قبل أيام قامت الميليشيات التابعة لـ(الاتحاد الوطني الكردستاني) وبأوامر مباشرة من (بافال الطالباني) بسلسلة من الاقتحامات والمداهمات لمكاتب ومقرات ومؤسسات إعلامية وصحفية تابعة إلى السياسي والقيادي الكردي ” ملا بختيار ” حيث تم مصادرة جميع ممتلكات وموجودات مؤسسة “جاودير“ التنويرية الثقافية , وكذلك مواقع أخرى تابعة للمؤسسة ومنها إذاعة “المدينة“ وموقع “كلاوير“ ومقر مؤسسة ومركز “أشعاع الثقافي“وجميع هذه المؤسسات والمراكز الصحفية والإعلامية تم أنشاءها وتأسيسها من قبل القيادي ” مـلا بختيار ” العضو السابق والفعال في المجلس الأعلى للسياسات والمصالح لحزب اليكتي .
في المؤتمر الصحفي والإعلامي العلني الذي عقده السيد “ملا بختيار“ بعد الحادث, والذي شاهده المتابعين من على شاشاتالتلفزة , كيف كانت تعبيره وجهه , وكيف كان منفعلآ بشدة ومشتاط غضبآ , وطريقة أسلوب وصفه الغاضبة وانفعاله حول موضوع المداهمة , ومهاجم بشدة وفاضحآ بدوره معظم الممارساتالخفية التي ينتهجها أبناء الطالباني ( بافال و قباد ) بقوله :”نحن أعضاء اليكيتي ومن دار أمور الحزب ، حيث عانينا في وقت كنتما تتسكعان في أوربا “ وأضاف :” انتم سيطرتم على البلاد وعلى كل هذه الثروات بدون أن يحاسبكم احد “ وتابع في حديثه :” وبدلاً من دهم مؤسستنا ، كان عليهم أن يأتوا بأمر من المحكمة بإعادتها ، وليس بأمر من الحزب ” واستطرد بالقول :” العالم إلى أين وصل ؟ الشخص الذي هاجم منزلي قد تناول الطعام معي 500 مرة “ ولفت في الوقت نفسه الى أن:” ما يحدث حاليآ يُعد كارثة داخل الاتحاد الوطني، حيث أصبح التفكير السياسي مفقودًا بين بعض الأعضاء الذين قاموا بهذا الفعل، وأنهم يفتقرون إلى الحكمة والقدرة على اتخاذ القرارات السياسية، ومن المخجل أن يصل الإنسان إلى هذا المستوى من الانحطاط الأخلاقي وقلة الإرادة“ على حد وصفه.
أدانت بعد هذا الحادث معظم مراكز وهيئات وحقوق الأنسانالمستقلة، وكذلك مركز “ميترو لحماية حقوق الصحفيين من الاعتداء“ وبعض المنظمات الإنسانية، لما تم اعتباره خرقا واضح وتعدي سافر من قبل ميليشيات مسلحة وقوى كوماندوس خاصة!!استخدمت في المداهمات أسلوب الترهيب والتخريب في والاستيلاء على جميع الموجودات، والاعتداء كذلك على الصحفيين والعاملين والموظفين والحراس الذين كانوا متواجدين في المكان أثناء المداهمة يؤدون عملهم الصحفي والإعلامي والإذاعي!!.
ومحاولة بائسة لغرض لملمة هذه الفضيحة المدوية التي طالت بصورة مباشرة رئيس (الاتحاد الوطني الكردستاني) والتي تناقلتاها مختلف وسائل الإعلام ” المقروءة والمسموعة والمرئية “لذا سارع مكتبهم الإعلامي لإصدار بيان موجه الى كافة وسائل الأعلام ما نصه:“ وفقا للمنهاج الداخلي للحزب فإن الإدارة الماليةفي الحزب تقدمت بشكوى لغرض استرداد المؤسسة لأنها عائدة له، وبناء على هذا الأمر سيطرت قوة أمنية على البناية، وسيتم حجز ممتلكات هذه المؤسسات في السليمانية وخانقين باعتبارها أموالا عائدة للاتحاد”.
ولكن الحقائق الغائبة عن الرأي العام والتي كانت سابقآ خافيةوظهرت تبعاتها على سطح الإحداث السياسية الملتهبة بعد حادث المداهمة والاستيلاء، لذا نريد أن نوضح في هذا المقام من خلال محاولة لرسم الصورة الحقيقة لخفايا هذه الإحداث السياسية التراجيدية على المسرح السياسي الكردي وبان هناك توجد خلافات شخصية وعائلية معمقة وكذلك خلافات شخصية حزبية وتنظيمية شديدة التعقيد ومتشعبة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:
(1)القشة التي قصمت ضهر بعير الخلافات العائلية :هي التي أوجدتها على سطح الأحداث الجارية وكانت لها تبعاتها في الصدام العائلي, لان ابنة “ملا بختيار“ متزوجة من (بافال الطالباني) ولديهم اثنين من الأبناء ولد وبنت 6 سنوات و9 سنوات , وقد نشبت بينهم خلافات شخصية نتيجة للممارسات غير المسؤولة والتعدي العائلي والتسلط والذي انتهجه ( بافال ) فيالتعامل مع عائلة زوجته وأقربائها بعد تسلم منصبه الجديد كرئيس للحزب وبالإضافة إلى انشغاله بملاذاته والسهر وإقامةحفلات خاصة لتابعيه من قيادات وأبناء المسؤولين بالحزبوقضائه معظم الوقت خارج المنزل , وإهمال عائلته وأبنائه , وغير من الأمور والمواضيع , مما اضطر بعدها مرغمة السيدة الفاضلة “زانيوته مه لا به ختيار ” بتطليقه , بعد الانفصال والطلاق حدثت لها مضايقات متعمدة لعائلتها وأقربائها مما اضطرها للهروب إلى مدينة دبي والاستقرار فيها مع أبنائها , ومنذ فترة تزوجت طليقته مرة أخرى من رجل أعمال كردي في العاصمة الاقتصادية دبي , وتم أرسال الصور اليه لذا استشاط غضبا , وارسل من فوره ميليشياته المسلحة لغرض مصادرة جميع ممتلكات مؤسسات ومراكز “ملا بختيار“!! على أساس أن هذه المؤسسات الإعلامية والمراكز الصحفية والإذاعية هي ملك للحزب وليس لشخص معين , واستخدمها لأغراضه الشخصية وحل مشاكله العائلية من خلال قوة كوماندوس مسلحة تابعة الى مؤسسة امنيه واستخبارية حكومية!! أو هذا ما يطلق عليها جزافآ وتدليسآ في وسائل إعلامهم الموجه لخدمة أغراض وأهدافشخصية وتصفية حسابات عائلية!! وبعيدآ كل البعد عن المهامالرسمية المناطة بمثل تلك القوات الأمنية والاستخبارية لحماية مواطنين محافظة السليمانية من الإرهاب والتعدي والحفاظ على ممتلكاتهم الخاصة والعامة وحمايتهم من الإرهاب والفساد المالي والإداري!!؟.
(2) الخلافات الشخصية: فكانت ذروتها عندما تم ترشح بعض القيادات المهمة للحزب السيد “ملا بختيار“ لمنصب رئاسة جمهورية العراق، وبدلآ من “برهم صالح” حيث رفض المدعو (بافال)وبالاشتراك ومساندة من بعض قيادات في الحزب هذا الاقتراح وطالبوا بقوة وساهموا بان يكون “برهم صالح“ هو المرشح الوحيد للحزب، لذا أضمرها بنفسه “ملا بختيار“.
(3) الخلافات الحزبية: فقد تركزت بمجملها على العقود والمناقصات مشاريع الطاقة والكهرباء والنفط وبالإضافة إلى أموال عائدات الجمركية والضريبة الرسمية وغير الرسمية من قبل التهريب وإدخال الممنوعات من خلال منافذ حدودية تخضع مباشرة لميليشيات خاصة تابعة الى (بافال وقوباد) بالاشتراك مع أبناء مسؤولين أخريين والتي يتم الاستيلاء عليها من قبلهم , حيث تذهب معظم هذه الأموال وتهرب الى خارج العراق في البنوك الأوربية وبالتحديد السويسرية لصالح شخصيات حزبية مشاركة ,ولا يتم إدخالها في موازنة الإقليم وصرفها في المؤسسات الحكومية والدوائر الخدمية ودفع الرواتب إلا الجزء اليسير من هذه الأموال , ولذا نرى في مؤتمره الصحفي الذي عقده “الملا بختيار“قد تطرق الى هذا الموضوع , بالإضافة إلى أدخال المئات والألافمن الإسماء والعناوين الوهمية حول ما يسمى بالرواتب التقاعدية للبيشمركة التابعة لهم والتي تأخذ هذه الرواتب والأموال من الخزينة الاتحادية المتمثلة في وزارة المالية في بغداد , وتوزع بعد ذلك من قبل (بافال) شخصيآ في مزادات يقيمها لشراء الذمم وبيع الضمائر من قيادات حزبية وصحفيين وإعلاميين ومقدمي برامج وقيادات حزبية ورؤساء عشائر وشخصيات سياسية كردية وعربية وغيرهم الكثير!!.
(4) استحواذه على رئاسة الحزب: بفضل والدته (هيرو أبراهيم أحمد) والذي دعمته بقوة ضد أي شخصية حزبية أخرى ,وما نشرته بعدها من على موقعها في مواقع التواصل الاجتماعي وصرحة علنا وداعمة ومساندة لتنصيب ابنها بافل رئيسا للاتحاد الوطني الكوردستاني من دون حتى إبلاغ أو استشارة أو حتى الطلب من أعضاء الحزب أو المكتب السياسي أو حتى إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر لغرض مناقشة وطرح تغير النظام الداخلي للحزب !! ضاربة بالوقت نفسه بعرض الحائط جميع المبادئ والأخلاقياتوالنظم الحزبية المتعارف عليها!؟ حيث قالت ما نصه لبعض قيادات الحزب عند الاستفسار منها حول هذا الإجراء وما نشرته شخصيا :” بأن الرئيس الحزب هو بافال الطالباني وهو الوارث الشرعي الوحيد لوالده “ وبمعنى أخرى اكثر تحديدآ ووضوح بأنه تم جعل الحزب كأقطاعيه عائلية يتوارثها الأبناء من الإباء والأحفاد من الأبناء وهكذا!! .
من المضحك وسخرية القدر بأن الحزب الذي أسسه (جلال الطالباني) في أديباته وشعاراته الحزبية كان يدعي ويتغنى دائمآ بمفردات الاشتراكية والديمقراطية وصنع القرار السياسي الحزبي من خلال الأخذ بجميع الآراء المؤيدة أو الناقدة له ومساندة الرأي والرأي الأخر المخالف له!!.
(5) مذكرات شخصية كشفت المستور: مساء اليوم السبت الموافق 19 أيلول 2020 وفي حديقة مركز “جاودير” التنويري الثقافي في محافظة السليمانية، وبحضور جمع خفير من الكتاب والصحفيين والروائيين والأكاديميين والتي كانت مخصصة لحفلة توقيع أصدرا مذكرات “ملا بختيار“ بعنوان (بدل المذكرات) والذي تضمنت سيرته الذاتية والسياسية وذكرياته ومواقفه في الأحداثوالقضايا الحزبية العامة والصدام المسلح بين الأحزاب الكردية وغيرها من المواقف المصيرية، وبعض المجازر التي ارتكبت بأوامرمباشرة وصريحة من القيادات الحزبية!! والتي أثارت هذه الأحداثالمأساوية المذكورة بالتفصيل والمواقف في المذكرات، جدل وتأثيرمباشر ونقاش على الساحة السياسية والاجتماعية في السليمانية وبقية المحافظات وبالأخص تطرقه بصورة موسعة إلى مجزرة قرية “بشتآشان / 1 أيار 1983 “ * / والقتل العمد والإعداماتالجماعية التي حصلت ضد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي والذين كانوا معظمهم من أبناء المحافظات الوسطى والجنوبية!!.
(6) مافيا الفساد العائلية: ولعلى من ابرز فضائح الفساد علىسبيل المثال وليس الحصر , تلك التي نشرتها الصحف البريطانية والتي تتعلق بتفاصيل قضية الفساد المرفوعة في المحكمة البريطانية العليا والصادر فيها حكم نهائيآ من خلال القاضي ريتشاد سالتر في 28 حزيران من العام 2016 عن فحوى القضية المرفوعة ضد (بافل طالباني) وأبن القيادي الكردي (ديرباز كوسرت رسول) والمتهمان في تزوير العملات الأجنبية بشأن صفقة تنقيب عن النفط الخام مع شركة “ويسترن زاغرو” بين عامي 2006 و2007 حيث تشير أوراق ومستندات ووثائق الدعوى المرفقة وبأدلةمادية وعينية تفيد بأن (بافل) قام باستشارات غامضة فضلاً مع شريكه (درباز) بقيمة ثلاثة ملايين جنيه أسترليني أفضت لتحريف وتزوير بعض بنود العقود والمستندات الخاصة بالصفقة , وأن الحكم الصادر عن المحكمة البريطانية العليا وكلا الاثنين (بافل طالباني) و(ديرباز كوسرت) وبصورة متعمدة ولقيامهما بأنشطة فاسدة تتعلق بالصفقة المبرمة مع شركة النفط “ويسترن زاغروس” .
في حينها اضطر مرغمآ بعد أنتشار أخبار فضيحة الفساد للخروج إلى الصحافة والإعلام ,وفي مؤتمر صحفي أعلن وزير الموارد الطبيعية في إقليم كوردستان “أشتي هوروامي“ وهو بغاية الحرج ومحاولا منه تبرير هذا الفساد بقوله صراحة :“ أن الموارد والثرواتالطبيعية في أقاليم كردستان لن تكون بمأمن بعد الإن في حال بقت أيادي أبناء السياسيين مستحوذين على العقود والمناقصات مع الشركات الأجنبية “ مما تسبب بصدمة أخرى لدى الراي العام والشارع الكردي بهذه الصراحة والتي أكدها ضمنآ بدوره :” أن هناك حقيقة واقعة وملموسة بأن الفساد المالي والإداري موجود على الأرض الواقع من قبل أبناء العائلات السياسيين الحزبيين“!!.
حاليآ اللعبة التي يلعبها زعيم الحزب (بافال) خطرة وغير محمودة العواقب على الأقل في المرحلة القادمة , وذلك باستهدافه بصورة مباشرة وغير مباشرة وقيامه بدسائس ومؤامرات خلف الأبوابالمغلقة بالضد من غريمهم (مسعود البرزاني) وقيادات الاتحاد الوطني الكردستاني في أربيل وحكومتهم , ومع دخول أبوابالانتخابات القادمة , من حيث إقامة علاقات وثيقة الصلة ومتشعبة من الناحية المالية والاقتصادية والمشاريع التجارية الإنشائية المشتركة , وكذلك من قبل تسهيل وغض البصر عن عمليات التهريب وإدخال مختلف أنواع البضائع والمواد والمستلزمات الطبية والصحية منتهية الصلاحية , وبالإضافة الى المساعدة وتقديم الدعم لغسيل أموال هذه التجارة , وإقامة علاقات وثيقة الصلة ومتينة طورتها بعض من قياداته الحزبية وخلال السنوات الماضية والتي تأتمر بأوامره شخصيآ , مع أحزاب وقوى وشخصيات شيعية تتمتع بنفوذ واسع وكبير ومسيطر ومرئي في الحكومة الاتحادية ببغداد , وتقودها حاليآ ما يسمى بــ “قوى الاطار التنسيقي “ وعلى راسها ميليشيا (عصائب أهل الحق)بقيادة (قيس الخزعلي) والذي تحول مع مرور الوقت إلى رقم في تشكيل الحكومات ببغداد , وكذألك العمل خفية من قبل (بافال) لغرض المحاولة الحثيثة منه لسحب البساط شيآ فشيآ من الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني وأبنائه , ولفرض أمر واقع بعدها لحكم مناطق ومحافظات السليمانية وأربيل ودهوك!!.
ما سوف ننتظره ومعنا الرأي العام، وما سوف يكشفه لنا المستقبل القريب، من صدامات مسلحة وتسقيط شخصي وحزبي، ونشر فضائح أخلاقية، وفساد مالي وأداري، من قبل الغريمين (اليكتي)و(البكتي) وأول غيث الفضائح كانت مداهمة مؤسسة “جادوير” الثقافية وما تم التطرق اليه صراحة من خلال المؤتمر الصحفي !!وأن غدآ لناظره قريب !.