27 ديسمبر، 2024 2:14 ص

 ثمة من يرى ان اللغة العربية لغة ميتة ، ولصاحب هذا الرأي مبرراته وقناعته الخاصة ، ولا نريد ان نناقشه في ذلك . ويبرهن على ان اللغة الانكليزية لغة حية عصرية متطورة ، اضافة الى كونها عالمية وسهلة ميسرة ، بمعنى انه يفضلها عن العربية . لذلك فان الانكليزية تدرس في جميع انحاء العالم .
    واللغة العربية وضعت لها قواعد واصول ، واحياناً اصحاب هذه القواعد يخالفون القواعد نفسها ويستدلون بقاعدة اخرى تخرجهم مما هم فيه . وهناك كذلك مدارس في هذا الخصوص ، فمثلاً المدرسة البصرية تخالف المدرسة الكوفية ، فاذا قالت الاولى بشيء فان الثانية تخالفها بشيء اخر ، بالضبط مثل ساسة العراق الذين هم ساسة اخر (وكت) والذين لا يميزون بين السياسي والسايس ، ولا بين الفدرالية وكبة السراي .
    ومن الاشياء التي (سطرت) اهل اللغة ودعدتهم (لايندلون) راسهم من رجليهم هي كلمة (حتى) فان لهذه الكلمة عدة معان ومفاهيم وتستخدم في جمل شتى . ومن اطرف ما يقال في هذا الشأن ان احدهم قال : انني اموت وفي نفسي شيء من (حتى) . وواحد اخر وقد سألوه عن درجته العلمية فقال : انني امتلك دكتوراه في (حتى) . ولو كانت (حتى) على قيد الحياة لفسرت لنا معناها الصحيح ، وشرحت لنا – رجماً في الغيب – ما يفكر به البرلمان العراقي وساسته (الاشاوس) ، لكي نعرف ونكون على يقين من هو المتظاهر الحقيقي الذي خرج يصوت بتثبيت النظام والاخر الذي صوت بسقوطه في ساحات وشوارع مدن العراق او لماذا الحكومة ارادت الغاء البطاقة التموينية ولما (شافت) الحديدة حارة تراجعت عن قرارها .
    المهم ان هنالك افعالاً في اللغة العربية تسمى (الافعال الناقصة) ويقول اهل اللغة ان هذه الافعال غير مكتملة وتأخذ منحى خاص عندما  توضع في جملة مفيدة ، فهي بمعنى اخر لا تأدي الغرض المطلوب في الجملة ، كما يرى اصحاب اللغة ، ورحم الله العلامة الدكتور مصطفى جواد ، الذي شقى ونال ما نال من جهد في اللغة ووضع كتاباً خاصاً في ذلك ، يستدل به على اخطاء اهل اللغة ، وصحح لهم كثير من هذه الاخطاء ، في كتاب اطلق عليه اسم ( قل ولا تقل ) ثم جاء من بعده من يخطأه ويرد عليه . ولا ندري هل نعتبر ان افعال هؤلاء كانت ناقصة ويراد منها اهداف غير معلنة .
    واذا كان لابد من القول ، وان نحمل كل شيء محمل الجد ، فان ساسة العراق قد فعلوا مع الشعب العراقي المسكين ( افعال ناقصة ) يعني ( ما ينلبس عليها ثوب ) ، والا بربك ساسة يتقاتلون فيما بينهم اكثر من عشر سنوات كل واحد يتهم الاخر بالخيانة العظمى ، والمواطن يهتف ويطالب بحقه ولا يجد ثمة اذن صاغية ، والله انها لأفعال ناقصة .