اعترف السيد رئيس مجلس الوزراء محمد اشياع السوداني في كلمته الإفتتاحية في ملتقى السليمانية بنسخته التاسعة الذي عقد في الجامعة الأمريكية في محافظة السليمانية بفشل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق من حكومة رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي الأولى وصولا الى حكومته بانها لم تكن لديها برامج وخطط ومشاريع اصلاحية جادة في اصلاح الإوضاع العامة في البلد وانتشال الطبقات المعدومة والمسحوقة من المواطنين العراقيين من بين براثن الفقر والتهميش عبر خطوات اصلاحية جادة ترفع من المستوى المعاشي لهذه الشرائح وتوفير فرص التعليم والعمل والدواء لها والمسكن اللائق ولقمة الخبز الطيبة 0
فواردات نفط العراق المالية ليست بالقليلة حتى تعيش بعض شرائح سكانه في مستوى الفقر والحاجة فهي كافية ويفضل منها الكثيرعند استغلالها بشكل انساني واخلاقي وأمانة مهنية وحرص ضميري من قبل المسؤولين العراقيين يخاف الله من اكل اموال الشعب بالباطل واستغلالها من اجل الثراء الشخصي والفئوي والإستحواذ عليها دون وجه حق وتكديسها على شكل عقارات وحسابات في البنوك داخل العراق وخارجه مع اهمال متعمد لمقتضيات المصلحة العامة التي تخص الشعب صاحب الحق المشروع في اصول تصدير ثرواته الوطنية وفي مقدمتها النفط 0
ولكن المعتاد ضمن اطار الحراك الحكومي في إدارة امورالعراق من قبل المسؤولين العراقيين هو سرقة الأموال العامة وتوظيفها في خدمة المصالح الشخصية للمسؤولين الفاسدين وغض النظر عنهم وعدم محاسبتهم كما حصل في سرقة القرن التي وصلت قيمة المبلغ المسروق فيها الى (3) ترليون و(700) مليار دينار عراقي وكان اللصوص رغم انهم مسؤولون كبار في الحكومة مستمرون بالسرقة عبر اللص (نور زهير) لولا كشف أمرهم من قبل بعض المسؤولين الذين يتمتعون بقدر من النزاهة 0
غير ان الحكومة طمست معالم هذه السرقة الضخمة واسدلت عليها حجبا سميكة وسمحت للّصوص بالإحتفاظ بهذا المبلغ من المال العام الذي بلغت حصة الواحد منهم منه بحسب تصريح للسيد رئيس مجلس الوزراء نفسه (100) مليار دينار عراقي كما سمحت لهم بالبقاء في وظائفهم مثل محافظ نينوى عبد القادر دخيل وهناك من هو اعلى منه منصبا غطت الحكومة على اسمائهم ولم تسمح لنور زهير بالكشف عنها 0
والحال الإداري والسياسي في العراق بهذه الصفة المزرية وغير النزيهة يكون حديث السيد رئيس مجلس الوزراء محمد اشياع السوداني عن اصلاحات جريئة وشاملة ضرب من الكلام الذي لا طائل من وراءه وإن القيام بالاصلاحات من هذا النوع واي نوع آخر يستدعي اصلاج الجهاز الإداري والسياسي في المنظومة الحكومية في مختلف مواقع السلطة وذلك عبر اجتثاث الفاسدين وانزال عقوبات صارمة بحقهم واستعادة اموال البلد التي سرقوها منهم وهذا ما لم يحصل في العراق ولن يحصل طالما كانت هناك حكومة احزاب ومحاصصة وسيبقى العراق يراوح في مكانه دون أي مشاريع اصلاحية إذا قدر الله له البقاء فهو اليوم كبناء يقوم على اساس من الملح إن اصابه الماء ذاب الملح وانهار البناء 0
فالدولة العراقية اليوم كما كانت بالأمس بدلا من أن تقوم بوضع تصاميم وخطط لمشاريع جديدة ترفد البنية التحيتة بها وترميم واعادة اعمار وتاهيل المشاريع والبنى الخدمية المتهالكة في اطار اصلاح وتعزيز روافد المصلحة العامة ليس لها أي حراك يذكر في اطار بناء البلد واعماره ورفده بمشاريع خدمية جديدة لتطوير اقتصاده وتعزيز دور الحكومة في بناء صرح ليحاة حرة كريمة للشعب العراقي 0