19 أبريل، 2024 7:00 ص
Search
Close this search box.

“واشنطن بوست” : “يا هلا” رسالة ترحيب لعودة مسيحيي قراقوش !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

تُركت “مدينة قراقوش”, تلك المدينة المسيحية الصغيرة في شمال العراق, حزينة ومهجورة بعد أكثر من تسعة أشهر منذ طرد تنظيم “داعش” الإرهابي منها.. يخيم السواد على جدران كنائسها ومنازل السكان المسيحيين بها، الذين عاد القليل منهم مؤخراً لسكنى مدينتهم التي ابادها التنظيم.

استمر ذلك الجو الكئيب، قبل اسبوعين، حيث شهدت المدينة افتتاح اول حانة “التي أشعلت وميض من الأمل في روح المدينة عموماً وللمجتمع المسيحي خاصة, والذي تم خلعه منها على يد (داعش) في آب/أغسطس 2014″، وفقاً لما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

“يا هلا”.. دعوة لمسيحيي قراقوش..

كانت تلك الحانة, التي تعرف باسم “يا هلا”, واحدة من ثماني حانات كانت تعمل في مدينة “قراقوش”، الواقعة بالقرب من مدينة الموصل، قرر مالكها “هاني أيوب يعقوب النجار”، 63 عاماً، إحياء مشروعه الذي افتتحه منذ 10 سنوات أملاً في تشجيع المزيد من المسيحيين على العودة إلى ديارهم.

وقال “النجار”, في حديث للصحيفة الأميركية, من داخل حانته ذات الأضواء الخافتة: “عندما يرى الناس أن هناك حانة مفتوحة، فهذا يعني أن الحياة في طريقها إلى العودة إلى طبيعتها”.

حتى الآن، تشهد الحانة اقبالاً مكثفاً من قبل المسلمين بمدينة الموصل، التي تم تحريرها من قبضة “داعش” مؤخراً بعد منعهم من تناول الخمور لمدة ثلاث سنوات طيلة مدة سيطرة التنظيم على المدينة، حيث يقول “النجار” أن زبائن الحانة سعداء بقطع رحلة مسافتها 20 ميلاً فقط من أجل فرصة تناول الخمر في الحانات مجدداً.

كان “أحمد علي واجع” (57 عاماً) زبوناً منتظماً قبل سيطرة “داعش”، وهو الآن يأتي بعد اوقات العمل مع صديق يدخن الشيشة ويشرب الخمر مع تناول الغداء, وقال صديقه “إسماعيل الحجابي” (50 عاماً): “احياناً نأتي إلى هنا أثناء ساعات العمل.. لا توجد أي حانات متاحة في الموصل”.

ويوضح “النجار” ان اصلاح الحانة جاء حتى قبل ترميم منزل عائلته، حيث تضررت المدينة بشدة بعد الأعمال التخريبية المتعمدة ضد المسيحيين التي تركت المدينة عبارة عن ركام وانقاض، حيث حرق التنظيم معظم المنازل والمحلات التجارية والكنائس في المدينة، ما جعل “قراقوش” غير صالحة للسكنى تقريباً.

إستعمال “داعش” لمبنى الحانة..

اعتقد “النجار” أن الحانة كان يستخدمها التنظيم كقاعدة له، حيث إن الجدار كان متأكلاً وسطح المكان كان به فجوات واسعة وثقوب إثر طلقات الرصاص. ولكن الهيكل كان سليماً وتم تكديس الكراسي والطاولات جانباً والسجاد أيضاً، وحل مكانهم مجموعة من ادوات اللحام والمعدات الميكانيكية الأخرى، مما جعل “النجار” يشتبه في أن المسلحين استخدموها كمصنع للأسلحة.

أشار “النجار” إلى أن الخمور والبيرة التي دمرت في الحانة وصلت قيمتها لما يقرب من 17500 دولار، وهو نفس ما حدث للحانات الأخرى بالمدينة تمشياً مع الحظر المفروض من قبل تنظيم “داعش”. وذكر “النجار” شيئاً غريب لاحظه بعد إستلامه الحانة مجدداً, ألا وهو أن الزجاجات التي كانت تحيط بالجدران ظلت على وضعها بل وجد انواعاً من الخمور الأخرى التي لم يكن يطلبها ضمن بضاعته، حيث قال: “اعتقد أن (داعش) مارس الشرب هنا..أنا حقاً غير متأكد”.

ورصدت الصحيفة الأميركية على أحد مناضد الحانة، جلسة لمجموعة من أربعة من سائقي سيارات الأجرة وهم يلعنون أيام “داعش”، حيث انهارت حياة الأشخاص وقت وجود التنظيم, إضافة إلى حظر بغداد السفر من وإلى الموصل وهي تدابير لم يتم إلغاؤها رغم تحرير المدينة الآن.

وقال “سعد محمود” (43 عاماً), التي أصيبت ابنته بالشلل من جراء قذائف “الهاون” خلال معركة استعادة السيطرة على الموصل, أن الحياة في المدينة لم تعد طبيعية مرة أخرى وأن شرب الخمور هو أحد الملاذ للهروب من مناخ المدينة البائس، حيث قال “عمر صالح مجيد” (34 عاماً): “هذا هو المكان الوحيد الذي يمكن ان نصل فيه لحداً من الاسترخاء”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب