25 أبريل، 2024 12:31 م
Search
Close this search box.

“مسجدي” .. إيران ترسل “قرة عينها” الأمنية إلى العراق سفيراً

Facebook
Twitter
LinkedIn

تسلم السفير الإيراني الجديد لدى العراق “ايرج مسجدي” مهام بعد تقديم اوراق اعتماده للرئيس العراقي “فؤاد معصوم”، وسط تبادل تمنيات بتطوير تعاون البلدين عسكرياً وسياسياً واقتصادياً في مهمة تقضي بترتيب مهمات بلاده في العراق خلال حقبة الرئيس الاميركي “دونالد ترامب”.

فقد تسلم الرئيس العراقي “فؤاد معصوم”، في القصر الرئاسي ببغداد، الاثنين 24 نيسان/ابريل 2017، أوراق اعتماد سفير إيران الجديد لدى العراق “إيرج مسجدي”. وأشاد معصوم بعلاقات الصداقة التاريخية وسعة التعاون بين العراق وايران في الميادين الاقتصادية والعسكرية والسياسية ومجالات التعاون الأخرى، مؤكداً على ضرورة تطويرها مرحباً بالسفير ومتمنياً له النجاح التام في مهماته.

من جانبه أكد السفير مسجدي على: “حرص بلاده على تعزيز علاقاتها التاريخية والأخوية مع العراق”.. مشيراً إلى اهمية فتح آفاق أوسع للتعاون الثنائي خدمة للمصالح المشتركة للشعبين الجارين.

وقبل ذلك سلم مسجدي نسخة من اوراق اعتماده إلى وزير الخارجية “إبراهيم الجعفري” وبحث معه العلاقات بين بغداد وطهران وسبل تعزيزها بما يحقـق مصالح البلدين. وابدى الوزير استعداد وزارة الخارجية لتقديم الدعم اللازم للبعثة الدبلوماسيةالايرانية لزيادة حجم التعاون والتنسيق في مختلف المجالات.. داعياً إلى ضرورة تواصل اللجان الفنية بين البلدين لمعالجة مشكلة ملف المياه والأنهار المشتركة التي تسببت في زيادة نسبة الملوحة جنوب العراق.. مشيراً إلى عمق العلاقات الثنائية القائمة على أساس الحقائق التاريخية والجغرافية والمصالح والمخاطر المشتركة التي تجمع بين بغداد وطهران.

من جانبه اكد السفير “مسجدي” على حرص بلاده على الارتقاء بمستوى العلاقات وتعزيز التعاون المشترك مع العراق بما يخدم مصلحة البلدين.. مؤكداً على أنه سيبذل ما بوسعه لتفعيل المصالح المُشتركة في المجالات كافة.

نائب “قاسم سليماني” يأتي العراق.. سفيراً !

كان “مسجدي” القائد السابق في “الحرس الثوري”، قد وصل إلى العاصمة العراقية بغداد في 19 نيسان/ابريل الجاري، خلفاً للسفير السابق “حسن دانائي فر”، الذي انتهت مهمته مطلع نيسان/ابريل الحالي، حيث اكد في اول تصريح له بعد وصوله واستقباله من قبل كبار المسؤولين في وزارة الخارجية العراقية على ان إيران تدعو إلي “عراق قوي وآمن وموحد ومتطور”، وفي إطار هذه النظرة ستبقى إلي جانب العراق في كل ظرف كما في السابق.

مضيفاً أن “إيران والعراق بلدان صديقان وشقيقان، ويتعين العمل لترقية مستوى العلاقات بين البلدين في كل المستويات والمجالات”.

وقد سبق وأعلنت الخارجية الإيرانية خلال شهر آذار/مارس الماضي، أن الحكومة العراقية أبلغت نظيرتها الإيرانية بالموافقة على قبول تعيين العميد “ايرج مسجدي” بمنصب سفير إيران في بغداد. والسفير الجديد نائب قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني “قاسم سليماني” الذي تتهمه جهات عراقية وأميركية بالتدخل في الشؤون العراقية.

كان أحد أذرع الحرس الثوري داخل العراق المعنية بالتجديد للمالكي..

يعمل “مسجدي” في الحرس الثوري الإيراني منذ 35 عاماً، وأنشطته السرية تركزت في العراق وسوريا.. حيث استغل الحرس الثوري التواجد الدبلوماسي الإيراني في العراق، عن طريق السفارة الإيرانية خلال السنوات الماضية، وخاصة في عهد السفير السابق “حسن دانايي فر”، ونشط من ممارساته الأمنية عن طريق استخبارات الحرس الثوري ونشاطه الاقتصادي عن طريق “مقر خاتم الأنبياء”، الذراع الاقتصادية للحرس الذي تمكن من الحصول على عقود تقضي بتنفيذ 30 مشروعاً قيمتها ثلاثة مليارات دولار في العراق.

وكان “مسجدي”، خلال الحرب الإيرانية العراقية، رئيساً لمقر رمضان الذي تحول فيما بعد إلى “قوة القدس”، وبعد التشكيل الرسمي لقوة القدس في عام 1990، تولى مسجدي قيادة “الفيلق” الأول فيه حيث كان بديلاً لمقر رمضان، وكانت تلك القوة تتولى مهمة تنفيذ الأعمال الإرهابية في العراق.

وبعد احتلال العراق في عام 2003، كان “مسجدي” أحد القادة الكبار لقوة القدس على ارتباط بالعراق وكان يتردد باستمرار على بغداد والمدن العراقية الأخرى مثل “الناصرية والبصرة والعمارة والنجف وكربلاء”، مشرفاً على الأعمال المسلحة ضد القوات الاميركية في العراق مثل زرع القنابل على طريق القيادة العليا للقوات الأميركية في 20 كانون ثان/يناير عام 2007 في كربلاء واختطاف 5 من الرعايا البريطانيين في بغداد في 29 آيار/مايو 2007، تلك العمليات التي تم تحت اشراف مسجدي.

ثم اصبح “مسجدي” منذ آذار/مارس2014 مسؤولاً عن ملف العراق في “قوة القدس”، وكان “حسن دانايي فر” سفير إيران وقتها في العراق يعمل تحت اشرافه، وكانت احدى مهمات مسجدي العمل على التجديد لـ”نوري المالكي” لولاية ثالثة في رئاسة الحكومة، لكن محاولاته باءت بالفشل نظراً لان طهران كانت تخوض مباحثات دولية مهمة مع المجتمع الدولي حول ملفها النووي ولم تكن تريد خلق مشاكل مع واشنطن التي عارضت التجديد للمالكي، حيث لم ترغب ان يكون اصرارها على المالكي عائقاً امام توقيع الاتفاق النووي.

رجل الأذرع الأمنية الإيرانية بامتياز..

يذكر ان “إيرج مسجدي” من أهالي محافظة عبادان جنوب إيران، ذات الغالبية العربية، وقد شارك في الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت عام 1980 واستمرت ثماني سنوات وألتحق بالحرس الثوري قبل 35 عامًا، ويعد اليوم من أبرز قادة “فيلق القدس”. ويعتبر الحرس الثوري السفارة الإيرانية في بغداد ذات أهمية إستراتيجية ضمن الدول التي تخضع للنفوذ الإيراني، حيث يتقاسم “الحرس الثوري ووزارة الخارجية ووزارة الاستخبارات” مسؤولية تعيين سفراء إيران في الدول الأخرى، إذ يعتبر الحرس أن سفراء إيران في “العراق ولبنان وسوريا واليمن” من حصته.

ومع مباشرة “مسجدي” لمهامه رسمياً فأن القوى الشيعية في العراق تراقب حالياً الكيفية التي ستتعامل فيها ايران مع الادارة الاميركية الجديدة ومدى قوتها في الوقوف بوجه توجهات سلطة الرئيس الاميركي “ترامب” ضد الاسلام المتطرف الذي تمثله إيران، حيث انهم سيحددون بعد ذلك مسارات مواقفهم من ترامب وقرارته ومواقفه التي سيكون للعراق النصيب الاكبر منها، وحيث سيكون ايضاً لمسجدي دور كبير في تحديد ابعاد هذه التوجهات العراقية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب