9 أبريل، 2024 3:59 ص
Search
Close this search box.

مجلة أميركية تنبأ بأشتعال جديد للربيع العربي

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

“خرج صديقي المصري أحمد ماهر من السجن بعد الإفراج عنه في 5 كانون ثان/يناير الماضي، وكان أحمد قائد حركة 6 ابريل للشباب التي قامت بتنظيم الثورة ضد النظام المصري البائد برئاسة حسني مبارك منذ 6 سنوات في نفس الشهر. لكنه حكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة التظاهر، وخرج ليقضي 3 سنوات أخرى تحت المراقبة، حيث يتوجب عليه الحضور لقسم الشرطة يومياً من الساعة 6 مساءاً إلى 6 صباحاً من اجل قضاء فترة المراقبة القانونية. اليوم، لا يجد ماهر أسباب للإحتفال بالذكرى السنوية السادسة للربيع العربي”.

بهذه الفقرة المطولة اختار الكاتب “كوير ديبو” ذكر صديقه الناشط السياسي المصري أحمد ماهر ناعياً ما جرى له خلال السنوات الماضية، في عرض مقاله الذي نشرته مجلة “بوليتيكو” الاميركية مؤخراً بطبعتها الأوروبية، مشبهاً ثورات الربيع العربي بالثورة الفرنسية التي شهدها القرن السابع عشر، “حيث ظلت مستمرة على مدار العقود التالية على إنطلاقها حتى غيرت وجه المنطقة بالكامل ووصلت إلى ديمقراطية اليوم”.

إدراك النهاية داخل المحكمة
يؤكد “ديبو” على انه علم شخصياً بنهاية الربيع العربي قد جائت عندما استدعي لأحد المحاكم المصرية للإدلاء بشهادة قضائية في حق زميله “ماهر”، إلا أن الشرطة اعدت لهم “المصيدة”، بحسب وصفه، حيث بدأت مطاردة كل من كانوا في القاعة وضربهم بقوة، ما اسفر عن كسر عظام ما يقرب من 20 شخصاً خلال 10 دقائق فقط، “كان ذلك الوقت في تشرين ثان/نوفمبر من عام 2013، وحينها بدا ان هذا كان بوادر نهاية ثورات الربيع العربي”.

يقول الكاتب ان “أمال تحقيق الديمقراطية في العالم العربي تحولت إلى حرب أهلية في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق، وبدلاً من الديمقراطية حلت انظمة اكثر ديكتاتورية في كل من مصر والبحرين وحتى المغرب”.

واصفاً تردي الحالة الديمقراطية داخل مصر بانه “وصل عدد المعتقلين لما يقرب من 40 ألف شخصاً منذ عام 2013. كل المحطات التليفزيونية المستقلة اغلقت والصحفيين ذوي الأراء النقدية اعتقلوا. كل منظمات غير الحكومية اغلقت والمستمر منها لا دور لها، علاوة على ظهور جماعة داعش الإرهابية بعد إنتفاضات عام 2011”.

ثورات ممتدة
يشير مقال المجلة الاميركية إلى انه مع هذا الوضع المتردي للديمقراطية داخل دول إنتفاضات 2011 والذي يعتبر “فشل ذريع ونهاية لثورات الربيع العربي، لكن في الحقيقة، إذا نظرنا إلى الدول العربية سنجد الثورات لم تكن إنتفاضة بسيطة، وإنما كانت ثورات تمتد لفترات من الزمن، وأن كل ما تشهده المنطقة حالياً من أحداث ليس إلا احد المراحل التي تمر بها المنطقة من أجل مستقبل أفضل”.

يدلل الكاتب على وجهة نظره من خلال مثال “الثورة الفرنسية عام 1789، حيث لم تستسلم فرنسا لحكم نابليون عام 1799، ومرت بثمانين عاماً نضالاً و12 دستوراً كي تصل للديمقراطية المستقرة في عام 1870”.

عازياً إلى عدة أسباب تؤكد على ان العالم العربي قد يتخذ نفس مسار التطور الثوري الذي حدث في فرنسا. “أولاً: لأن تعداد السكان في المنطقة العربية قد تضاعف خلال 3 عقود سابقة، ويستمر في النمو ويمثل ثلث تعداد السكان العرب من الشباب أصغر من 30 عاماً. ثانياً: الإنهيار الإقتصادي الذي شهدته المنطقة مع إزدياد عمليات الإرهاب، حيث إضطرت السعودية لفرض الضرائب، بينما تعاني مصر من 30% نسبة تضخم إقتصادي. ثالثاً: يعتبر القمع اكبر وأشد من فترة ما قبل الربيع العربي”، ذاكراً حادث إختطاف الطالب الإيطالي “جوليو ريجيني” اثناء وجوده في مصر، مؤكداً على أن “الأمن المصري فشل في حماية الأقباط من حوادث العنف الطائفي”، لافتاً إلى حالة الرقابة المشددة على الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي التي لم تكن موجودة قبل ذلك.

ويرى الكاتب أن دوافع الثورة لاتزال قائمة بل وأصبحت أشد حدة من ذي قبل، طارحاً عدة تساؤلات حول دول قائمة بذاتها ولم تتعرض لثورات الربيع العربي، مثل العراق: “هل ستسمر كدولة واحدة أم ستسقط؟”.. والجزائر: “ماذا سيحدث لها في حالة وفاة الرئيس بوتفليقة؟”.. والسعودية: “هل تستمر إذا أفلست إقتصاديا؟”، و”هل تتقبل أغلبية السنة في المنطقة نمو إيران كدولة شيعية؟”، معرباً عن أن جميعها تساؤلات تصب إجاباتها لصالح طرحه بان “ثورات الربيع العربي مازالت في بداياتها الأولى”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب