15 فبراير، 2025 12:07 ص

الحياة بناء…اساسها حسن الخلق

الحياة بناء…اساسها حسن الخلق

لك الحمد يا رب  ان وهبتنا الحياة.

كلمة شكر لله عز وجل وهو اهل للشكر والحمد  على ما انعم علينا من نعمة الحياة ويسر لنا سبيل البقاء .

لاشك ان لكل بناء اساس واساس بناء الحياة الانسانية السليمة هو حسن الخلق والاخلاق  كما العقل تمييز بها الانسان عن سائر المخلوقات ومن خلالها تحيا المجتمعات بسلام وتزدهر وتتألق وتمضي لتحقق للأجيال القادمة مستقبلها .

الاخلاق الحسنة صفاة قبلها العقل الانساني عبر الازمنة ونبذ مضاداتها, فالصدق مثلا ومنذ بدء الخليقة هو خلق حسن وضده الكذب ,والامانة خلق حسن وضده الخيانة,والشجاعة في القول والفعل خلق حسن وضده الجبن والختل والمكر.

قال الله تعالى في كتابه الكريم :

بسم الله الرحمن الرحيم

(انك لعلى خلق عظيم)

عبارة خاطب بها رب العزة نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه واله وسلم

وهو بهذا الخلق بنى نفوس وقلوب قبل بناء الاوطان والدول .

وهذا ما تبينه الآية القرآنية المباركة:

(ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك)

الاخلاق الحسنة والحث على التمسك بها لم تذكر في كتابنا المقدس فحسب بل ذكرت في جميع الكتب السماوية للديانات الاخرى كالتوراة والانجيل والزبور وايضا حث عليها الفلاسفة والحكماء والعلماء والمصلحين .

البعض تراه انسانا بهيئته وبشكله وبقوامه لكنه في الحقيقة وحش كاسر اذ لايتورع في سبيل تحقيق مكاسبه ارتكاب ابشع الاثاموالجرائم ولا تحول دون ذلك اوامر سماوية اوقيم اخلاقية او مبادئ سامية ومثل ذلك الذين خاطبهم ابو الاحرار وسيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام يوم الطف بقوله:

(ان لم يكن لكم دين وما تخافون المعاد فارجعوا الى احسابكم ان كنتم عربا كما تزعمون).

وهل وجد عند اولئك اذانا صاغية او أروحا واعية ,..؟

بالطبع كلا فقد ران على قلوبهم وضمائرهم تخلو من كل ما يمت للخلق القويم من صلة .

ومن المؤسف ان هذه المواقف تتكرر على مر التاريخ ولهذا استبد المستبدون وحكمت الطواغيت واستعبد الانسان للإنسانوفجعت الانسانية بمآسي دامية وجروح عجزت افكار ذوي الحجى عن شفائها .

في هدأة من الليل اخذتني سنه ومضت روحي الى عالم غير هذا العالم فوجدت هناك الانسان الذي يرى في الاخرين نفسه كأنهماستمعوا الى عبارات واحاديث قالها الانبياء والاولياء والمقدسون وصدحت بها حناجر الفلاسفة والعلماء ممن كان همهم الاول بناء الحياة وهي تتردد في عالمنا هذا ليل نهاركأنها باتت كلمات شائعة وعلى مختلف الأزمنة يعرفها الصغير والكبير:

:الانسان اخو الانسان .

:لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

:اجعل نفسك ميزانا لغيرك فاحب له ما تحب لها واكره له ما تكره لها فهو

اما ان يكون اخ لك في الدين او نظير في الخلق.

:متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم اماتهم احرارا.

في ذلك العالم الذي رأيت يقف الطفل الى جوار ورود الحدائق يشم عبيرها ويستمتع بجمالها وحين طلبت اليه ان يقطفها نظر اليًّ شزرا وان علت ابتسامة بريئة على وجهه الجميل قائلا:

كيف اسلبها الحياة وهي تمنحني هذا الجمال وهي تمتعني بهذا العطر

لم ينته حديثه عند هذا اذ اضاف :

ان الورود على اغصانها تحيا وان قطفت تموت وليس فيها من الجمال شيء حتى لو وضعت في اواني الذهب والفضة او ظفرت في اكاليل الماس والياقوت فهي على الغصن روح حي وهي في اواني الذهب والفضة جثة يحمل قاطفها وزر القتل وأثم الجريمة……!!!!!

هنا تأوهت وكانت آهتي عظيمة حتى انها نبهتني من تلك السنة فوجدتني اتحسر على ذلك العالم الذي كنت له زائرا للحظات لكني ادرك اني تعلمت اعظم الدروس واستمعت الى اسمى الوصايا وصايا الخلق العظيم فما احوجنا الى ذلك الخلق لنعبر بعالمنا هذا ومجتمعاتنا هذه عما يفجعنا ويؤلمنا ويجعل ايامنا حسرات وسنواتنا الام.

وفي هذا السياق اذكر بيت شعريللشاعر الكبير أ حمد شوقي يقول فيه  :

أنما الامم الاخلاق ما بقيت        فأن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

دعوة من اعماق اعماق القلب والروح دعوة الى انتهاج طريق الاخلاق السامية لنصل معا الى مرافئ الامل وبجهد واخلاص نحقق المستقبل الزاهر لأجيالناالقادمة ونجنب الانسانية ويلات القتل والحروب وسفك الدماء .

انها دعوة للسلام ….فهل من مجيب….

أحدث المقالات

أحدث المقالات