لو أحصينا عدد الأحزاب التي تأسست في دول الأمة في القرن العشرين وبعده لتبين أنها عدة عشرات , وتمكنت من بلوغ ذروة الدمار والتخريب على جميع المستويات , وما قدمت مثلا يُقتدى به لبناء الحياة الحرة الكريمة , لأنها عمياء.
فالأحزاب الأممية والقومية , والدينية التي ستتواصل بقوة في القرن الحادي والعشرين , لأن قدراتها التدميرية لا تضاهى , فهي أشد خطرا على الأمة من الأحزاب الآخرى بآلاف المرات.
الأحزاب القومية تحلت بإندفاعية هوجاء لدحض شعاراتها ونظرياتها ومنطلقاتها فأجهزت على ذاتها وموضوعها , واندثرت في طيات النسيان والبهتان , أما الأحزاب الدينية فلديها طاقات هائلة للتوالد والتواصل , والتشظي والإنشطار خصوصا عندما تتوفر الحواضنالمستثمرة فيها , لأنها تؤدي أدوارها بتدميرية عالية , والأمثلةمتعددة وموثقة خصوصا في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين , فالأحزاب الدينية ذات عقائد مشحونة بالخرافات والأضاليل , ومتوجة بالغيبيات التي بموجبها تستعبد الملايين , وتأخذهم إلى سوء.
وتزرع في عقولهم الأوهام التي تجعلهم يرضون بالذل والهوان والتحول إلى أرقام على أمل الفوز بجنات النعيم الموعودة.
هذه الأحزاب في ذروة نشاطاتها وإمعانها في عمائها العقائدي , الذي يغذيها بالتطرف والغلو والعدوانية الماحقة , المسوَّغة بفتاوى تجارها المؤدينين الذين يحللون الحرام ويحرّمون الحلال , فهم يمثلون رب العباد ورموزهم نواب رب العالمين في الأرض , ولا بد من السمع والطاعة والتقليد والإذعان المطلق لإرادات النفوس الأمارة بالسوء المقدسة النوايا والرغبات.
ولهذا فالخطايا تناثرت , والمآثم طاشت , وكل من عليها عبد مطيع لشيطان رجيم يضع على رأسه عمامة يدّعي بها أنه يمثل إرادة الرحمان الرحيم!!
بنا وصلت لفيعان الهوان
جماعاتٌ بأحزاب احْترانِ
تدمرت الحواضر من رؤاها
وأولعت التصارع في المكان
فلا وطن أرادت حين قادت
وقيدت النواهيَ بالزمان