5 مارس، 2024 5:41 ص
Search
Close this search box.

هنا الموصل .. قلب الهمجية الداعشية في أخر أيام التنظيم

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

تقترب معركة “الموصل” من نهايتها بحسب تصريحات المسؤولين العراقيين الذين قالوا “لقد بدأ العد العكسي لانتهاء عمليات تحرير الموصل، وأن الحكومة سوف تعلن في غضون أيام تطهير الموصل من دنس الدواعش”.

هذا بينما لاتزال المعارك مستمرة في “الحويجة وتلعفر”, حيث يعمل التنظيم على تكثيف التواجد في هاتين المدينتين والاستعداد لحرب من النوع الثقيل ضد الجيش والشرطة الفيدرالية العراقية.

وكانت مصادر مطلعة قد أعلنت في تصريحات سابقة لصحيفة “تفاصيل الحادث” الإيرانية، تخندق حوالي 500 عنصر من عناصر تنظيم “داعش” في “تلعفر” و1300 آخرين في “الحويجة”. في غضون ذلك أعلن الجيش العراقي حصار المدينتين.

السبب الحقيقي وراء بطء تقدم الجيش العراقي..

بالنسبة للموصل فقد حاصر الجيش العراقي مركز المدينة أو المنطقة القديمة من المدينة بشكل كامل، لكن التقدم يحدث ببطء. وتفيد المعلومات الميدانية التي رصدها “علي موسوي خلخالي” نائب رئيس تحرير موقع “الدبلوماسية” الإيراني، نشر تنظيم “داعش” الإرهابي قناصة في عدد من النقاط تقضي مهمتهم باستهداف القوات العراقية، وهذا هو سبب بطء تقدم العمليات.

يقول جنرال عراقي – رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية موقعه – في حوار مع صحيفة “تفاصيل الحادث” الإيرانية: “تحديد مكان قناصة “داعش” أمر بالغ الصعوبة. لأنهم يختبئون في نقاط سرية تماماً. ويقتلون 10 – 15 من أفراد الجيش العراقي يومياً، وهو ما دفع قيادات الجيش والشرطة الفدرالية إلى اصدار قرار وقف العمليات، وهذا هو سبب التأخير”. وأضاف الجنرال العراقي: “القضايا الإنسانية تمنعنا من التقدم بسهولة. فالدواعش يقتلون بلا رحمة وهذا صعب جداً علينا. والأسوأ استخدام “داعش” للمدنيين كدروع بشرية. الأمر الذي زاد من حجم الخسائر الإنسانية وانتشار الدمار”.

وفي معرض إجابته على سؤال بشأن حجم الدمار الذي يمكن أن تخلفه الحرب ضد “داعش”، قال الجنرال العراقي: “وجود القناصة يزيد من صعوبة العمل. فهم يتسمون بالدقة في إصابة الأهداف، ويفتقرون إلى الرحمة. يقتلون الجميع حتى الأطفال والنساء. وحشيتهم الشديدة تبطء عملنا لأننا لا نريد خسارة الجنود والأبرياء والمدنيين. ولذا نلجأ إلى القوات الجوية لاستهدافهم، وحين يقصفون منطقة ما يتم تدميرها بشكل كامل، بعدها انتبهنا إلى تعداد الأبرياء المتواجدين في المنطقة التي يختبئ فيها قناص “داعش”، وأن هذا الأمر ضاعف من عدد القتلى. وبالتالي هناك علاقة طردية بين التدمير وعدد القتلى”.

الدروع البشرية من المعاقين وكبار السن هو السلاح الذي يحرص عليه “داعش”..

في السياق ذاته يصف المواطنون الوضع بالمؤسف، كما يقول “علي موسوي خلخالي”، وينقل عن “أبو فواز الهائلي” من الموصل قوله: “حتى الآن لقى 41 من أهلي وأقاربي مصرعهم، معظمهم قتل على أيد الدواعش الذين يحملون الأبرياء معهم أينما حلوا أو ارتحلوا لاستخدامهم كدروع بشرية بما في ذلك المعاقين وكبار السن. فأيما عجز أحدهم عن الاستمرار أو أبدى اعتراضاً يقوم الدواعش بقتله على الفور. ثم يتخلصون من الجثث ويحملون من بقي على قيد الحياة إلى نقطة أخرى”.

يضيف أبو فواز: “حكى لي ابن عمي “محمد” تفاصيل مهينة عن وضع الموصل، لكنه يخشى القتل لو علم الدواعش أنه يقوم بإخراج المعلومات من الموصل. لقد أخبرني إنه لم يرى أبشع ولا أعنف من “داعش”. إنهم لا يرحمون أحد. لا الأطفال ولا كبار السن، لا الرجال ولا النساء. يطلقون الرصاص لأبسط الأشياء”. ويكمل: “حين كنا بالموصل أصدرت “داعش” قراراً بفتح كل أبواب المنازل، سلبوا الناس حق ترك منازلهم. وإذا وجدواً منزلاً مغلقاً كانوا يرمونه بالقنابل أو تدمير بالمنزل بالمتفجرات. وذات ليلة جاء أحد أفراد “داعش” إلى منزلنا واستولى على غرفة بالمنزل. وكان بصحبته 6 نساء ايزيديات ومسيحيات. وقال أعطوني كل مخزونكم من الطعام، فقلت لدي أطفال صغار ولا أستطيع أن أعطيكم كل الطعام. فقال بعصبية اقتل الأطفال أو اتركهم يموتون وأعطني الطعام فأعطيناه كل ما في المنزل خوفاً على حياتنا. وبعد ساعات جاء آخرون وفتشوا المنزل وحملوا معهم كل ما وجدوه. في اليوم التالي وصلت قوات الجيش والشرطة العراقية إلى المنزل وأنقذونا”.

وحول هوية أفراد “داعش” يقول: “غالبيتهم من “الشيشان والروس”. والقناص الذي كان في المنطقة هو روسي الجنسية. لكن “القيادات بعثية” ولذلك لديهم معلومات أمنية عن كل المواطنين. والحقيقة أن وحشية الدواعش منشأها خصلة البعثيين”.

يقول “أبو فواز”، إن شقيقته خرجت من الموصل مؤخراً، وطبقاً لكلامها فقد أخبرت الجميع أنها في عداد المفقودين، وقالت: “لا تبحثوا عن جثثنا لأني أستبعد أن تجدوها، ولكن الحمد لله خرجنا بسلام واستطعنا الفرار من التهلكة بمساعدة الجيش العراقي”. تضيف: “لم يتركوا لنا في الأسابيع الأخيرة أي طعام، وكنا نضع الماء على الدقيق ونصنع شراباً نعطيه لأطفالنا بدلاً من اللبن. وبعد يوم نجحنا في مغادرة المنزل بمساعدة الجيش العراقي، قبل هجوم “داعش” على الحي وأسر ثلاثون شخصاً بينهم أطفال ورضع وسيدات وكبار سن. عرفتهم جميعاً كانوا أصدقاءنا وجيراننا. بالأمس علمت أنهم قتلوا جميعاً. فهدموا عليهم المبنى الذي كانوا يسكنونه وقتلوا الجميع. لم ينجو إلا رضيع وجده الجيش العراقي بأعجوبة ونقله إلى منطقة آمنة”.

حالياً ينحصر القتال في المنطقة القديمة من الموصل. ويقول “أبو فواز” إنها منطقة صغيرة لكن ذات كثافة سكانية كبيرة. وهناك ثمة خمسة من أهله يعيشون في تلك المنطقة وإنه قلق على حياتهم بشدة.

يقول الجنرال العراقي: “هناك على الأقل مئة ألف شخص في المكان. والحرب في هذه المنطقة هي حرب عصابات وتنتقل من بيت إلى آخر ولذلك تتقدم العمليات ببطء، لن تراكم المباني والبيوت والكثافة السكانية تزيد من المخاطر”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب