9 أبريل، 2024 1:40 ص
Search
Close this search box.

محلل إيراني : التحالف بين حماس وفتح .. الهدية السعودية المصرية إلى إسرائيل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أجرت مؤخراً صحيفة “نجم الصباح” الإيرانية، حديثاً صحافياً هاماً مع محلل الشؤون العربية الإيراني “د. مرتضى موسوي خلخالي”، حول أحدث الأوضاع والمستجدات التي آل إليها ملف القضية الفلسطينية من مصالحة بين حركتي “حماس” و”فتح” بوساطة مصرية وإنعكاسات ذلك على الدول المحورية داخل المنطقة…

“نجم الصباح”: تابعنا مؤخراً التحالف بين “فتح” و”حماس”.. ما هو تحليلكم لهذا التحالف ؟

  • موسوي خلخالي: أنشأ الفلسطينيون منذ الاحتلال الإسرائيلي الكثير من تيارات المقاومة المختلفة، أهمها “حماس” و”فتح”. وكنا قد تابعنا جهود المصريين – تحت وطأة الضغوط السعودية – للحد من تأثير الجمهورية الإيرانية على سياسات حركة المقاومة “حماس”. ولذا سعى الجانب المصري إلى إقرار المصالحة بين حركتي “حماس” و”فتح”.

والحقيقة أن الاتفاق الأخير كان موجوداً من قبل على جدول أعمال السعودية وحلفاءها الإقليمين. ولعل السعودية – التي ملأت الفراغ المصري كأكبر دولة عربية – كانت في حاجة إلى دعم – كما الشعب الفلسطيني لاسيما في قطاع غزة – الدول الإقليمية كمصر.

لكن ما يلفت الإنتباه هنا أن الفصائل الفلسطينية المختلفة تبحث – رغم سياساتها الخاصة، والتي تتنوع ما بين الراديكالية والمعتدلة – في تلبية المصالح الفلسطينية، ولذا لا تتورع عن مبايعة أي طرف قوي. والتحالف الحالي بين “فتح” و”حماس” لا يعني الاعتراف رسمياً بإسرائيل والقضاء على المقاومة. لكن هذه التحالف سوف يدفع إسرائيل إلى تعديل سياساتها القمعية نسبياً، لكن من المقطوع به أن “حماس” لن تتخلى بشكل عام عن سياساتها السابقة.

أتصور أنه يجب على “حماس” اتباع “محمود عباس”؛ لأنه باعتباره الشقيق الأكبر للفلسطينين يتبنى سياسات شاملة بالنسبة لفلسطين. ولا يجب أن ننسى أن التحالف الأخير بين “فتح” و”حماس” هو بمثابة خدمة جليلة تقدمها السعودية ومصر إلى إسرائيل للحد من التوتر ضد إسرائيل.

“نجم الصباح”: كما تعلم حجم السيطرة النسبية لتيار المقاومة الحالي على الأوضاع الإقليمية.. السؤال الآن: لماذا خضعت “حماس”، في ضوء ما تقدم، إلى التحالف مع “فتح” ؟

  • موسوي خلخالي: إنهم يهدفون بهذا العمل إلى اضعاف جبهة المقاومة. إن السياسات السعودية المصرية، وكذلك الإماراتية الحالية، تستهدف اضعاف جبهة المقاومة المكونة من “إيران ولبنان وسوريا والعراق وتركيا”، التي انضمت إلى الجبهة مؤخراً. والحقيقة أن الدور الروسي في المنطقة – والذي يهدف إلى بث الخلافات بين إيران ومصر، وإيران والسعودية، وقطر والسعودية – لا يخدم أهداف هذا التيار. فالروس يريدون نشر السياسات التصالحية في المنطقة بالشكل الذي يساعدهم على تطوير نفوذهم بالمنطقة. وبالتالي فإن اضعاف جبهة المقاومة ضد إسرائيل بالتحالف بين “فتح” و”حماس” طبيعي، ويمكننا القول إن جبهة المقاومة لن تتأثر بخروج “حماس”. لقد كان لـ”حماس” دور مؤثر في المقاومة نظراً لحدودها مع إسرائيل، لكن الآن لن تكون مقاومة “حماس” – بعد التصالح مع “فتح” – شديدة كما كانت في السابق.

مع هذا فالشقاق بين الفلسطينيين يضر بالجميع، كذلك فإن هذا الصلح ليس مطلب سعودي – مصري، وإنما هو أيضاً مطلب أميركي – غربي. ولن تتاثر دول مثل “تركيا وإيران وسوريا والعراق ولبنان” بخروج “حماس”. وأنا أعتقد أن هكذا تحالف لن يؤثرعلى “حماس”؛ أن الجماهير في غزة على الأقل سوف تعيش مرحلة بلا حرب وربما تتحسن أوضاعهم الاقتصادية والمالية.

“نجم الصباح”: هل في رأيكم للاصلاحات السياسية بالسعودية دور في الأحداث الفلسطينية الأخيرة ؟.. هل يمكن القول إن ثمة مشروع جديد يتبلور بالمنطقة ؟

  • موسوي خلخالي: في رأيي أنه لا يمكن التعويل بشكل كبير على هذه الاصلاحات طالما يتعاظم دور السلفيين والوهابيين بالسعودية، لأن نظرتهم السياسية والإسلامية سطحية جداً وغير معقولة. فالعلماء السعوديون عارضوا بالماضي السينما والهواتف وأفتوا أن الصوت الذي يصدر عن الهاتف إنما هو صوت الشيطان.

ولا أشك أن الخلافات سوف تزداد مستقبلاً داخل أسرة “آل سعود”. وما تنتظر المملكة العربية السعودية رهن بالملك المستقبلي، وأعني “محمد بن سلمان”، الذي يسعى إلى إقرار مثل هذه الاصلاحات في عهد والده حتى يُخرس العلماء الوهابيون احتراماً لوالده. ولا يجب أن ننسى أن هذه التغييرات البسطية لن تغيير وجه السعودية في العالم، نظراً لجرائمهم الكبيرة في “اليمن وسوريا والعراق”. كذا فإن دعم “داعش” والتيارات الإرهابية الأخرى قضى على حيثية هذا البلد، وأنا أستبعد حدوث أي تغيير ما لم يحدث تحول أساسي وجذري في نظام الحكم.

“نجم الصباح”: هل الاصلاحات بالعالم العربي سيكون لها تأثر أم لا ؟

  • موسوي خلخالي: النظام السعودية لايزال يطبق القواعد البدائية بالعالم الإسلامي بشكل راديكالي؛ لكن يجب أن تعلم أنه لا يوجد بالعالم العربي نظام حكم السعودية. لا في العراق ولا سوريا ولا تونس ولا حتى المغرب ذات النظام الملكي أقرب نظام إلى النظام السياسي السعودي، لكنه ليس عنيفاً بهذه الدرجة. لكن ما يبعث على نفوذ السعودية بالعالم العربي هو المساعدات المالية ولا يمكن أن تؤدي الاصلاحات في السعودية إلى نفوذها بالعالم العربي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب