13 أبريل، 2024 6:05 ص
Search
Close this search box.

محللون : تشبث الاسلاميين الفائزين بالسلطة سيحول الربيع العربي لشتاء قاس

Facebook
Twitter
LinkedIn

بدأت الفورة السياسية الناجمة عن حركة الاحتجاجات في العالم العربي تضمحل ليحل مكانها قلق البعض حيال الصعود القوي للاسلاميين، لكن يبدو ان مسار التحول باتجاه الديموقراطية لا يمكن الرجوع عنه وفقا للمحللين.
وخلال فترة عام شهد العالم العربي اضطرابات اكثر مما شهده في عقد من الزمن. فقد نظم المصريون والتونسيون اول انتخابات حرة في تاريخهم كما اكتشف الليبيون طعم الحرية.
بدورهم، يشارف اليمنيون على قلب صفحة نظام استبدادي كما تستمر الاحتجاجات التي تلقى تاييد الجامعة العربية والاسرة الدولية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ويقول المفكر السوري صادق جلال العظم ان الانتفاضات “فتحت افقا بعد احساس طويل بالاستبداد والجمود والتكرار امل ان تمهد لتطور ديموقراطي وتعددي”.
ويشاركه الراي زياد ماجد، المحاضر في الشرق الاوسط المعاصر في الجامعة الاميركية في باريس قائلا “يصعب التكهن بما ستكون عليه الامور بعد عشر سنوات. لكن المؤكد ان المسار نحو الديمقراطية، بكل تعقيداته، سيكون مستمرا”. ويضيف “هناك استحالة بعد الذي جرى ان تعود الامور الى المبدا الانقلابي والاستبدادي الذي ساد منذ الخمسينات”.
ورغم ان الشباب الذين قادوا حركة الاحتجاجات ليسوا من الاسلاميين، الا ان هؤلاء يقطفون الثمار عبر صناديق الاقتراع.
ففي تونس، يفرض الاسلاميون انفسهم كابرز قوة سياسية بعد انتخابات تشرين الاول/اكتوبر الماضي في حين حقق السلفيون مفاجاة في مصر حيث نال الاسلاميون بمختلف اتجاهاتهم ثلثي اصوات الناخبين.
وفي هذا الصدد، يقول جان بيار فيليو استاذ العلوم السياسية في باريس ان “الاسلاميين يحققون مكاسب ظرفية بسبب المفارقات الموروثة من الديكتاتورية. فالدعاية السلبية التي سادت ابان حقبة الاستبداد تؤدي لهم خدمة لدى السكان اليوم”.
ويضيف ان “مختلف الديكتاتوريات التي فرضت نفسها كدرع بمواجهة الاسلاميين ساهمت بشكل كبير في تنمية رصيد الاحزاب الاسلامية كبديل عن الحكومات”.
من جهته، يرى ماجد ان “ما يقال عن انتصار تيارات اسلامية في الانتخابات ايذان بنهاية الاوهام حول الديمقراطية كلام غير صحيح. فالاسلاميون الفائزون لم يأتوا بواسطة العنف ولا الجهاد، ولا هم رافضون للانتخابات ولتداول السلطة كمبدأ”.
والسؤال الحقيقي هو معرفة ما اذا كانت الحركات الاسلامية التي لا تمتلك خبرة حكومية ستتمسك بالسلطة ام ستتنازل عنها اذا خسرت الانتخابات المقبلة.
ويتابع فيليو صاحب كتاب “الثورة العربية: عشرة اسئلة حول الانتفاضة الديموقراطية” ان الاسلاميين “سيعانون في تعزيز مواقعهم بسبب عدم وضوح برنامجهم حول المسالة الاجتماعية التي ستكون دون شك ابرز التحديات الرئيسية في العالم العربي خلال العقد المقبل”.
كما يرى العظم، صاحب كتاب “نقد الفكر الديني” الذي اثار غضب الاسلاميين اواخر الستينات، “يبدو ان الاسلاميين ليس لديهم خطط او مشاريع لحل المشاكل العالقة في مصر”.
ويضيف ان “الامر متوقف على ما سيفعله الاخوان المسلمون في مصر وتونس. واذا قاموا بنصف ما يفعله الاسلاميون في تركيا، فسيكون هناك حراك باتجاه ديموقراطية اكثر توازنا”.
ويتساءل العظم عما اذا كان الاسلاميون “سيتشبتون بالسلطة اذا خسروا الانتخابات لان ذلك يعني العودة مجددا الى الاستبداد”. ويتابع “لقد جربنا كل شيء من الاشتراكية العربية الى الكاريزموية لكنها فشلت جميعها النتائج غير محسومة مسبقا”.
لكنه رغم ذلك لا يبدي مخاوف حيال سيطرة الاسلاميين على سوريا مؤكدا ان “النظام انتهى لكنني اتوقع ان يكون هناك توازن ديموقراطي اكثر من غير بلدان بسبب التنوع الاثني والديني اذا كانت هناك انتخابات حقيقية”.
اما الانظمة الملكية، فهي قد لا تتاثر كثيرا بالحركات الاحتجاجية لكن من المتوقع ان تقرر بعض الاصلاحات على غرار ما يحدث في المغرب.
وبالنسبة لمنطقة الخليج، فان اموال النفط كفيلة بتهدئة الاوضاع. ويقول ماجد في هذا الشان “اعتقد ان الامور ستأخذ مجراها ببطئ لتصل الى الانظمة الملكية دون أن يعني ذلك تبدلا جذريا في اوضاعها، لكن لن يتمكن حكامها تجنب الارتدادت القادمة من المحيط ولن يمكنهم تجاهل المطالب الداخلية بالاصلاح”.
ويضيف “اما السعودية الدولة الاكبر والاكثر ثقلا، فاعتقد انها ستشهد بدورها صراعا سياسيا بين التيار المحافظ والرافض لكل تغيير واخر ليبرالي لم يعد يقوى على مواجهة القرن الواحد والعشرين بأسلوب ينتمي الى قرون مضت”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب