتحكموا بالمقدرات، ليلفظهم التاريخ خارج أسواره، ويلقي بهم في نهاية الموت والمصير الأسود، وليلعنهم اللاعنون!!