19 أبريل، 2024 9:12 م
Search
Close this search box.

مع اقتراب موعده .. ضغوط منع استفتاء انفصال كردستان العراق تجعل طريقه وعراً !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مع اقتراب الموعد الذي حدده “إقليم كردستان العراق” لإجراء الاستفتاء, غير الملزم, على استقلال الإقليم يوم ٢٥ أيلول/سبتمبر القادم، تتصاعد الضغوط الإقليمية والدولية لإثناء حكومة كردستان عن هذه الخطوة باعتبارها تهديداً للاستقرار في المنطقة.

وفي إطار الخطوات الجدية لتنظيم الاستفتاء, الذي تم تأجيله مرتين مسبقاً، زار وفد كردي   بغداد منذ يومين، والتقى كل من رئيس مجلس الوزراء “حيدر العبادي”، وسفيري طهران وواشنطن في بغداد.

وترجح كل المؤشرات أن قرار الاستفتاء لا رجعة فيه، ما لم تحدث تطورات مفاجئة، وأن “إقليم كردستان العراق”, الذي أنشئ في عام 1992 بشكل أحادي، ماضٍ في إجراءات الاستفتاء على الانفصال عن العراق، والتي تشمل محافظاته الثلاث: “أربيل ودهوك والسليمانية”.

رفض تأجيل الاستفتاء..

حيث أعلن رئيس وفد إقليم كردستان العراق الذي ذهب بغداد، “روز نورى شاويس”، الأربعاء 16 آب/أغسطس 2017، رفض الوفد تأجيل الاستفتاء على استقلال الإقليم، مؤكداً على أنه تم إبلاغ المسؤولين في بغداد بأن أربيل لا تثق بوعود بغداد.

مشيراً “شاويس”، إلى أن “العبادي”، أبدى استعداده لحل المشكلات العالقة، بين بغداد وأربيل عبر الحوار.

“العبادي” يعرب عن أسفه..

فيما أعرب رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” عن أسفه لطرح موضوع استفتاء الاستقلال بعد تعاون بغداد وأربيل ونجاحهما في القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي.

يشكل تهديداً لوحدة العراق..

أكد عضو مجلس البرلمان العراقى “حيدر المولى” على أن بغداد ترفض بشكل قاطع انفصال إقليم كردستان، الأمر الذى قد يشكل تهديداً لوحدة العراق.

قائلاً: “إن الظروف الداخلية للعراق, والمحيط الخارجى لها, لا يسمحان بالانفصال عن إقليم كردستان, لذلك فإن المسألة يحكمها الدستور الذى سيكون الفيصل في مسألة الانفصال”.

يجب أن يكون ضمن الأطر الدستورية..

من جانبه، دعا رئيس مجلس النواب العراقي “سليم الجبوري” إلى ضرورة أن يكون الاستفتاء الذي دعا له الكرد ضمن الأطر الدستورية، بما يكفل مصلحة العراق مع الأخذ بالاعتبار الظروف التي يمر بها البلد.

داعياً “الجبوري” إلى الابتعاد عن التصريحات المتشنجة من قبل الجميع, والتريث في اتخاذ مواقف مصيرية يمكن أن تنعكس بشكل سلبي في المناطق التي فيها تداخل اجتماعي متنوع.

الحوار الجاد والبناء..

من جهته اكد الأمين العام لمنظمة بدر “هادي العامري”, خلال اجتماعه مع الوفد الكردي, على أهمية وحدة العراق واستبعاد خيارات الحرب بين مناطقه، مشيراً إلي أهمية الحوار الجاد والبناء وتوفر حسن النية وبناء الثقة بين بغداد وأربيل لحل المشاكل وضرورة وجوب الاحتكام إلى الدستور.

نوافق.. بشرط..

نائب الرئيس العراقي, زعيم ائتلاف دولة القانون, “نوري المالكي”, أكد على أن قبول استفتاء استقلال إقليم كردستان يعتمد على توفر الغطاء الدستوري، قائلاً عقب اجتماعه مع الوفد الكردي, انه استناداً إلى الشراكة الموجودة بين مكونات الشعب العراقي فإن الاستفتاء وغير الاستفتاء وكل شيء يتحرك به الاكراد يحتاج إلى غطاء دستوري.. لافتاً إلى أنه إذا توفر الغطاء الدستوري سيكون التحرك مقبولاً أما خارج الغطاء الدستور فإن ذلك يخلق مشاكل للأكراد وللعراق.

مضيفاً: “نحن لا نريد أن نعود للغة المشاكل في ما بيننا, ونتمنى أن يحدث هذا التوجه إذا لزم الأمر بمراجعة للدستور الذي يعطي حقاً في مثل هذا الاستفتاء وحق تقرير المصير”.

رفض خارجي..

خارجياً رفضت “إيران وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا”, استفتاء اقليم كردستان.

واعرب “الاتحاد الاوروبي” عن تحفظه وحذره تجاه الاستفتاء, وقال متحدث باسم خدمة العمل الخارجي الاوروبي في تصريح صحافي: “إن المصلحة العامة للشعب العراقي ككل ستتحقق على أفضل وجه في عراق موحد تعمل فيه جميع الاطراف المختلفة معاً لتحقيق الاستقرار الطويل الأجل للبلاد في هذه اللحظة الحاسمة”.

أين الضمانات والبدائل ؟

في وقت سابق، ردت رئاسة إقليم كردستان العراق على طلب واشنطن تأجيل استفتاء على استقلال الإقليم, المقرر إجراؤه في 25 أيلول/سبتمبر 2017، بطلب ضمانات وبدائل لتلبية رغبتها في تأجيل الاستفتاء, مؤكدة على أن الشعب الكردي متمسك بحق تقرير المصير.

معللة وزارة الخارجية الأميركية طلبها بأنها تخشى أن يصرف الاستفتاء الانتباه عن “أولويات أخرى أكثر إلحاحاً” مثل هزيمة متشددي تنظيم “داعش”.

وهو ما عادت وأكدته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية “هيذر ناورت” مجدداً, الأربعاء 16 آب/أغسطس 2017, برفض أميركا للاستقلال وقلقها بشأنه.

تحذير تركي..

جدد وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” موقف بلاده الرافض للاستفتاء على استقلال كردستان العراق، مشدداً على أن الاستفتاء يمكن أن يؤدي إلى “حرب أهلية”.

وفي نفس الوقت، قال نائب رئيس الوزراء التركي “بكر بوزداغ” أن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، ينتهك الدستور العراقي وسيزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة, وقد يشعل حرباً.

وكان وزير الطاقة التركي “براءات البيرق”, قد قال الأسبوع الماضي, أن الاستفتاء سيضر بالتعاون في قطاع الطاقة مع إقليم كردستان، الذي يضخ مئات الآلاف من براميل النفط يومياً إلي “ميناء جيهان” التركي لتصدير الخام.

تنسيق إيراني تركي لمنع الاستفتاء..

تزامن التحذير التركي مع تحرك مفاجئ لرئيس الأركان الإيراني, الذي وصل أنقرة لبحث ملفات عدة على رأسها ملف استفتاء الأكراد، وذلك وفقاً لما نقلته وسائل الاعلام التركية.

حيث ينبئ عن تنسيق إيراني تركي يشير إلى أن أنقرة وطهران تحاولان توحيد الجهود لمنع إجراء الاستفتاء، لاسيما في ظل المخاوف من أن تشجع هذه الخطوة أكراد تركيا وإيران على الانفصال.

عبر الحوار مع الحكومة المركزية..

كما صرح السفير الألماني في العراق “سيريل نان”، إن بلاده تعتقد بأن الاستفتاء في ظل الظروف الراهنة لا يشكل سبيلاً لحل المشاكل، مضيفاً: أن “ألمانيا ترى ضرورة حل مشاكل اقليم كردستان عبر الحوار مع الحكومة المركزية”، مبيناً: أن “برلين ابلغت رسمياً الاقليم والحكومة المركزية العراقية، بهذا الموقف”.

إسرائيل تعلن اعترافها..

بينما ترى واشنطن أن تحقيق هذه الخطوة يمكن أن يتم بحلول عام 2030، أعلنت إسرائيل اعتزامها الاعتراف بالدولة الجديدة، انطلاقاً من علاقات ومصالح مشتركة، لكن الاعتراف الإسرائيلي وحده ليس كاف.

ويأتي الدعم الإسرائيلي انطلاقاً من نظرية تدعو لإقامة تحالفات مع الأقليات في المنطقة ودول الطوق الثالث, التي لا تربطها حدود مباشرة مع الدولة العبرية، وهو ما يفسر علاقة تاريخية مع الأكراد بدأت في عام ١٩٦٣, وتشمل تقديم المشورة والتدريب والدعم العسكري والاستخباراتي والاقتصادي والتقني.

ستضيف لرصيد “بارزاني”..

رغم أن نتيجة الاستفتاء محسومة سلفاً، لكن النتيجة لن تغير شيئاً على أرض الواقع، على الأقل في المرحلة الراهنة، لكنها سوف تضيف الكثير إلى رصيد الرئيس “مسعود بارزاني” وحزبه الديمقراطي الكردستاني قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في تشرين ثان/نوفمبر المقبل.

عواقب خطيرة.. ولن يتم في موعده..

المحلل السياسي “محمد الفيصل”, يقول أنه لا شك أن خطوة القيادة في إقليم كردستان بإجراء الاستفتاء الخاص باستقلال الإقليم، هي خطوة تنذر بعواقب خطيرة، وربما هذه الخطوة ستؤدي إلى تشظي العراق، رغم الكل يجمع على أن وحدة العراق هي الهدف الأساس. ومن المعلوم أن الكرد شكلوا وفوداً عدة تقوم بزيارات إقليمية ودولية وداخلية، آخرها وفد اليومين السابقين برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق السيد “روز نوري ساويش”, وأجريت مباحثات على مستوى عال، واستمع الوفد إلى آراء جميعها يجمع على أن موضوع الاستفتاء في توقيته غير مناسب تماماً، على اعتبار أن العراق لايزال يعاني من الارتدادات الأمنية لاحتلال تنظيم “داعش” للمدن العراقية، وبالتالي فإن الوفد الكردي جاء محملاً بمجموعة من المقترحات، من ضمنها, طالب الوفد في أن يكون هناك ضمانات بتطبيق المادة 140 من الدستور تحت سقف زمني محدد، والمحصلة في ذلك، إن القيادة الكردية تحاول الضغط على بغداد من أجل الحصول على الكثير من المغانم، “وأنا برأيي الشخصي أقول إن الاستفتاء سوف لن يتحقق في الموعد المقرر له”.

توجد مفاوضات خلف الكواليس..

مضيفاً “الفيصل” أن تركيا تساوم في ورقة استقلال إقليم كردستان، وهناك مفاوضات خلف الكواليس ما بين “تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل”، فتركيا ترتبط باتفاقية استراتيجية مع إسرائيل، وهي تبحث عن مصلحتها في هذا الموضوع. أما إيران فقد رفعت البطاقة الحمراء ولم تستجب إلى أي ضغط، وهي ترى أن مصلحة إيران أن تقف بالضد من هذا المشروع الذي يمثل امتداداً إلى “دولة مهاباد الكبيرة”، وتركيا تبحث عن ضمانات في أن يكون مشروع الاستقلال ضمن إطار عراقي فقط وبضمانات دولية وإقليمية وحتى كردية، وأنا أعتقد أن السيد “بارزاني” أعطى ضمانات إلى تركيا.

مخاوف من الدعم العربي والاقليمي للحكومة العراقية..

موضحاً “الفيصل” أن الحكومة العراقية تحظى اليوم بدعم عربي كبير وكذلك دعم إقليمي، وهذا ما يشكل نوعاً من المخاوف لدى القيادة السياسية الكردية، إضافة إلى ما يمتلكه العراق من قوة عسكرية كبيرة قادرة على حسم جميع المواقف، التي دمرت مشروع “داعش” في العراق، وبالتالي يدرك الكرد أن العراق اليوم غير عراق عام 2014.

انتهاك للدستور..

تتعامل الحكومة الاتحادية في بغداد مع الاستفتاء باعتباره انتهاكاً للدستور العراقي الصادر في عام ٢٠٠٥, والذي ينص صراحة على وحدة أراضي العراق مع وجود “كيان فيدرالي كردستاني” في إطار الجمهورية العراقية.

وفي حين تعتبر بغداد الاستفتاء محاولة لا يمكن القبول بها من جانب الأكراد لتكريس الاستيلاء على الأرض والنفط, حيث يوجد في كردستان ثلث احتياطي العراق من النفط الخام.

يعتبر الأكراد الاستفتاء خطوة مهمة, ليس فقط لتحقيق حلمهم بإقامة دولة مستقلة، وهو الحلم الذي يداعب أكراد المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، بل لإجبار حكومة بغداد على الوفاء بتعهداتها فيما يتعلق بتقاسم السلطة والثروة النفطية.

بلغت ذروة النزاع في 2014..

يذكر أن النزاع بين الطرفين بلغت ذروته في عام ٢٠١٤ حين قطعت بغداد مخصصات إقليم كردستان, التي تمثل ١٧٪ من إجمالي ميزانية العراق, رداً على قيامه بإنشاء خط أنابيب إلى تركيا يسمح للأكراد بتصدير النفط بشكل مستقل.

ومع استيلاء قوات “البشمركة” الكردية على “كركوك” الغنية بالنفط عقب انسحاب الجيش العراقي أمام هجمات تنظيم “داعش” في آب/أغسطس عام ٢٠١٤، وصلت العلاقة بين بغداد وأربيل – عاصمة كردستان – إلى طريق مسدود.

ويتهم الأكراد بغداد بعدم الوفاء بالوعود الرئيسية في الدستور العراقي, فيما يتعلق بوضع “مدينة كركوك” والتصديق على قوانين عائدات النفط وتمويل قوات “البشمركة” الكردية في حربها ضد تنظيم “داعش”.

وبإدراج “كركوك” في الاستفتاء على استقلال كردستان, تحاول أربيل إضفاء شرعية ما على مطالبتها بالمدينة الغنية بالنفط، والتي تضم أغلبية كردية بالإضافة إلى مواطنين عرب سنة وتركمان وشيعة يهددون بمقاطعة الاستفتاء وعدم الاعتراف بنتيجته.

تخوفات كردية..

تتخوف حكومة إقليم كردستان من أن تؤدي احتجاجات محتملة للعرب والتركمان والشيعة في “كركوك” عشية الاستفتاء, إلى قيام الحكومة الاتحادية في بغداد بإرسال الجيش العراقي وميليشيات “الحشد الشعبي” لاستعادة المدينة.

وهي خطوة من المحتمل أن تؤيدها إيران الحليف الأبرز للعراق، والتي تعارض الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، نظراً لوجود ٨ ملايين كردي يعيشون على أراضيها، وسط مخاوف إيرانية من تنامي المشاعر الانفصالية عبر الحدود.

ورغم العلاقات الجيدة بين إيران والأكراد في المناطق المتاخمة للحدود الايرانية، الا أن هذه العلاقة مهددة بالتوتر في حال استقلال إقليم كردستان لما قد يمثله ذلك من نموذج للأكراد الآخرين.

لماذا ترفض تركيا الاستقلال ؟

و ترفض تركيا استقلال كردستان العراق خوفا من تشجيع الحركات الانفصالية الكردية داخل أراضيها، وإمكانية أن يستخدم مقاتلو حزب العمال الكردستاني أراضي الدولة الجديدة كقاعدة لانطلاق لعملياتهم ضد تركيا.

ورغم المصالح السياسية والاقتصادية التي تربط أنقرة بأربيل، إلا أن الأولى قلقة من استقلال كردستان وتفكك العراق وعلى مستقبل التركمان في كركوك، وهذا ما دفعها لتجديد التزامها بوحدة وسلامة الأراضي العراقية، رغم علاقاتها الضعيفة مع بغداد.

وتتخوف حكومة كردستان العراق في حال إعلان الاستقلال من قيام الأتراك بعملية عسكرية في أراضيهم على غرار عملية درع الفرات التي نفذها الجيش التركي في سوريا، أو لجوئهم إلى قطع خط تصدير النفط الرئيسي والوحيد والذي يمتد من السليمانية إلى الإسكندرونة.

ويتطلع الأكراد الذين يقدر عددهم بنحو ٣٥ مليون نسمة يتوزعون في تركيا والعراق وسوريا وإيران وأرمينيا إلى إقامة دولة مستقلة، في ظل ظروف إقليمية يعتبرونها مواتية خاصة مع احتدام القتال في سوريا والعراق وضد تنظيم داعش.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب