4 مارس، 2024 3:55 م
Search
Close this search box.

هتافات أمل بملاعب كرة القدم الدولية في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

بحماسة وأمل يتحدث “علي” عن حضوره لمشاهدة أول مباراة كرة قدم رسمية تقام في العراق منذ أعوام، والتي جمعت بين فريقي القوة الجوية والزوراء ضمن الدور الثاني لكأس الاتحاد الآسيوي، على ملعب “فرانسو حريري” في مدينة أربيل بشمال البلاد.

ويقول “علي” (24 عاماً)، الذي ارتدى قميصاً أزرق ولف عنقه براية تحمل شعار “نسر” القوة الجوية بطل كأس الاتحاد الموسم الماضي، “قبل ذلك كنا نشاهد عبر التليفزيون، لا لعبة في بغداد أو أربيل لنحضرها. هذه اللعبة في أربيل، يجب ان نحضرها”.

أضاف: “عندما نراها في الملعب أحلى من ان نراها على التليفزيون. اللاعبون أمامك، الجمهور من حولك، الكثير من الأمور تختلف”.

وفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حظراً على إقامة المباريات الرسمية في العراق مراراً منذ 2003 في أعقاب الاجتياح الأميركي ودخول البلاد في دورات عنف متتالية، آخرها في 2014 مع سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” على مساحات من البلاد.

وكانت الاوضاع الأمنية السبب الرئيسي للحظر، علماً ان أسباب أخرى شملت أوضاع الملاعب والقدرة التنظيمية.

والمباراة بين الناديين العراقيين هي الأولى الدولية أو القارية تقام في العراق منذ 2013، علماً ان الحظر لم يشمل مباريات الدوري المحلي.

وفي وقت سابق من آيار/مايو، خفف الـ”فيفا” الحظر وسمح باستضافة المباريات الودية. وفي وقت متزامن، تجاوب الاتحاد الآسيوي مع طلب نظيره العراقي استضافة المباراة بين القوة الجوية والزوراء، وحدد مدينة أربيل، والتي بقيت في منأى عن أعمال العنف التي تعصف بالبلاد منذ أعوام، مكاناً لاقامتها.

إلا ان “علي” وغيره من آلاف المشجعين الذين حضروا في الملعب، كان يأمل في ان تقام المباراة في بغداد بدلاً من أربيل، وهو ما لم يوافق عليه الاتحاد الآسيوي.

أوكسيجين كرة القدم..

قدم “علي” إلى ملعب المباراة على متن حافلة برفقة مشجعين آخرين للنادي الذي دفع جزءاً من تكاليف الانتقال، وأعاد للمشجعين مبلغ 35 ألف دينار عراقي (نحو 25 يورو).

وامتدت الرحلة من العاصمة إلى أربيل ثماني ساعات، بحسب المشجعين، نظراً للأوضاع الأمنية والاجراءات المشددة التي تفرضها سلطات كردستان على الراغبين بدخول الاقليم ذي الحكم الذاتي.

إلا ان مشقة الانتقال لم تثن “علي” عن رغبته في متابعة المباراة من أرض الملعب: “هذه مباراة مميزة نريد ان نظهر للعالم ان كرة القدم هي الأوكسيجين الذي نتنفسه نحن نتنفس كرة القدم”.

وقبل انطلاق المباراة، تجمع المشجعون خارج الملعب، وسط انتشار دوريات راجلة للقوات الأمنية التي اتخذت إجراءات مشددة لحماية المشجعين. وشكل الأمن أحد الهواجس الاساسية لاقامة مباريات كرة القدم في العراق، علماً ان “الفيفا” قرن تخفيف الحظر بفترة اختبارية لمدة ثلاثة أشهر لتبيان قدرة العراق على استضافة المباريات.

وامتلأت مدرجات الملعب بالأجواء الحماسية والتصفيق والتشجيع للناديين اللذين يعدان من الأبرز على الساحة العراقية. وحمل مشجعو القوة الجوية الذين طغى عليهم لونه الأزرق، أبواق “فوفوزيلا” التي اشتهرت خلال كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، بينما رفع مشجعو الزوراء رايات كتب فيها “القلب قلبي والنبض زوراء”.

وشدد “أنور” (25 عاماً) أحد مشجعي الزوراء، على رغبة المشجعين في إظهار “صورة جميلة” عن كرة القدم العراقية.

ووصل مشجعو الزوراء على متن 15 حافلة أقلتهم من بغداد، إلا ان العديد منهم بقيت فرحتهم منقوصة لأن المباراة تقام خارج العاصمة.

وقال “أحمد عبد الله” (24 عاماً): “أهم شئ رفع الحظر عن بغداد لان المكان بعيد ولا نقدر على ان نذهب إلى أماكن بعيدة مثل الشمال أو البصرة”، المدينة الجنوبية التي ستستضيف في 1 حزيران/يونيو مباراة ودية بين العراق والأردن، هي الأولى منذ تخفيف الحظر.

أضاف “عبد الله”: “أهم شئ إقامة المباريات في العاصمة”، مقراً بأن الظروف الأمنية فيها ليست في حالتها المثلى لكن “شيئاً فشيئاً ستصبح الأوضاع أحسن”.

وعلى رغم ان القوات العراقية استعادت العديد من المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية عام 2014، إلا ان الجهاديين لا يزالون ينفذون هجمات انتحارية وتفجيرات في مناطق عدة من العراق.

حظر “ظالم”..

لم يخف المشجعون رغبتهم في متابعة المزيد من المباريات على أرضهم، ومنهم “علي فاضل” سائق سيارة الأجرة البالغ 50 عاماً.

ويقول: “الجمهور متعطش لمباريات كهذه.. هذا كلاسيكو عراقي!”، في إشارة الى المنافسة والندية بين الفريقين، والتي تقارن محلياً بالمنافسة بين الغريمين الإسبانيين “ريال مدريد” و”برشلونة”.

وتأسس نادي القوة الجوية عام 1931، وهو الأقدم في العراق. أما الزوراء فهو الأكثر تتويجاً محلياً، مع 12 لقب دوري و14 كأس.

ويشير “فاضل” المشجع للجوية، والذي يتنقل بين بغداد والقاهرة، انه قدم خصيصاً من مصر لمتابعة المباراة، ودفع 145 دولاراً أميركياً ثمناً لتذكرة السفر وكلفة الاقامة في الفندق وبطاقة المباراة”.

ويعتبر “فاضل” ان الحظر الذي فرض على العراق كان “ظالماً”.

ويقول: “تشجيع نظيف عندنا، ملاعب حلوة وراقية عندنا لا داعي للحظر. ظلمونا به كثيراً”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب