7 أبريل، 2024 1:45 ص
Search
Close this search box.

موضة “التاتو” من بيروت حتى بغداد .. معركة طائفية جديدة على أجساد الأتباع !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

“التاتو” أو “الوشم” موضة بالنسبة للكثيرين في العالم العربي, بينما هو رمز للإيمان بالنسبة للبعض الآخر لا سيما الشيعة. ومهما كانت الدوافع فـ”التاتو” ثقافة ناشئة في طور النمو يمكن رؤية مؤشراتها في عموم العالم العربي.

جعل الفنان اللبناني المعروف بـ”الحرب” حياته سلسلة طويلة من الحرام. وقد كان “تتوآرتیست” أو فنان رسم الـ”تاتو” أو الوشم. ويستطيع المترددون على مرسمه بالعاصمة بيروت الحصول على أي وشم يريدون؛ بدءً من رسوم القبائل الإفريقية مروراً بالأبجدية العربية وحتى البورتريهات الواقعية.

وقد نمت هذه الصناعة بسبب الموضوعات المذهبية. وقد بدء المصور “بشار علاء الدين” في جمع النقوش والرسومات العصرية منذ العام 2014 باعتبارها جزء من مشروع “الجوهر العربي” وعرضها بعد ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي “إينستغرام” و”فيس بوك”.  وقد كان هذا العمل بالنسبة له بمثابة تسليط الضوء على ثقافة ثانوية لم تكن معروفة قبلاً, يقول, بحسب موقع “راديو زمان” التابع للمعارضة الإيرانية في هولندا: “لا يزال موضوع الـ”تاتو” محرماً لن يتغير بين عشية وضحاها”.

مع هذا وكما يقول فالكثيرون لا يعبئون بالحرمة، ومعظم من يترددون عليه نساء، ومع أن معظمهن يخفين الـ”تاتو” بسبب الثقافة الدينية, لكن وكما يقول: “الحقيقة أنهن يريدن رسم شيء ذو مغزى على بشرتهن، وهو أمر جدير بالاهتمام”.

هل الـ”تاتو” حرام ؟

ثمة اعتقاد عام في العالم العربي أن الـ”تاتو” حرام وممنوع إسلامياً. ويعتقد الكثيرون أن الـ”تاتو” من عمل الخالق, وبالتالي يُباح فقط الـ”تاتو” المؤقتة مثل “الحنا”.

وبحسب “علاء الدين”, فاختيار الأبجدية العربية لا علاقة له بالدين أو المذهب، لكن يرتبط بالثقافة العربية وأجيال الشباب العربية التي تريد إبراز هويتها. وتعتبر لبنان أحد مراكز الـ”تاتو” بالعالم العربي، نظراً لتعدد العرقيات والمذاهب من مسيحية وسنية وشيعية ودرزية، وهذا التنوع يبسط المجال أمام حرية الثقافات الثانوية.

بدوره يقول “الحرب”, بحسب الموقع الإيراني: “الـ(تاتو) موضة عصرية تزداد شعبيتها يوماً بعد آخر”. ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي تسارعت وتيرة تغير ميول الموضة، ومعظم من كانوا يتحدثون معه يبحثون عن وسيلة لاستبدال وشومهم القديمة بأخرى جديدة عصرية. يضيف الحرب: “الجزء الرئيس من العمل هو استبدال الوشوم القديمة”.

وتنتشر موضة الـ”تاتو” بين الشيعة الأصولية في لبنان. فهم يحبون رسم البورتريهات المذهبية على بشرتهم لفائدتها المزدوجة، فهي علامة على الإيمان أولاً وتعمل على تحريك السنة الذين يحرمون الـ”تاتو” ثانياً.

يقول “الحرب”: “لا مشكلة للشيعة مع الوشوم، وهم يكتبون اسم (علي) أو بعض أقواله على أبدانهم. وكذلك يفضلون رسم العدد (313) الذي يجسد بحسب المعتقد الشيعي عدد أصحاب ورفاق المهدي المنتظر. ومن النقوش المحببة إلى الشيعة اسم (ذو الفقار) و(سيف علي)”.

ظاهرة “الحرب” مصدر رئيس للـ”تاتو”..

افتتح “إبراهيم” مع شريكه محلاً صغيراً للوشوم في بغداد, وفي غضون سنوات ازدهر العمل. و”إبراهيم” شيعي المذهب وشريكه مسيحي، وهما يستوردان الألوان والمعدات من الولايات المتحدة الأميركية.

يقول “إبراهيم”: “منحنا الله جسداً نفعل به ما نشاء”. ويستدل شباب الشيعة في العراق بفتوى المرشد المعنوي آية الله “السيستاني” التي تبيح رسم الـ”تاتو” لأنه لا يوجد ما يمنع في الإسلام.

وتعتبر ظاهرة الحرب في الوقت الراهن أحد مصادر الوشوم والـ”تاتو” في العراق. يضيف “إبراهيم”: “نرسم بورتريهات للأشخاص”. وجوه الجنود القتلى في الحرب، وأحياناً تكون مصحوبة بالاسم وتاريخ الوفاة. ويفضل الرجال اللون الأسود أو الرمادي. وأحياناً ما ترسم النساء وشماً من حواجبهن، ويفضلون أشكال الطيور والفراشات للوشوم على أجسادهن. ويبدأ الزبون الجديد في العادة برسم شيء صغير وهو كلمة “الأم” بالعربية أو الإنكليزية كونها الكلمة المحببة لدى الجميع حول العالم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب