29 مارس، 2024 5:21 ص
Search
Close this search box.

85 % من السجينات تعرضن للاعتداء الجنسي .. تفاقم ظاهرة الاغتصاب داخل السجون الإيرانية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – محمد بناية :

أكدت عدد من المواقع الكُردية الإيرانية، انتحار المهندسة “مهديس مير قوامي”، بعد خروجها من السجن مباشرة؛ وذلك لأنها تعرضت، بحسب موقع “مروفايتي” الكُردي الناشط في قضايا حقوق الإنسان، إلى الاعتداء والاغتصاب من جانب رجال الأمن في مدينة “كرمانشاه”.

وكشفت مواقع إيرانية أخرى أن الأمن الإيراني كان قد استدعى المهندسة الكردية في كانون ثان/يناير الماضي، إلى مبنى الاستخبارات في مدينة “كرمانشاه” لمدة يومين لتخرج بعدها وتنتحر منهية حياتها التي لم تتعد العقد الثالث.

في السياق ذاته كشف الموقع نفسه عن حادثة اغتصاب مشابهة لفتاة كردية أخرى، اسمها “حنانه شلير فرهادي”، اعتقلها الأمن الإيراني لمدة 4 أشهر، وبعد الإفراج عنها أقدمت على الانتحار بسبب اغتصاب تعرضت له في المعتقل. الأمر الذي يعيد إلى الأذهان قضية تنفيذ حكم الإعدام على مهندسة الديكور “ريحانه جباري” عام 2014، بعد ادانتها بقتل موظف استخباراتي حاول اغتصابها.

مما يدفعنا إلى تقديم نبذة عن تاريخ الإعتداءات الجنسية على المعتقلين في سجون الجمهورية الإيرانية. 

الاغتصاب قبل الإعدام.. منذ فجر الثورة الإسلامية..

بعد الإطاحة بحكومة الشاه “محمد رضا بهلوي” في إيران عام 1979، مارست قوات “الحرس الثوري” قمعاً شديداً ضد المعارضة. وثمة تقارير حقوقية صدرت في ذلك الوقت تؤكد الإعتداء الجنسي على المعتقلات وإجبارهن على الزواج المؤقت من حراسهم قبل إعدامهن. ومما يؤكد ذلك رسالة آية الله “حسين علي منتظري”، قائم مقام المرشد الإيراني إلى آية الله روح الله الموسوي “الخميني” المرشد الإيراني، وفيها: “هل تعلم أن الفتيات، لا سيما الشابات منهن، يتعرضن في بعض سجون الجمهورية الإيرانية إلى الاغتصاب يومياً ؟”.

وفي تقريرها عام 1989، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية ما نصه: “الإعتداء الجنسي على الفتيات الصغيرات عبر إجبارهن على الزواج من المساجين؛ أحد أهم ابداعات أسد الله لاجوردي مأمور سجن أيفين”.

وفي كلمتها إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قالت الدكتورة “رشيدا مانغو”: “كانت عمليات الإعتداء الجنسي قبل تنفيذ أحكام الإعدام كانت ممنهجة ومنظمة. وقد استمر هذ الأمر فترة طويلة لدرجة يستحيل معها جهل المسؤولين … لقد تعرضت المعتقلات السياسيات على الأقل لشكل واحد من الإعتداء الجنسي طوال العقود الثانية والثالثة من عمر الجمهورية الإيرانية … وتتنوع أشكال الإعتداء الجنسي بين السب بألفاظ بذيئة بغرض تحقير النساء، والضرب على الأعضاء التناسلية، وإجبار السجينات على المشي باستخدام اليدين والرجلين، والجنس العنيف، وتفحص البدن بغرض اضعاف معنويات المعتقلات، هذا بخلاف أشكال الإعتداء الجنسي على أسر المعتقلات”.

وبحسب تقرير صحافي، صادر عن موقع “إيران إميد”، المحسوب على التيار العلماني في إيران؛ يتنوع الإعتداء الجنسي على النساء بين الطرق الطبيعية وغيرها. في حين يقتصر الأمر في الإعتداء الجنسي في حالة الرجال على الطرق الشاذة؛ وأحياناً يتم استخدام أشياء صناعية مثل عبوات المشروبات الزجاجية والهراوات، ويصل الأمر أحياناً إلى فقدان المعتدى عليه القدرة على الإنجاب. وفي العام 2003 فقد الطلبة المقبوض عليهم خلال عمليات قمع المظاهرات الطلابية المناوئة للنظام، توازنهم النفسي جراء عمليات الإعتداء الجنسي المتكررة عليهم حتى أن بعضهم ألقى بنفسه في النهر ومات غرقاً بعد الخروج من السجن.

وتهدف هذه الإعتداءات الجنسية إلى:

1 – الإعتداء الجنسي بغرض الحصول على اعترافات.

2 – فرض السيطرة التامة على المعارضة.

3 – اتهام النساء بارتكاب علاقات جنسية غير مشروعة يفقدها احترامها بين الناس.

4 – منع النساء من ممارسة العمل السياسي.

5 – نشر أجواء الخوف والرعب بين أوساط الشعب.

6 – كسر العزيمة الروحية للمعتقل.

7 – تلبية الحاجة الجنسية للمعتدي وإرضاء رغباته الجنسية.

وقد احتدم الأمر في الفترة التي تلت المظاهرات التي اجتاحت الجمهورية الإيرانية عام 2009، اعتراضاَ على تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية. وطالت الإعتداءات الجنسية الجميع.

ونشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً مفصلاً حول هجوم القوات الشرطية المدعومة بقوات التعبئة الشعبية على المدينة الجامعية لطلاب “جامعة طهران”؛ حيث تحدثت الصحيفة مع أحد الطلبة شهود العيان، والذي اعترف بتعرضه للإعتداء الجنسي، يقول: “أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع داخل المخادع، وضربونا وكسروا زجاج النوافذ وأجبرونا على الانبطاح أرضاً. وأنا لم أكن حتى مشاركاً في المظاهرات … رآني أحدهم خائفاً فجلس على ظهري وضربني. وبينما كان يتظاهر بتفتيشي بحثاً عن أسلحة اعتدى علىّ وهددني بتكرار العملية إذا كشفنا ما حدث”.

وفيما يلي عدد من النماذج التي تعرضت للإعتداء الجنسي داخل السجون الإيرانية عام 2009 – 2010..

“ترانه موسوي”..

القت قوات الأمن، في الزي المدني، القبض على “ترانه موسوي” أمام مسجد قباء بشارع شريعتي. وبعد ثلاث أسابيع من اعتقالها أتصل مجهول بأسرتها وأخبرهم أنها محتجزة في “مشفى الخميني”. كانت “ترانه” تعاني من تهتك في الرحم والمقعدة جراء حادث تصادم.

“رویا طلوعي”..

ناشطة في مجال حقوق المرأة الكردية، وهي تقيم حالياً في الولايات المتحدة الأميركية. تحكي عن تجربة اعتقالها بالسجون الإيرانية، في حوار مع صحيفة “سانداي تليغراف”، مؤكدة على ما جرى لها قائلة: “أجبروني داخل السجن على الاعتراف بالقوة. ولم يقتصر الأمر على مجرد الضرب وإنما تعداه إلى الإعتداء الجنسي. وكان الإعتداء وحشياً لدرجة أني اصيبت بنزيف. وبعد ذلك هددوني بإضرام النيران في ولديّ إذا لم أعترف بما يريدون. لقد كان الإعتداء الجنسي على النساء من جانب رجال الأمن أمراً عادياً”.

“زهرا کاظمي”..

هي مصورة كندية من أصول إيرانية. ادعت الحكومة الإيرانية أن وفاتها كانت عرضية ونتيجة لنزيف دماغي نَتج عن ضرب على الرأس، بينما ذهبت عائلتها إلى أنها قُتلت من قبل مسؤولي مخابرات إيرانيين بشكل مُتعمد.

يذكر “شهرام عزام”، طبيب سابق من الموظفين العسكريين؛ أنهُ فحص جسد “كاظمي” ولاحظ أن فيه علامات واضحة على التعذيب بما في ذلك وجود كسر في الجمجمة وكسر في الأنف وكدمات شديدة في البطن بالإضافة إلى علامات تَدُل على اغتصابها بشكل وحشي.

“زهرا بني یعقوب”..

طبيبة، وهي ابنة أحد أعضاء “الحرس الثوري”. ألقي القبض عليها بتهمة التنزه مع شاب يُدعى “حميد”، قبل يوم من عيد الفطر. وبعد يومين من الإعتداء الجنسي الممنهج عليها، وجُدت جثتها مشنوقة داخل السجن وادعى المسؤولون أنها انتحرت.

هذا بخلاف الكثير من الحالات الأخرى التي يضيق المجال عن ذكرها.

وكان المرشح الرئاسي السابق “مهدي كروبي”، قد كشف عن وقوع عدد من التجاوزات الجنسية داخل السجون الإيرانية. وبينما وصفت المؤسسات والشخصيات الموالية للحكومة كذب تصريحات “كروبي”، أعلن “مجيد أنصاري”، عضو مجمع رجال الدين المناضلين، عن وجود مستندات تؤكد تصريحات “كروبي”، وأنه تم ارسال هذه المستندات إلى المسؤولين.

من جهتها دعت “منظمة العفو الدولية” إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن التعذيب والإعتداءات الجنسية داخل السجون الإيرانية. والأمر لم يتوقف عند هذه المرحلة؛ وإنما شهدت الأسابيع القليلة الماضية تكرار عمليات انتحار الفتيات المفرج عنهن جراء تعرضهن للاغتصاب داخل السجون الإيرانية.

يقول الدكتور “أحمد شهيد”، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحالة حقوق الإنسان في إيران: “إن نسبة 85% من النساء و35% من الرجال في السجون الإيرانية تعرضن للإعتداء الجنسي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب