9 أبريل، 2024 11:46 م
Search
Close this search box.

“منارة الحدباء” .. هل تعتبر آخر أنفاس “داعش” التخريبية التي يلفظها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

أكد رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي”، أن إعلان التحرير الكامل لمدينة الموصل، التي تقع تحت سيطرة تنظيم “داعش” المتشدد منذ 3 سنوات، سيتم خلال أيام.

ولم يعد ممكناً بالنسبة القوات العراقية والتحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، اتخاذ صور لمسجد “النوري” الكبير عقب التحرير لأنه اختفى نهائياً من الخريطة بعدما قام التنظيم بتفجيره مساء الأربعاء الماضي، ثم اتهم طيران التحالف الدولي بقصفه، الأمر الذي نفاه التحالف.

ولجأت العناصر المتشددة إلى تدمير المسجد نهائياً بعدما تقدمت القوات العراقية حتى باتت على بُعد 50 متراً فقط من المسجد.

وبهذا انضمت “منارة الحدباء” و”مسجد النوري” إلى الأنقاض التي يتركها التنظيم خلفه أينما حل، وكان المسجد يشتهر بمنارته “الحدباء” جهة الشرق التي تعد أحد أبرز الآثار التاريخية في المدينة ظل صامداً لأكثر من 9 قرون.

إعلان رسمي بالخسارة..

أكد “العبادي” أن قيام عناصر التنظيم “بتدمير مسجد النوري يعد إعلاناً رسمياً لخسارتهم”.

وكان زعيم التنظيم الإرهابي، “أبو بكر البغدادي”، قد أعلن دولة “الخلافة” عام 2014، من على منبر هذا المسجد.

وذكر تقريراً لمعهد دراسات الحرب، أن “داعش يقوم بالاعتداء على أماكن ذات رمزية كبيرة لتشتيت الانتباه ومنع إتمام عملية استعادة المدينة”.

وأضاف التقرير أن “القوات الأمنية العراقية تمكنت من استعادة 12 حياً بشمال غربي الموصل، وتضيق الخناق على ما يسمى بالخلافة بمنطقة الموصل القديمة”.

ويضيق الخناق على مقاتلي “داعش” في المدينة التي يسيطرون عليها منذ 2014 شيئاً فشيئاً.

المعركة لم تنته بعد..

قال الخبير في شؤون التنظيم، “هشام الهاشمي”، لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية، إن “داعش اعتدى على المسجد لأنه لم يريد أن يتحول المكان الذي أعلن من خلاله البغدادي الخلافة إلى رمز نجاح للقوات العراقية”.

ورغم القرب الوشيك من إتمام عملية تطهير المدينة، إلا أن الميجور جنرال بالتحالف الدولي لمحاربة التنظيم الجهادي، “جوزيف مارتن”، طالب الجميع بالإلتزام بالحذر، مؤكداً على أن “معركة تحرير الموصل لم تنته بعد”.

وأضاف: “مستمرون في مساعدة القوات العراقية لتحقيق هذا الهدف”.

وشدد “مارتن”، في بيان للقيادة المركزية للجيش الأميركي، على أن “الجريمة الوحشية ضد الموصل تؤكد على أن هذا التنظيم العنيف يجب أن يباد”.

100 ألف محاصر..

لا توجد بيانات رسمية حتى الآن توضح أعداد الضحايا الذين راحوا ضحية هذا الاعتداء الذي نفذه التنظيم ضد أحد معاقله، لكن الكثافة السكانية العالية بهذه المنطقة التي شُيد بها المسجد التاريخي منذ القرن الثاني عشر، يجعلنا نتوقع ما هو أسوأ.

ويقدر معهد بحوث الحرب أعداد المدنيين المحاصرين داخل المناطق التي لا يزال يسيطر عليها التنظيم بأكثر من 100 ألف شخص.

وذكر المعهد المتخصص في البحوث العسكرية أن “داعش” يقوم بتدمير البنية التحتية بالمدينة لإضعاف معنويات القوات ومنع تحرير المنطقة”.

وقام الجنود بعمل طرق آمنة للسماح للمواطنين بالفرار، لكن الجهاديون يقومون بإطلاق النار أو إعدام أي مدني يحاول الهرب.

وتساعد تضاريس البلدة القديمة آخر مجموعة من الإرهابيين على المقاومة والصمود، خاصة وأنهم يسيطرون على المدينة منذ 3 سنوات.

جوزيف مارتن

نمرود.. الحضر.. متحف الموصل.. والمنارة الحدباء..

لا يعتبر مسجد “النوري” هو الأثر الأول الذي يتعمد التنظيم تدميره، وإنما يتبع خطة هجوم مدبرة ضد كل ما هو رمزي أو له أهمية تاريخية، ويعيد تدمير “النوري” إلى الذاكرة ما حل بمدينتي “نمرود” و”الحضر” الأثريتين، فضلاً عن تدمير آثار متحف الموصل ومواقع أثرية أخرى.

لكن سير المعارك وتقدم القوات يمنحنا المزيد من الأمل للانتظار، وتوقع أن يكون “النوري” هو الأثر الأخير الذي يُدمر خلال هذه الحرب التي طال أمدها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب