29 مارس، 2024 12:51 م
Search
Close this search box.

يحددها عضو “المجلس الأعلى للثورة الإسلامية” .. أهم التحديات التي تواجه الحكومة العراقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

شرعت الحكومة العراقية خلال الأشهر الماضية في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية إلى جانب تحدي تنظيم “داعش” الإرهابي. وكان ذلك منطلقاً لحوار صحافي مطول أجراه “المركز الدولي لدراسات السلام”، وهو مؤسسة إيرانية غير حكومية، مع السيد “محسن الحكيم”، عضو “مجلس قيادة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية” في العراق، مستعرضاً لأهم التحديات التي تواجه الحكومة العراقية.

نسعى إلى تثبيت ودعم المطالب الدستورية التي تؤكد على الوحدة والسيادة..

المركز الدولي: ما هي أهم التحديات التي تواجه الحكومة العراقية على صعيد التطورات الداخلية في الوقت الراهن ؟

محسن الحكيم: حققت الحكومة العراقية تقدم مهم في مسألة مكافحة “داعش”، حيث تراجعت سيطرة “داعش” على الأرض إلى 3% بدلاً من 40% سابقاً. كذلك في “الموصل” انحسرت سيطرة التنظيم على ما يُقدر بنسبة 2% فقط وإن شاء الله سوف تتحرر “الموصل” بالكامل بنهاية شهر رمضان الكريم. ولا توجد لدى “داعش” من المدن الكبرى حالياً سوى “الهويجة” و”تلعفر” بالإضافة إلى ثلاث مدن حدودية صغيرة يسهل تحريرها.. بعبارة أخرى, بعد تحرير الموصل إن شاء الله سوف يتم تطهير العراق بالكامل من دنس “داعش”. ولقد انتهى الجزء الأكبر ونحن الآن على مشارف التطهير الكامل للعراق من الدواعش خلال الأشهر المقبلة. على المستوى السياسي، فرغم تباين وجهات النظر والتي هي طبيعة العمل السياسي، فقد لاحظنا نوعاً من الوفاق الوطني حيال خدمة الجماهير، واستعدادات للانتخابات المقبلة، ومواجهة الإرهاب، والديمقراطية الشعبية. كما رأينا أيضاً مساعي بعض المناطق إلى الابتعاد عن المركز أو الانفصال النسبي أو الكامل عن العراق مثل “كردستان”. والحقيقة تحظى المطالب التي تلتزم بالدستور العراقي بالاحترام الكامل أما التي تخرج عن الإطار الدستوري فإننا نسعي إلى تثبيت وتدعيم الوحدة والسيادة الوطنية والاستقلال العراقي بالحوار والمشاورات. من التحديات الأخرى التي نواجهها بعد تطهير العراق من “داعش” هي ظاهرة السلام القومي. ويجب أولاً تجفيف الأجواء التي ساعدت على نمو “داعش” حتى نحظى بسلام قومي وتعايش سلمي داخل العراق. كذا فإن موقف الحكومة العراقية من القوات الأجنبية واضح تماماً وهذا الموقف مستمر ويقضى بعدم تدخل القوات الأجنبية في الشأن العراقي.     

المركز الدولي: ما هي أهم التحديات التي تواجه الحكومة العراقية على الصعيد الاقتصادي ؟

محسن الحكيم: لدينا على الصعيد الاقتصادي تحدي مهم جداً، يتعلق بتداعيات انخفاض أسعار النفط على إجابة المتطلبات العراقية في الحرب ضد “داعش” وبناء المناطق المدمرة. لقد رأينا كيف تم تدمير المدن العرقية الكبرى بسبب الحرب على “داعش”، حيث تحتاج محافظات “الموصل والأنبار وصلاح الدين” بشكل خاص إلى عملية ترميم رئيسة وجذرية حتى يمكن عودة الحياة إلى طبيعتها.

إجماع سني شيعي على حل مشكلة “كردستان” بالحوار والتفاوض..

المركز الدولي: مناقشة احتمالات الاستفتاء على استقلال “كردستان” من التحديات التي تواجه الحكومة العراقية.. ما هو موقف التيارات المختلفة من سنية وشيعية حيال هذه القضية في الوقت الراهن ؟

محسن الحكيم: ثمة إجماع سواءاً بين الشيعة أو بين السنة على رفض انفصال “إقليم كردستان”، وهم يريدون بالحوار واقناع أشقائنا بالعدول عن هذه الفكرة إن شاء الله وأن بقاءهم داخل إطار الخريطة العراقية هو الأفضل. وهذا الأمر يحتاج إلى مشاورات جادة وحقيقية. والآن تشكلت لجنة من “التحالف الوطني العراقي” ومن المقرر تشكيل لجنة مشابهة من الإخوة الأكراد بغرض التشاور والتحاور ونأمل أن تكون النتائج إيجابية ونقضي على هذا التحدي.

المركز الدولي: بالنظر إلى انحسار سيطرة “داعش” على كثير من المناطق.. ما هي خطط الحكومة العراقية في الوقت الراهن للمناطق المحررة أو المناطق المتنازع عليها مثل “سنجار” ؟.. وإلى أي مدى يمكنها السيطرة على هذه الأزمات ؟

محسن الحكيم: هناك أربع أشياء يجب القيام بها في هذا المجال.. أولاً: لدينا آلاف اللاجئين داخل العراق رغم استعادة هذه المدن، ويجب إعادة اللاجئين إلى حياتهم وهذا ضروري. ثانياً: تجفيف جذور الإرهاب في العراق، لأن “داعش” استطاعت السيطرة على 40% من العراق وبالتالي يتعين علينا تجفيف الأجواء التي ساعدت على نمو “داعش”. ثالثاً: يجب على الصعيد العملي التقدم في مسألة السلام القومي سواءاً على مستوى العلماء، والعشائر، ورجال السياسية أو على الأصعدة المختلفة. رابعاً: ضرورة إيجاد استراتيجية أمنية جديدة تستطيع مواجهة التحديات الأمنية.. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الأجهزة الاستخباراتية والأمنية والشرطية في العراق تبذل كل جهودها للحيلولة دون أعمال “داعش” التدميرية.

المركز الدولي: ما هي الحالة التي يمكن فيها الحد من الوجود الداعشي في القطاعات الرئيسة لأهل السنة والمناطق الغربية والشمالية الغربية مثل “الموصل ونينوى والأنبار” ؟

محسن الحكيم: لو تم تنفيذ المقترحات التي ذكرتها، فسوف نشهد القضاء تماماً على “داعش” وكل المنظمات الإرهابية الأخرى في العراق.. لا وجود للراديكالية في العراق والشعب العراقي بتعدديته يعتقد في الإسلام النقي ولن يقبل تحت أي ظرف بالإسلام الراديكالي. وقد رأينا كيف قاتل أهل السنة في المناطق المحتلة إلى جوار إشقائهم الشيعة. وبالتالي لأنه لا سبيل إلى التنمية والتعمير والتقدم في هذه المناطق ودمج الجميع في عملية ديمقراطية تعددية إلا باقتلاع جذور الإرهاب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب