أخيرا إنتهت الحفلة التي طَبل لها الكَثيرون , وإنتهت المَعزوفة التي تغنى بها الحالمون , وتبخرت الأقاويل وظهرت حقيقة التصريحات الصارخة وبدت كأنها  سراب , وتَفتت ما كان يصبو إليه الطامِعون , وأصيب بالصَدمة من كان يُصدق أقلام جميع المُعدين في البرامج , واستيقظ من نومه من كان يريد الاستيقاظ على عهد جَديد , فالطبخةُ فَسدت , وأهل الدار تركوها جاثمة على قلب الشيف الذي لم يَكُن ماهرا مثل كُل مَرة .

أخيرا اجتمعت الهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم في مقر الاتحاد عكس ما تداول البعض بأن هذا الاجتماع لم يُعقد وتم التصويت على التقرير المالي والإداري للاتحاد وتغيير مسميات الدرجات لدوريات الكرة التي يقيمها ويشرف عليها الاتحاد .

هذا الاجتماع عده البعض نصرا لدرجال وزمرته وهزيمة للمعارضين , بينما عدة آخرون بأن مشاكل الاتحاد لم تنتهي بعد والبعض منها تأجل موعد الحديث عنها والبوح بأسرارها , وبين هذا وذاك أين مصلحة الكرة العراقية ؟

وهل ان حل الاتحاد حلاً للمشكلة ؟

بلا شك ان الآراء متناقضة وأن الكثير من جماهير الكرة والمتابعين لم يعلموا ما يحصل ؟ وما هو أساس القضية ؟

ان الاتحاد أخطأ عندما قام بتأجيل حل المشاكل الحالية لسنوات مضت فكان الأجدر إنهائها منذ أشهره الاولى لأن الكثيرين ينتظرون هذه الفرصة للقضاء على الخصوم لولا رأي الجمعية العمومية المخالف والمعارض لإنتهاز هؤلاء فرصة الانتصار والإطاحة بالإتحاد .

كذلك الاتحاد أخطأ عندما سمح بهدر المال العام عبر الصرفيات المتنوعة في السنوات الماضية ولم يكن شديدا مع الطامعين بالمال العام خاصة وأن تقرير ديوان الرقابة المالية أثبت أن اتحاد الكرة مقصر في جوانب عديدة فيما يخص الصرف والتبويب وان المبالغ المصروفة مُبالغ فيها الى حد كبير , علما ان من أعترض على التقرير المالي له كُل الحق في هذا الاعتراض لأن المال هو مال الشعب وليس هبة من أحد على أحد , كما علينا القول ايضا ان الحكومة بالغت الى حد كبير بموضوع التخصيصات المالية والدعم اللا محدود لإتحاد الكرة في الوقت الذي هَملت فيه ألعاب ورياضات عديدة وكثيرة لم تلاقي نصف الربع مما يُتلاقه إتحاد الكرة من أموال وهذا الموضوع يجب ان تنتبه اليه الحكومة الاتحادية التي ربما لا ترى سوى كرة القدم في العراق وتصد عيونها عن عشرات الألعاب الأخرى !!!!

عموما .. إن القضايا المهمة التي كان من الممكن ان تطيح بهذا الاتحاد قد انتهت وهُنا على الاتحاد العراقي مراجعة عمله لأن مشاكله المستمرة بحاجة الى خطوات واقعية وليس الى زرق أبر التخدير مثل كل مرة , كما لا بد من تحديث النظام الأساسي للإتحاد بما يتماشى مع لوائح الفيفا , وتطبيق الفصل بين الاندية والاتحاد فأما أن يكون البعض عضوا في الاتحاد أو عضوا في النادي وليس الجمع بين الاثنين , وإطلاق استراتيجية حقيقية في المنتخبات الوطنية للنهوض بواقعها المرير , وتغيير الملاكات التدريبية للمنتخبات وحسب معايير علمية وخططية متقدمة , وتعيين ملاكات ادارية تمتلك القدرة ومؤهلات ولها مقبولية في الوسط ولا تسمح لأي شخص بالاقتراب من المنتخبات وإدخالها في دورات متخصصة , وتشكيل لجنة فنية حقيقية لتقييم عمل الملاكات التدريبية في المنتخبات , فهناك حلول كثيرة لإنقاذ الكرة العراقية ان توفرت الجدية والإرادة .

وختاماً , على الحكومة أن تكون شديدة في مراقبة الأموال المخصصة للأتحاد وعدم التهاون مع الهدر .. والله ما وراء القصد .. والختام سلام .

أحدث المقالات

أحدث المقالات