البابا فرانسيس أبو الفقراء في ذمة التاريخ!

البابا فرانسيس أبو الفقراء في ذمة التاريخ!

ودعنا اليوم صباحا على السابعة والنصف البابا فرنسيس في مقر اقامته في الفاتيكان وفي اليوم الثاني لعيد الفصح، ويدعى أيضا البابا الأحمر، ومن ألقابه كذلك أبو الفقراء، فقد كان نقطة تحول تاريخي متقدمة في سلسلة ذلك العدد الكبير مم تسنم مركز البابا الأعظم، فرغم كونه غير سياسيّ إلا أنه بانجازاته الهامة نحا نحواً يساريا..وهو أول بابا ينتخب من أمريكيا الجنوبية..
ولد عام 1936 في عاصمة الأرجنتين وفي حي شعبي فقير من العاصمة بوينس أيرس، وعرف الفقر كماعرف كيف يعيش البائسون في بلده، لذا مال لمجموعة رجال الكنيسة الكاثولية التي عرفت بلاهوت التحرير، التي تقف مع الثورة ضد الاستعمار ومن أجل عدالة اجتماعية منصفة لشعوب بلدانهم..فلا غرابة إذن إذا ما رأينا الكاردنال فرنسيس يتبنى أفكاراً تقدمية التي لم يخفها بل كان يجهر بها، قبل وبعد أن يرسم بابا عام 1913 وبهذا يكون رائداً في الخروج عن المنحى الكاثوليكي المحافظ للكنيسة الكاثوليكية، فقد دعم المهمشين من رجال الكنيسة، ووقف بحماس مع التفاهم بين الأديان لنبذ العنف، وحين وقع في الامارات وثيقة سلام وتفاهم مع شيخ الأزهر أحمد الطيب من اجل حوار سلمي وقد لاقى بعض المعارضة على هذه الوثيقة من قبل بعض متشددي الكنيسة الكاثوليكية بذريعة أن الإسلام دين عنف، فواجههم بقوة مذكراً بضرورة مراجعة تاريخ الكنيسة الكاثوليكية والعنف!
كما واجه مشاكل الكنيسة الكاثوليكية الداخلية ليميط اللثام عن الاعتداء على الأطفال جنسياً من قبل رجال الدين وطالب بالتشديد وتنقية الكنيسة من كل الأجواء المسيئة..ووقف مع تحديد النسل ولكنه وقف بصرامة ضد المتاجرة في هذه الناحية وتحديداً تأجير الأرحام! كم وقف بشجاعة متناهية مع المثلية باعتبارها حالة طبيعية تنشد الحب بين البشر ولذلك وقف ضد الكنيسة التي كانت تنبذهم ومد يه مصافحا إياهم وقال بصوت عال: المثلية ليست جريمة!. بمثل موقفه الشجاع ضد الدول الغنية التي تسد أبوابها أما الهجرة معتبراً الهجرة حالة إنسانية سببها الفقر والعوز ودعا الى نظام العدالة العالمية بتوزيع ثروات الكوكب بإيجاد نظام عالمي منصف ومساعدة الدول الفقيرة بمشاريع تحد من البطالة..
ومن منطلق دعوته للسلام وقف ضد الظلم والحروب وقف مع عدالة نضال الشعب الفلسطيني ودعم بقوة حل الدولتين كما وقف مع شعب غزة وأدان الظلم والمعاناة التي لاتني تزداد في غزة ووقف مع السلام بين المتحاربين في السودان، وطالب بوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا من أجل حقن دماء الأبرياء، وأدان سياسة صب الزيت لديمومة هذه الحرب..
عرف عنه أنه طبقّ مبادئه الانسانية على نفسه، فعندما انتخب كردنالا لبوينس ايرس رفض استبدال بيته الى قصر منيف في العاصمة وبقي في بيته وبنفس أثاثه! وحين أصبح بابا الفاتيكان طالب أن تكون الكنيسة فقيرة فهي بيت للفقراء، ودعم زملائه المهمشين من العاملين في الكنيسة ورفض أن يسكن بالشقة المخصصة للبابا الأعظم بل اختار شقة عادية بسيطة الأثاث.. كم عرف عنه تواضعه ومصافحته للزوار من الفقراء، لد كان شعبيا بحق، وقد زار بلدانا فقيرة، كما زار العراق والتقى بزعيم الحوزة السستاني وللأسف لم يسلط الضوء على مادار بين الشخصيتين الروحيتين، ولئن كان البابا يفصح عن آرائه فقد كنا تواقين أن نعرف ماقالة السستاني الرجل الصامت على الدوام!
بعد هذه العصارة المركزة يحقل لهذا البابا العظيم أن يدعى بالبابا الأحمر معارضة لرواية البابا الأخضر للروائي الاغواتيمالي ميغيل انخيل
أوستورياس، نأمل أن يفصح الدخان الأبيض عن بابا جديد يمشي على خطى البابا الراحل فرنسيس!

أحدث المقالات

أحدث المقالات