7 أبريل، 2024 12:46 ص
Search
Close this search box.

من داخل أوكار “داعش” .. “مصطفى الطائع” يصور الفظائع بريشته الفنية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

بعدما اجتاحت “داعش” الموصل.. المدينة التي يقطنها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.. قرر “مصطفى الطائع” أن يكون أحد الشهود على الحكم الوحشي للمسلحين من خلال رسم ما رأه بأعينه سراً وفي الخفاء.

وكانت النتيجة معرضاً فنياً للأهوال.. “سيارات مفخخة، أطفال قتلى، ورؤوس مقطوعة في الساحات العامة، وضابط شرطة سابق ظل معلقاً من ساقيه لساعات قبل أن يقتل بالرصاص”.

هناك جرائم حدثت.. يجب توثيقها..

قال الجد، البالغ من العمر 58 عاماً، من منزله في مدينة الحمام العالي شمال مدينة الموصل، في حواره مع وكالة “آسوشيتد برس”: “انهم ارتكبوا جرائم لا تحصى ويجب توثيق تلك الجرائم”. مضيفاً: “لم يكن هناك صحافيون ولا كاميرات”.

مر إلى جانب لوحاته، ثم أشار إلى لوحة طفل مبتور الأطراف. قال الطائع: “بسبب الجوع، كان هذا الطفل يمر بجوار كومة قمامة، يجمع قنينات بيبسي فارغة لبيعها وبقايا الطعام لتناول الطعام في وقت لاحق.. وفجأة، انفجرت قنبلة زرعت على جانب الطريق من قبل المسلحين، مما أدى إلى تمزيق يد الطفل وساقيه”.

وبالرغم من الخصوصية في منزل “الطائع”، فإن الرسومات تحت حكم داعش، تعتبر مسعى محفوف بالمخاطر، حيث تحظر الجماعة المتطرفة جميع وسائل الإعلام المستقلة، وتحظر الأعمال الفنية ، التي تعتبرها شكلاً من أشكال الكفر، حيث قال الطائع:”كنت أتوقع منهم إطلاق النار علي في أي وقت”.

قبل أكثر من عام بقليل، قام أحد الجيران الذين شاهدوه يرسم لوحاته بالإبلاغ عنه  للمسلحين. فجاءوا ليلاً، وكسروا بابه الأمامي، وقفزوا فوق الجدران الخارجية لمنزله.

كشف بحث المسلحين عن لوحة لإمرأة، وأخرى لإنفجار سيارة. وكانت السيارة المفخخة قد قتلت زوج السيدة التي رسمها الطائع في لوحته، والذي كان جندياً في الجيش العراقي فقد حياته في عملية إغتيال.

قام المسلحون بجمع أوراقه وأدواته، وأخذهم بعيداً لحرقها. ونقل إلى الشرطة الأخلاقية المزعومة في تنظيم  داعش، والمعروفة بإسم “الحسبة”، التي حكمت عليه بثلاثين جلدة.

“بعد 15 جلدة بدأت أبكي وكنت لا أستطيع تحمل الخمسة عشرالمقبلة”..

حكم التنظيم عليه بالسجن لمدة 15 يوماً، ولم يعد قادراً على الرسم أو التلوين لمدة شهر بعد الإفراج عنه.

“لم أستطع أن أكل، لم أستطع أن أرسم. كنت خائفا “. لكنه بدأ مرة أخرى في رسم الصورالتي أظهرت الحياة تحت حكم المتطرفين لكنه تلك المرة قام بإخفائها في سيارة صديق. وعندما طردت  القوات العراقية المسلحين من حمام العليل في أواخر العام الماضي، لم يعد هناك ما يدعو للقلق بشأن الكشف عن لوحاته المثيرة للجدل.

وبالرغم من المخاطر التي تعرض لها، قال:” إنه لا يستطيع أن يتحمل التخلي عن فنه. إنه إدمان مثل التدخين تماماً بالنسبة له”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب