4 ديسمبر، 2024 5:33 ص
Search
Close this search box.

التقاء ثقافي عبر نظرات النساء في المعهد الثقافي الفرنسي

التقاء ثقافي عبر نظرات النساء في المعهد الثقافي الفرنسي

أقامت رابطة الفنانات التشكيليات العراقيات معرضا فنيا بعنوان( نظرات النساء ) بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي وذلك على قاعته، يوم الخميس المنصرم. اذ ارتأى المعهد تجديد تعاونه مع رابطة التشكيليات للسنة الثالثة على التوالي،  ووضع فضائه تحت تصرفها.
     … شكل المعرض تظاهرة فنية واسعة , وبمشاركة  98 فنانة تشكيلية معاصرة  وتميز بالتنوع في الأعمال، من رسومات ومنحوتات وأعمال حرفية فولكلورية  أصيلة،  وليقدم لنا نظرة النساء، ودورهن في المجتمع العراقي اليوم.
    استوقفتني العديد من الأعمال التي عكست رؤية جديدة و تحدي للواقع المرير للمرأة، ثم لنبدأ حوارا مع رئيسة الرابطة، الفنانة المبدعة، لامعة الطالباني،  لتحدثنا عن أهم هدف تأسست من اجله رابطة التشكيليات عام 2008 وهو دعم المواهب الفنية لكل الأعمار، وأبراز الطاقات الفنية لدى  النساء ، وتطويرها، فضلا عن نشر الوعي الفني وسط فئات وشرائح واسعة من المجتمع . وعن مشاركتها بهذا المعرض، والذي تجسدت بتمثال لمرأة  حاملة  المساواة والعدالة على أكتافها، قالت الطالباني انها تعبر عن بعض نضالات المرأة العراقية  في حصولها على حقوقها في مجتمع تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية .
…. اما تماره الشيخون، التدريسية في معهد الفنون الجميلة، فقد قالت بصدد حديثها عن معاناة المرأة العراقية: ركزت في لوحتي هذه على  المرأة وصراعها مع الواقع و التصدي لذلك من خلال  كسرها الجدار الذي يعيق تطورها وتقدمها،  فالمرأة قادرة على الانطلاق والعمل الخلاق  في جميع المجالات، وهي  التي تشكل نصف المجتمع، وتقع على عاتقها مسؤولية تغيير  ذلك الواقع والعمل نحو مستقبل أفضل.

… وفي  فضاءات الفنانة شمس الشمري، ألاستاذة في معهد الفنون الجميلة، تميز اللونان  الأصفر والبرتقالي في لوحاتها التي شاركت بها في المعرض،  والتي  لها  رؤيتها  الخاصة بالحياة، لتلقي  الضوء على الإنسان من خلال النوافذ التي رسمتها، والسمكة التي ترمز للحرية وقدرة الإنسان على الإبداع  والتقدم بالمجتمع، سواء كان رجلاً ام امرأة …. ثم لننتقل بعد ذلك الى حكاية الصندوق الخشبي في لوحة الفنانة د. أخلاص ياس خضير، ألاستاذة في كلية الفنون الجميلة، وكذلك لوحتها التعبيرية التي اسمتها الخروج من الظلام، المتمثلة بجسد المرأة المنتفضة على واقعها المرير في محاولة  لخروجها من الصندوق المظلم، متطلعة الى الأمل  حيث رمزت له باللون الأخضر، والذي اخذ حيز كبير من لوحتها  .
     ولم يكن المعرض بعيدا عن  الواقع السياسي المتردي،  وعن التراجع الثقافي  الكبير في العراق، بالنظرة الثاقبة  للفنانة شذى المغازجي المشرفة  الفنية  في تربية الرصافة الأولى، لتنتقد بذلك مايجري على الساحة السياسية من خلال  جسد رجل جالس، على كرسيه  وحامل الجريدة بالمقلوب .
  … وفي زاوية صغيرة وجدت  الفنانة حنان خليل محسن مكانا  للوحتها، وهي التي  لم تستسلم لواقعها في عدم الحصول على فرصة عمل، بالرغم من نيلها شهادة الماجستير بالتاريخ.. لذا سخّرت  كل  طاقتها الفنية  بالرسم والأعمال اليدوية المختلفة، ولقد نقلتنا بلوحتها الى أجواء بغدادية قديمة، بهدوئها وجمال شناشيلها،  والذي جسد جزء أصيلا من  التراث العراقي القديم …. كما كان للملابس الفولكلورية وصياغة الحلي القديمة زاوية متميزة للفنانة مهجة الحجاج . 

     لم تكفِ جولتنا هذه لتغطية الكثير من أبداع فنانات عراقيات قررن التحدي، وهكذا نختتم بلوحة من الكرافك للفنانة جمانة  جابر، الطالبة  في العلوم السياسية،  والتي جسدت  بلوحتها التقاء  ثقافيا  عراقيا فرنسيا،  من خلال رسمها  بورتريه للمغنية الفرنسية الراحلة اديث بياف،  والتي كان لها  موقفا  رافضا للغناء أمام  جنرالات  النازية، ابان الحرب العالمية الثانية ثم أطلقت بعد ذلك صوتها المبهر، لتغني  للحرية والسلام…

أحدث المقالات