18 أبريل، 2024 1:31 ص
Search
Close this search box.

مملكة “آل سلمان” تُشرع عهداً جديداً للقمع .. ولي العهد يُعسكر دولته المُنتظرة باعتقالات تطال الجميع !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

في صمت وتغييب إعلامي كامل معتمداً على هيمنة مالية ونفوذ دولي يتحقق بإغداق الهدايا والعطايا.. تتخذ مملكة “آل سلمان” منحناً في اتجاه واحد هو عسكرة الدولة ولو اعتقل من اعتقل أو أضرب من أضرب عن الطعام رفضاً للاعتقال.

لقطات مصورة مع العسكريين لإظهار تأييدهم له في جميع خطواته..

فمنذ صعود الأمير الطامح “محمد بن سلمان” لمنصب ولي العهد، خلفاً للأمير “محمد بن نايف” – الذي أعلن عن تركه ولاية العهد برغبته رغم جميع الشواهد التي تقول عكس ذلك – وهو يحرص على التواجد مع قوات الجيش.. بل يعمل دائماً على اتخاذ لقطات مصورة مع الجنود والضباط لإظهار تأييد “العسكريين” له في كل خطواته !

مصدر شرعيته بعيداً عن الوراثة.. لكنها دولة بوليسية في الأفق !

نعم تظهر اللقطات الرجل ودوداً مع جنوده، تحولوا إلى رهانه أو بمعنى آخر مصدر شرعية يأمل أن يحوزها بالإنجاز لا بالوراثة وحسب.

لكن ثمة تبعات داخلية باهظة، ربما، فالمملكة ولما يصبح “بن سلمان” على رأسها ملكاً.. ستتحول وفقاً لمراقبين ومتابعين للشأن السعودي إلى دولة بوليسية لا عسكرية وحسب.

اعتقالات موسعة خرجت من نطاق الدعاة إلى التكنوقراط ثم النساء !

ما يأتي من مملكة “آل سلمان” من أخبار أصبح يتعلق باعتقالات، بدأت بدعاة إسلاميين لهم شهرة في المملكة ومحيطها العربي، وتوسعت فشملت تكنوقراط قبل أن تتوحش لتصل إلى اعتقال نساء يتمتعن بمؤهلات أكاديمية مرموقة !

لماذا نعتبر أن الكلام تحريض.. أليست كل شعوب العالم تتكلم.. كلمات قالها داعية سعودي وكأنه يستبق مصيره.. وبالفعل لم يكذب نظام “بن سلمان” الخبر فجرى اعتقال “سلمان العودة”، وهو داعية شهير يوصف بالوسطية والمعاصرة، كما اعتقل سواه !

حتى الحق في الصمت لا في الكلام محرم في مملكة “آل سلمان”..

على الفور يسود ظن، يتحول إلى اعتقاد، بأن ثمة حملة ضد الحق في الصمت لا في الكلام، فأغلبية من اعتقلوا كانوا ممن تحفظوا فصمتوا على حملات دول الحصار ضد قطر، فلم يعلنوا تأييدهم أو معارضتهم لولي الأمر، بل نأوا بأنفسهم عن خلاف سياسي قد يكون طارئاً.. فلم تزج مملكة “آل سلمان” بالدين في مثل هكذا خلاف ؟

ليس هذا وحسب، بل إن رجلاً مثل “العودة” وما يتمتع به من شعبية ومصداقية لدى قطاع كبير من شباب بلاده كان من بين من سعى لاستثناء بلاده السعودية من موجات “الربيع العربي”، فالمطلوب كما أخذ عنه هو الإصلاح في بلاد عربية تتميز بخصوصية نادرة في العالم !

وما يصح في الجوار من ثورات قد يتحقق بكلفة أقل في السعودية، وكان يقصد الحوار أولاً.

الرجل كما تصفه تقارير إعلامية، غير خاضعة للضغط سعودي، داعية سلمي إذاً.. لكن ذلك لم يشفع له ما دفعه، كما يقول مقربون، إلى إضرابه عن الطعام احتجاجاً على استمرار اعتقاله، فلم تشن مملكة “آل سلمان” حملة ضد التيار الإسلامي الذي لا يعارض النظام في خطابه ولا في مسلكه ؟

انتقال السلطة يتطلب مرجعيات متحررة جديدة ترفض رجال الدعوة..

ثمة مقاربة ترى أن انتقال السلطة في السعودية من جيل أبناء الملك المؤسس إلى جيل الأحفاد، يتزامن مع تغيير في المرجعيات، بل وفي مفهوم الشرعية نفسها، فهي بالنسبة للجيل الجديد لم تعد تستمد من المؤسسة الدينية أو بالتحالف معها فقط.

ربما يستخدم “محمد بن سلمان” تلك المؤسسة في العلن، لكن المرجح أن الحال لن يعود كذلك فور استكمال الإجراءات التقليدية لاستلام السلطة، والتي للمصادفة ربما هي سبب جميع هذه الاعتقالات، إذ إن الرجل قريباً سيعلن رسمياً ملكاً للبلاد والعباد في مملكته !

علمنة المملكة يتطلب قواعد مغايرة للحكم !

هو تطبيق فعلي إذاً لما ذكر في كواليس السياسة حول توجه إلى العلمنة لدى دول عربية، مثل السعودية نفسها مركز الوهابية في المنطقة، وأن هذا هو جوهر الخلاف مع قطر.. وفق ما ترى تقارير إعلامية محسوبة ومؤيدة للدوحة !

لكن في الوقت نفسه يبدو أن هناك ثمة ما هو أكثر تعقيداً، فالمستهدفون من حملة الاعتقالات في المملكة البوليسية الصاعدة بقوة مع تولي “بن سلمان” زمام السلطة، ليسوا دعاة فقط.. بل ثمة شعراء وخبراء اقتصاد، بل وافراد من الأسرة الحاكمة ذاتها، بحسب بعض التسريبات ووفق تقارير غربية كشفت عن ديكتاتورية داخل القصر الملكي لم يمر مثلها من قبل داخل أسرة “آل سعود”، بل وهناك رجال ونساء.

عداء إيران في اليمن يتحول فجأة إلى تملق واستجداء..

يتزامن ذلك مع حرب في اليمن تتحول إلى استنزاف وعداء مع إيران يتحول فجأة إلى تملق واستجداء، من تحت الطاولة، وحصار على الدوحة التي لا تملك حدوداً برية إلا مع المملكة، وهو ما يراه البعض أفقد السعودية ركناً مكيناً في حلفها الإقليمي ويستنزف مصداقيتها السياسية والأخلاقية.. فهل أصلاً أضحت مملكة “بن سلمان” تهتم لذلك ؟

كل ذلك يحدث في عهد ولي عهد يقترب من كرسي الحكم بسياسات تصعيدية في الداخل وعداوات وحروب في الخارج، يديرها بارتجال في رأي البعض يشبه – وفقهم – من يطلق النار على قدميه، فلا يهتم بخسارته بل يبتهج ويحتفل بأنه يجيد إطلاق الرصاص على الأقل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب