18 أبريل، 2024 10:38 ص
Search
Close this search box.

“منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب” .. وسيلة عمالقة التكنولوجيا في وجه “داعش”

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

بعد أن تسبب الإرهاب الغاشم الذي أصاب الدول الغربية والعربية، في تفشي ظاهرة “الإسلاموفوبيا” داخل المجتمعات الغربية، اتحدت شركات عمالقة التكنولوجيا على مستوى العالم للقضاء على الإرهاب من خلال التحكم في المحتوى النصي الذي يدعو للكراهية ويدفع الشباب نحو التطرف الديني.

وكانت شركات التكنولوجيا العملاقة “فيس بوك – تويتر – مايكروسوفت – يوتيوب” قد أعلنت عن تأسيس “منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب” في السادس والعشرين من حزيران/يونيو الماضي, وذلك عقب أيام من انتهاء أعمال القمة الأوروبية في بروكسل, 23 حزيران/يونيو 2017، والتي حثت شركات وسائل التواصل الاجتماعي على اتخاذ ما يلزم لمنع انتشار المواد الإرهابية على الإنترنت.

ونظراً لخطورة الإرهاب على المنطقة الغربية، استخدمت السياسات الحكومية ضغوطاتها على شركات التكنولوجيا العملاقة “فيس بوك, تويتر, مايكروسوفت, يوتيوب” لمنع وصول الإرهابيين لمنصاتهم الاجتماعية، كما امتدت تلك الضغوط إلى الملاحقات القضائية ورفع دعاوى تتهم الشركات بتقديم الدعم المادي للتنظيمات الإرهابية إلى جانب الضغوط التشريعية عبر التلويح بفرض قوانين تُلزم شركات الإعلام الاجتماعي بتحمل تكاليف مراقبة محتوى الإنترنت، وتشمل الضغوط سن تشريعات تفرض غرامات ضخمة ضد الشركات المتقاعسة عن كشف المحتوى الإرهابي.

يُشار إلى أنه في الفترة الأخير، تم استخدام الشبكات الاجتماعية من جانب تنظيم “داعش” الإرهابي في تجنيد الشباب المقاتلين, منهم مغنية الروك “سالي جونز”، كما استعانوا بموقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب” في نشر الكراهية، حيثُ يقومون بعرض تدريباتهم العسكرية واعمالهم الإرهابية.

ونجح “داعش”, من خلال “الشبكات الاجتماعية”, في توسيع قاعدته من خلال جمع أكبر قدر من المقاتلين عبر الـ”فيس بوك”.

الذكاء الاصطناعي وسيلة “فيس بوك” لمكافحة الإرهاب..

نظراً للضغوط الشديدة التي واجهتها شركة “فيس بوك” لمنع المحتوى الإرهابي على منصاتها، بعد جهود مضنية توصلت الشركة العملاقة إلى حيلة ذكية لمكافحة الإرهاب وهو “الذكاء الاصطناعي”, وذلك باستعمال خوارزميات متطورة لاستخراج الكلمات والصور ومقاطع الفيديو التي تدعو إلى الإرهاب، وإزالة الدعاية والرسائل التي يعمل على نشرها المتطرفين.

وحسبما أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية، بأن “فيس بوك” نظمت فريق مكون من 150 شخصاً، بما في ذلك خبراء في مكافحة الإرهاب، يخصصون وقتهم في متابعة وإزالة الدعايات والمواد التي تدعو إلى الإرهاب والتطرف الديني، وفي حال اكتشافها أي منشورات إرهابية سوف تقوم بإخطار السلطات على الحال.

الـ”يوتيوب” في مجابهة الإرهاب..

في عام 2015 أطلق موقع الفيديوهات الأشهر “يوتيوب” برنامجًا باسم “المبلغون الموثوق بهم”، والذي يسمح لجماعات وأفراد وصفتهم الشركة بأنهم “اختيروا بناء على دقتهم في التعرف على المحتوى الذي يخالف سياسات يوتيوب”, بالإبلاغ عن أعداد كبيرة من مقاطع الفيديو مع التصرف في هذه البلاغات على الفور.

واقام الـ”يوتيوب” هذا العام، بتوسيع البرنامج بإضافة خمسين منظمة غير حكومية خبيرة إلى جانب ثلاث وستين منظمة.

وعملت كل من “يوتيوب وفيس بوك وتويتر ومايكروسوفت”, خلال العام الماضي على إنشاء قاعدة بيانات مشتركة للبصمات الرقمية المرتبطة تلقائياً بمقاطع الفيديو أو الصور التي تحرض على الكراهية والإرهاب من أجل مساعدة بعضهم البعض على تحديد نفس المحتوى على منصاتهم.

منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب..

أعلن كل من الـ”فيس بوك، مايكروسوفت، يوتيوب, تويتر”, بشكل جماعي, شراكة جديدة تهدف إلى الحد من إمكانية الوصول إلى خدمات الإنترنت للإرهابيين، بهدف التصدي لما يبثه المتشددون الإسلاميون من دعاية ومحاولات لتجنيد مقاتلين جدد.

ويضيف “منتدى الإنترنت العالمي الجديد لمكافحة الإرهاب”, الذي أعلنت عنه شركات التكنولوجيا العملاقة, في السادس والعشرين من حزيران/يونيو الماضي, عن وضع حلول جذرية لمكافحة المحتوى الإرهابي، هيكلاً للجهود القائمة التي تبذلها الشركات لاستهداف وإزالة حسابات الجماعات الإرهابية التي تجند الشباب والفتيات.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، قادة التكنولوجيا الأربعة قالوا انهم سوف يتعاونون على الحلول الهندسية لهذه المشكلة، وتقاسم تقنيات تصنيف المحتوى وأساليب الإبلاغ الفعالة للمستخدمين. وسوف تسهم كل شركة أيضاً في كل من البحوث التقنية والسياسات وتبادل أفضل الممارسات لمبادرات “كونترزبيتش”.

كما يقوموا بدراسة الشركات الصغيرة والمنظمات لمتابعتهم واعتماد خططهم الاستباقية الخاصة بمكافحة الإرهاب. وسيغطي جزء من هذا التدريب الاستراتيجيات الرئيسة لتنفيذ برامج “كونترزبيتش” مثل منشئي محتوى “يوتيوب” من أجل التغيير.

وفيما تؤكد شركات الانترنت على أنّ سياساتها واضحة بشأن منع بث مواد تتعارض مع شروط الخدمة التي تقدمها، وأنّها تشدّد على وجود أمر قضائي لمنع نشر شيء ما، إلّا أنّها لا تخفي خشيتها من أن يصبح تعاونها مع الأجهزة الأمنية في دول غربية, تعرضت وتتعرض لتهديدات إرهابية، باباً واسعاً لمطالب لا تنتهي من مختلف دول العالم بالتعاون ذاته.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب