8 نوفمبر، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

الذكاء الاصطناعي والأمن العالمي : الاتجاهات والتهديدات

الذكاء الاصطناعي والأمن العالمي : الاتجاهات والتهديدات

المقدمة : يعيش العالم في عصر تكنولوجي متطور، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في تقدم الحضارة البشرية, ومع تطور هذا النوع من التكنولوجيا، تزداد التحديات والتهديدات التي يمكن أن تواجه البشرية من خلاله.. فهل نحن مستعدون لمواجهة التهديدات الخارجية التي يمكن أن تحدث نتيجة لتطور الذكاء الاصطناعي؟.

الهدف من هذا البحث هو تسليط الضوء على التهديدات الخارجية التي تشكلها التكنولوجيا وبخاصة الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يتعامل معها ويتحكم فيها.

أولاً : التهديدات الخارجية

التهديدات الأمنية: تعد التهديدات الأمنية من أبرز التحديات التي تواجه العالم في ظل تطور الذكاء الاصطناعي, فمع زيادة تبني التكنولوجيا الذكية في مختلف المجالات، يمكن للمتطفلين والهاكرز استغلال هذه التكنولوجيا لاختراق البيانات الحساسة والتجسس على المستخدمين.

التهديدات الاقتصادية: قد تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الوظائف التقليدية وظهور وظائف جديدة تتطلب مهارات متقدمة,هذا يمكن أن يؤثر على البطالة والاقتصاد بشكل عام، مما يتطلب من الحكومات والشركات اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا التحدي.

التهديدات الأخلاقية: قد يثير استخدام التكنولوجيا الذكية مسائل أخلاقية معقدة، مثل قضايا الخصوصية والتحكم في البيانات الشخصية ومسائل تتعلق بالتمييز.. الخ.

التهديدات المعلوماتية : حذرت دراسة لـ (مركز تريندز للبحوث والاستشارات) من مخاطر استغلال الذكاء الاصطناعي في الحرب المعلوماتية من خلال “تلويث” البيانات التي يتعلم عليها ويعمل بها.

وعرفت الدراسة التي تحمل عنوان “تلوث الذكاء الاصطناعي: المخاطر المستقبلية للحرب المعلوماتية”، وقد عرف تلوث الذكاء الاصطناعي : بأنه إدخال معلومات مضللة أو مغلوطة بشكل متعمد في أنظمة الذكاء الاصطناعي بهدف التلاعب بنتائجها.. وتشير الدراسة إلى أن هذا التلوث يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الحكومات والشركات والأفراد الذين يعتمدون بشكل متزايد على تقنية الذكاء الاصطناعي.

وأوصت الدراسة بتطوير نهج تنظيمي شامل لمواجهة مخاطر تلوث الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك نهج “القناة” الذي اقترحه الباحثون، ويهدف إلى توجيه وتأمين تطوير الذكاء الاصطناعي مع السماح له بالتطور بشكل متناغم مع أنظمتنا الاجتماعية والتكنولوجية المعقدة.

وفي عالم الدفاع والأمن وإنفاذ القانون، نجد تميزاً وريادة للمنطقة الخليجية في مجال الابتكار وتبني الذكاء الاصطناعي أساساً لاستراتيجياتها الشُّرطية. وتقود الإمارات العربية المتحدة الركب في تبني الذكاء الاصطناعي، وكذلك تحقق السعودية تقدماً مبهراً في استغلال التقنيات لتعزيز الأمن، ما أدى إلى ظهور المنصات الشاملة المدعومة بالذكاء الاصطناعي, وتجمع هذه المنصات بين التحليل العميق والرصد في الوقت الحقيقي من أجل توفير معلومات مفيدة لمركبات دوريات الشرطة باعتبارها أدوات حيوية لتطوير معايير السلامة في جميع أنحاء المنطقة.

وتمكّن التقنيات الجديدة من التحكم بشكل فعال في أسراب كبيرة من الطائرات المسيرة المستقلة من قبل عدد صغير من المشغلين، حتى في البيئات شديدة الديناميكية والمعرضة للتشويش. وأشارت الشركة إلى أن هذه الاختبارات أكدت على قدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز مرونة وكفاءة الطائرات المسيرة، ما يمهد الطريق لاستخدام أوسع لهذا النوع من التكنولوجيا في العمليات العسكرية المستقبلية.

ثانياً : تزييف الانتخابات

من المتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تفاقم مشكلة التضليل الراسخة في السياسة بشكل كبير, ويكافح المشرعون والهيئات التنظيمية وشركات التكنولوجيا لمعرفة أفضل السبل لمكافحة هذه النسخة التقنية الجديدة من عنصر أساسي قديم في السياسة.

استخدام صوت مرشح في الانتخابات في مكالمة آلية لثني الناخبين عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات التمهيدية, هناك فيديوهات مزيفة لممثلين مشهورين يطلبون من الناس التصويت لحزب المعارضة, باستخدام صوت مزيف يظهر فيه أحد المرشحين وهو يقول إنه سيرفع سعر المشروبات الروحية.. هذه مجرد أمثلة قليلة حدثت مؤخراً لاستخدام المزيفات العميقة في السياسة.

ومن غير المستغرب أن قانون الانتخابات الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية ولوائحه لا يتعامل بشكل مباشر مع المزيفات العميقة, في الواقع، بعد تلقي التماس من منظمة غير ربحية لاتخاذ إجراء، سعت لجنة الانتخابات الفيدرالية، إلى الحصول على تعليق عام يدعو إلى أفكار حول أفضل السبل لتنظيم المزيفات العميقة.

ومع تسارع التقدم التكنولوجي، أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي أساسياً في مختلف جوانب حياتنا, من أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تمتلك القدرة على إنشاء أي شكل من أشكال المحتوى من أوامر بسيطة، إلى الأجهزة المنزلية الذكية المتطورة التي تتعلم عاداتنا وتفضيلاتنا وتتكيف معها.

لكن ذلك يترافق مع تزايد حجم البيانات التي نولدها ونشاركها عبر الإنترنت، من هنا ظهرت المخاوف المتعلقة بالخصوصية كقضايا ملحة تتطلب الاهتمام.

ثالثاً : السباق العسكري

منحت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) شركة (ARX Robotics) الألمانية الناشئة تمويلاً أولياً بقيمة تسعة ملايين يورو لتطوير روبوتات عسكرية للحلف.

كما خصص صندوق الابتكار التابع للناتو (NIF) مليار يورو لدعم الشركات الناشئة التي تعمل على تطوير تقنيات في تطبيقات الدفاع والأمن, ويعد هذا الإعلان ثاني استثمار عام للصندوق منذ إطلاقه عام/ 2023.

ومن المعروف أن شركة (ARX Robotics) تأسست في عام /2022على يد مارك ويتفيلد واثنين من قدامى المحاربين في الجيش الألماني، وقد طورت حتى الآن أربعة روبوتات حربية رئيسية تشبه الدبابات الصغيرة.. على الرغم من أن هذه الروبوتات غير مسلحة، فإنها مصممة لدعم القوات البرية العسكرية في أدوار مختلفة، بما في ذلك النقل والإخلاء الطبي ونقل الطائرات المسيرة والتدريب على التصويب.

وتتحرك كل روبوتات الشركة عبر مسارات ويمكن تزويدها بصناديق من المعدات، بما في ذلك الرادار وأجهزة إزالة الألغام، وما إلى ذلك, ووفقاً للشركة، يمكن إعداد الروبوتات للعمل بسهولة في ساحة المعركة في غضون دقائق، ويمكنها التواصل من خلال الذكاء الاصطناعي والعمل بشكل مستقل، كما يمكن التحكم فيها عن بُعد إذا لزم الأمر.

لقد كانت الطائرات المسيّرة إحدى التكنولوجيات الأساسية لدى الجيوش والهواة وفرق الإنقاذ والاستجابة الأولية على حد سواء لأكثر من عقد من الزمن، وخلال تلك الفترة، شهد نطاق الطرازات والتقنيات المختلفة المتاحة توسعاً كبيراً للغاية.

لم تعد الطائرات المسيّرة محصورة بالمروحيات الرباعية (quadcopters) الصغيرة المزودة ببطاريات لا تدوم طويلاً، فقد أصبحت الآن تساعد في عمليات البحث والإنقاذ، وتُحدِث تغييراً جذرياً في النزاعات المسلحة التي يشهدها العالم اليوم، وتوصل طروداً حساسة تجاه عامل الوقت من المواد الطبية، كما أن المليارات من الدولارات أصبحت مخصصة لبناء الجيل الجديد من الأنظمة الذاتية التحكم بالكامل.

لكن هذه التطورات تُثير عدداً من الأسئلة : هل الطائرات المسيّرة آمنة بما يكفي حتى تطير في المدن والأحياء المكتظة بالسكان؟ وهل يمثّل استخدام الشرطة الطائرات المسيّرة للتحليق فوق موقع يشهد حدثاً أو مظاهرة ما انتهاكاً لخصوصية الناس؟ ومن يقرر ما هو المستوى المقبول من التحكم الذاتي للطائرة المسيّرة (أي مستوى الاستقلالية في العمل) في مناطق المعارك والمواجهات العسكرية؟.

المصادر

الجزيرة نت/ مقال بنيويورك تايمز: هذا هو التهديد الحقيقي للذكاء الاصطناعي/ 5 تموز 2023.

.https://www.aljazeera.net/politics/2023/7/5/.

عربية Skynews / ما مخاطر الذكاء الاصطناعي أذا وصلت للأيدي الخاطئة؟/ 10 مايو2024.https://www.skynewsarabia.com/technology/1712655.
نشرة الخوارزمية من أم أي تي تكنولوجي ريفيوhttps://mail.google.com.

أحدث المقالات