12 أبريل، 2024 5:57 م
Search
Close this search box.

محلل إسرائيلي : العراق محور أطماع روسيا نحو الدولة العظمى المناطحة لأميركا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

تشهد الساحة العراقية تحولات متسارعة سواء فيما يخص التطورات الداخلية أو علاقاته وتحالفاته مع الأطراف الدولية, كما يخضع العراق لضغوط وإملاءات خارجية لا سيما من قبل واشنطن وطهران, ولكن يبدو أن موسكو تسعى هي الأخرى لحجز موطئ قدم لها في العراق لتحقيق التوازن مع واشنطن في الشرق الأوسط. هذا ما يؤكده احدث مقالات الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي “يفجاني كلاوبر”, المنشور مؤخراً على موقع (arabsensor) العبري.

الأزمات تدفع العراق إلى أحضان موسكو..

يقول “ﻛﻼﻭﺑﺮ”: “بعد 14 عاماً من التدخل الأميركي في العراق دون تحقيق الاستقرار, بدأت حكومة بغداد تبحث عن حلول ناجعة من خلال الاستعانة بموسكو. حيث أجرى نائب الرئيس العراقي “نوري المالكي”, في نهاية الشهر الماضي, زيارة إلى روسيا, التقى خلالها بالرئيس “فلاديمير بوتين” الذي يسعى لتهديد المصالح الأميركية في العراق. وتأتي الزيارة في ظل سعي العراقيين للتقارب مع الروس بغية الحصول على مساعدات عسكرية وإبرام صفقات نفطية والتشاور حول مستقبل العراق”.

ويضيف الكاتب الإسرائيلي أن الزيارة تأتي أيضاً في ظل استمرار الإرهاب الطائفي الذي لا يزال يهدد العراق, والزعم بأن الحكومة ذات الأغلبية الشيعية في بغداد تنتهج أسلوب التمييز ضد المواطنين السنة, إضافة إلى حالة التشاؤم من عدم إمكانية انتهاء المعارك ضد تنظيم “داعش” في الموصل. وعليه فإن العراق مرشح لأن يكون ساحة جديدة ينشط فيها التواجد الروسي المناوئ للولايات المتحدة ولو عن طريق دعم القوى المعادية لأميركا.

“المالكي” يُثني على روسيا وينتقد الولايات المتحدة..

خلال زيارته لموسكو, أثنى الضيف العراقي على الرئيس “فلاديمير بوتين”, وتحدث بشكل إيجابي عن العلاقات الروسية العراقية, مما أثار الجدل الشديد بين السياسيين العراقيين الذين يتم انتخابهم في واقع الأمر بموافقة واشنطن, لذا يفضلون التعاون مع الولايات المتحدة كأقوى حليف لهم في المنطقة. ومن الواضح أن “نوري المالكي” لم ينسق زيارته مع رئيس الوزراء “حيدر العبادي”.

وكان “المالكى” قد أطلق مؤخراً عدة تصريحات شديدة ضد واشنطن, كما أعلن أن تحرير الموصل يُعد إنجازا للجيش العراقي وليس للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية, متهماً واشنطن بأنها سبب وجود تنظيم “داعش” في كل من سوريا والعراق.

اتفاقيات والتزامات..

لقد تم الاتفاق خلال الزيارة على أن تقوم موسكو بتزويد العراق بعدد ضخم من دبابات (t-90) بقيمة مليار دولار. علماً بأن التعاون بين الدولتين قد توقف بسبب العقوبات الواسعة التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا, والتي تقضي بمعاقبة أي شركة تتعاون مع شركات الغاز والنفط الروسية. ولأن الولايات المتحدة تحاول إخراج روسيا من أسواق النفط والغاز في أوروبا والشرق الأوسط فإنها لن ترحب بحدوث تقارب بين الروس والعراقيين.

المالكي: صلاحيات أكبر من المنصب..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن “نوري المالكي”, الذي يتولى منصب نائب الرئيس وينتمي للطائفة الشيعية, قد تولى عدة مناصب قيادية بعد الغزو الأميركي الذي أطاح بالرئيس السابق “صدام حسين”. وبعدما تولى “المالكي” منصب رئيس الوزراء في 20 آيار/مايو 2006, قرر بعد نصف عام فقط – وتحديداً في 30 من كانون أول/ديسمبر – إعدام الرئيس المُقال. وما زال “المالكي” حتى الآن يمتلك من القوة والنفوذ ما يفوق منصبه كنائب للرئيس.

لكن تاريخ العراق شهد حالات مشابهة, لعب فيها نائب الرئيس دوراً هاماً في المنظومة السياسية. فعندما شغل “صدام حسين” منصب نائب الرئيس في سبعينيات القرن الماضي, كان له نفوذ كبير, ليس على “حزب البعث” فقط وإنما على الدولة بكاملها. حيث سيطر “صدام”, وهو في ذلك المنصب, على قوات الأمن وتخلص من جميع خصومه السياسيين, بينما كان الرئيس “أحمد حسن البكر” ضعيفاً لم يحقق التوازن بين القوى المختلفة في الدولة. وفي نهاية المطاف أصبح “صدام” رئيساً للعراق عام 1979 إلى أن تمت الإطاحة به عام 2003. والآن فإن “المالكي” هو السياسي الشيعي الأقوى في الدولة وهو يلعب إلى حد ما, دوراً مستقلاً في السياسة الخارجية, فرغم الإملاءات الأميركية, قام بزيارة موسكو ثلاث مرات: عام 2009 وعام 2012, وكما ذكرنا في نهاية الشهر الماضي.

العلاقات الروسية العراقية في ظل القضية الكردية..

يوضح المحلل الإسرائيلي “كلاوبر” إن العلاقات بين بغداد وموسكو كانت ممتازة قبل الغزو الأميركي للعراق. ففي تسعينيات القرن الماضي أبرمت الدولتان عدة اتفاقيات في مجال النفط والغاز, ولكن بسبب العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على “صدام حسين” تراجع التعاون بين الدولتين, رغم أن “بوتين” و”صدام” كانا عام 2002, على وشك توقيع اتفاقية للتعاون الاقتصادي بقيمة 40 مليار دولار.

وخلال الزيارة الرسمية التي أجراها إلى موسكو في 12 نيسان/إبريل عام 2009, أدان “نوري المالكي” تطلعات الشعب الكردي للانفصال عن العراق. لكن الأوضاع باتت مختلفة حالياً لأن الميليشيات الكردية ساعدت الروس في محاربة القوات السنية المعارضة لنظام “بشار الأسد”. وبسبب هذا الموقف الكردي سيكون من الصعب على الروس مطالبة العراقيين بالابتعاد عن واشنطن والتقرب من موسكو.

العراق أقرب للتحالف الروسي الإيراني..

يشير الكاتب الإسرائيلي إلى أن إيران – المتحالفة مع الروس في سوريا – استطاعت خلال السنوات الأخيرة ضم العراق إلى نفوذها نظراً لأن النخبة الحاكمة في العراق تنتمي للمذهب الشيعي. ومع بداية موجات الربيع العربي قررت موسكو دعم المحور الشيعي في مواجهة المحور السني, وخير دليل على ذلك هو التدخل العسكري الروسي في سوريا. وإيران وروسيا هما الآن حليفتان في سوريا وخارجها أيضاً لذا فإن انضمام العراق للتحالف الروسي الإيراني  يُعد منطقياً ومتوقعاً في ظل ضعف حكومة بغداد وخضوعها للنفوذ الإيراني.

في الختام يحذر “كلاوبر” قيادات تل أبيب من خطور المحور الشيعي الذي يتشكل ويمتد إقليمياً, بداية من الحدود الغربية لإيران, مروراً بالعراق وسوريا وحتى لبنان. وسيؤدي انضمام روسيا إلى هذا المحور الإقليمي الشيعي إلى تغيير ملامح الخريطة الجوسياسية في الشرق الأوسط, مما يحتم على تل أبيب إعادة النظر في علاقاتها مع وروسيا التي تتطلع إلى أن تصبح دولة عظمى وتسعى لتعزيز علاقاتها مع العراق لإحداث توازن مع الولايات المتحدة..

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب