3 أكتوبر، 2024 2:15 م
Search
Close this search box.

الصراع في المنطقة العربية وجوارها.. لن يتحول الى حرب شاملة

الصراع في المنطقة العربية وجوارها.. لن يتحول الى حرب شاملة

بعد قيام دولة الاحتلال الاسرائيلي  باغتيال المجاهد والمقاوم القائد السيد حسن نصر الله يوم الجمعة الموافق  28ايلول سبتمبر في الضاحية الجنوبية لبيروت العاصمة، مع قادة اخرين من الصف الاول؛ توتر الوضع ليس في جنوب لبنان فقط، بل توتر الوضع في كل المنطقة العربية وجوارها. هذا الاغتيال لعب فيه كما في غيره؛ العامل البشري دورا في تسهيل تسهيلا تاما؛ مهمة الكيان الصهيوني. يعد هذا اختراقا امنيا  كبيرا وحاسما. الكيان الاسرائيلي المحتل لأراضي،سواء الفلسطينية او العربية، بما فيها اراضي سعودية، صنافير وجزر اخرى في البحر الاحمر يحتلها الكيان الصهيوني واقام فيها منذ سنوات؛ مراكز لوجستية؛ لمراقبة السفن سواء الحربية او التجارية في البحر الاحمر؛ قد تمادى في عدوانه واجرامه بصورة لامثيل لها ابدا في كل تاريخه الاجرامي، بدعم ومشاركة مباشرة وغير مباشرة من امريكا؛ سواء بالسلاح والذخيرة النوعية، او بالحماية سواء في ميدان المعركة او في المحافل الدولية. في عملية اغتيال المجاهد القائد السيد حسن نصر الله، لم يكن هو الوحيد الذي تم اغتياله بقنابل وصواريخ نوعية، امريكية الصنع؛ فقد كان معه بالإضافة الى المجاهدين الاخرين؛ نائب قائد الحرس الثوري الايراني. ايران قد توعدت بالرد على لسان المسؤولون الايرانيون. هناك محوران سوف اتطرق لهما في هذه السطور المتواضعة وباختصار:- اولا، الصرع العربي الاسرائيلي؛ تداعياته وتطوراته المستقبلية. ثانيا، الحرب الشاملة لجهة تطورات الاوضاع في المنطقة العربية، لبنان وغزة.

وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية عشية اغتيال المجاهد السيد حسن نصر الله، صرح وفي جملة من صرح من المسؤولين الامريكيين والاوروبيين والعرب والايرانيين والاسرائيليين وغيرهم، تصريحات اعقبت الاغتيال، إما تصريح وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية كان لفتا للانتباه مثيرا للكثير من الاسئلة، على الاقل لكاتب هذه السطور المتواضعة؛ فقد قال ان ما يحدث في لبنان وفي غزة لسوف يحدد مسار الاحداث في الايام المقبلة، في المنطقة العربية مستقبلا، فقد قال؛ مسار يحدد مستقبل المنطقة، وهو يقصد حصرا المنطقة العربية. ان قراءتي لهذا التصريح، والتي ازعم فيها؛ قراءة عميقة؛ ان هناك مخطط، لإعادة رسم الهيكل السياسي والاقتصادي للمنطقة العربية، ليس بالضرورة تغير انظمتها، بل وهذا هو الصحيح تدجنها اكثر كثيرا مما هي عليه من تدجين امريكي لها ومنذ سنوات عديدة، او سنوات عدة من عقود خلت والى الآن.. لذا، فأن الحرب في غزة وفي لبنان وفي غيرهما من الذين يدعمون المقاومة العربية سواء في غزة او في لبنان، بينهم وبين الكيان الصهيوني المحتل؛ سوف او ربما لسوف تستمر لأشهر عدة مقبلة، ومهما قيل بخلاف هذا ما هو الا هراء وكذب وخديعة. ان هذا يستوجب من كل العرب الشرفاء الوقوف موقفا واحدا وداعما بكل قوة او بكل ما في الحوزة من عناصر الدعم وايضا المشاركة الفعلية كما في المقاومة العراقية او اليمنية او في غيرهما وحتى بقية الشعوب العربية، مطالبة بالمشاركة بكل ما فيها او ما في حوزتها من امكانيات متنوعة في دعم واسناد المقاومة في لبنان وفي غزة وفي فلسطين؛ لأن مستقبلها ومستقبل اجيالها قد وضعته امريكا واسرائيل على كف العفريت الذي تمتلكاه؛ كل من دولة الاحتلال الاسرائيلي وامريكا. ان هذا الاصطفاف كفيل بإفشال كل ما تريده امريكا واسرائيل من الهيمنة والسيطرة على مقدرات الامة العربية والامة الاسلامية. ان هذا الدعم والاسناد الشعبي يساعد كثيرا المقاومة في الانتصار على المشروع الامريكي الاسرائيلي؛ لناحية اختصار زمن المواجهة في تحقيق النصر الناجز وتقليل الخسائر. ان المقاومة العربية في كل مكان من الارض العربية، في غزة، وفي الضفة الغربية، وفي لبنان، وغيرها؛ تخوض معركة تاريخية؛ لسوف يكون لها تأثيراتها التاريخية في النهضة العربية على قاعدة استقلال القرار السياسي والاقتصادي، واقامة دولة فلسطين التي لا تقام الا بهذا الطريق وليس في المؤتمرات وفي اقامة التحالفات العربية والاقليمية والدولية من اجل اجبار اسرائيل على حل الدولتين. ان هكذا تحالف كارتوني ما هو الا وسيلة من وسائل الالتفات والتمييع للقضية الفلسطينية، وتجميل صور الحكام في عيون الشعوب العربية.

أما ذهاب الاوضاع الى الحرب الشاملة؛ ان هذه الاوضاع لن تذهب الى الحرب الشاملة مهما كان تطور الاوضاع ومهما كانت ما تقوم به دولة الاحتلال الاسرائيلي من مذابح وحرائق ليس لها مثيلا ابدا في كل تاريخ البشرية، والعالم كل العالم يعرف ذلك سواء امريكا او اوروبا او حتى روسيا وغير هذه الدول بالإضافة كل الانظمة العربية، ولا يحرك احدا منهم؛ ساكنا لإيقافها او ايقاف اسرائيل. ما يحدث مجرد تصريحات لاتسمن ولا تغني من جوع، انها حقا مهزلة كبيرة جدا من مهازل النظام العالمي القائم على القواعد، كما تريد وتسعى امريكا والغرب له، او على استمراره قائما. من وجهة النظر الشخصية ربما كبيرة جدا، او ان الصحيح؛ لن تتوسع الاوضاع الساخنة والتي تتساقط فيها، من اجساد الابرياء الدماء كما المطر في كل دقيقة وفي كل ثانية؛ مهما كانت سعة ونوعية ما تقوم به اسرائيل من عمليات اغتيال لسببين التاليين:- اولا، الانتخابات الامريكية. امريكا بايدنتضغط بكل قوة سواء القوة الناعمة او غيرها من القوة؛ بإجبار ايران على الامتناع على توسعة الحرب؛ سواء برسائل الوعود كما تقول ايران او برسائل التهديد المبطن عبر قنوات التواصل بينها وبين امريكا في الدوحة ومسقط. ثانيا، كما ان ايران هي ايضا لا تريد الدخول في حرب في المنطقة؛ لأن هذا يتعارض كليا مع مصالحها الاستراتيجية..

أحدث المقالات

أحدث المقالات