4 مارس، 2024 5:20 ص
Search
Close this search box.

مازال البحث الكردي جارياً عن الدعم الأميركي والإسرائيلي .. بغداد تسترد أراض 2003 ورفع العلم العراقي وحرق الكردي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

واقع على الأرض فجأة تغير بين عشية وضحاها.. اهتزت الأرض تحت أقدام الأكراد وكأن زلزالاً قوياً حركها على غير رغبتهم ليحدث سيناريو هو الأسوأ في ذهن أكثر المتشائمين، فيستفيقوا على كابوس ودوا لو كان مجرد حلم بعيداً عن حدود دولتهم التي تمنوها وعملوا من أجلها لسنوات.

الأمر لم ينته برفع العلم على مقر محافظة كركوك..

لم يتوقف تقدم القوات العراقية وعناصر “الحشد الشعبي” وتراجع قوات “البيشمركة” الكردية برفع العلم العراقي فوق مبنى محافظة كركوك، بل استمر مع انسحاب “البيشمركة” من مناطق متنازع عليها في “كركوك ونينوى وديالى” !

إذ سيطرت القوات العراقية وعناصر “الحشد الشعبي” على حقلي “باي حسن وئافانا” النفطيين، الذين كانا إقليم كردستان العراق يستخرج منهما أغلب صادراته النفطية.

الرئة الاقتصادية لأربيل تُنتزع منها !

ها هي الرئة الاقتصادية للإقليم تُسحب من حكومة أربيل، التي خسرت خلال يومين فقط مكاسب حققها الأكراد على مدى سنوات.

ويُتوقع أن يزيد هذا من الضائقة المالية التي بدأت من قبل مع انخفاض أسعار النفط العالمية، مما سيؤجج الخلافات بين الحزبين الرئيسين في الإقليم، “الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني”.

إذ يعلم الجميع العداوة القديمة بين الحزبين التي وصلت حد الاقتتال خلال تسعينيات القرن الماضي، وهذا ما يزيد من المخاوف، من أن تؤدي خلافاتهم الحالية إلى حرب أهلية، وهو ما دعا رئيس إقليم كردستان نفسه، “مسعود بارزاني”، إلى تفادي هذا التهديد.

تواصل الاتهامات بين القوى الكردية.. خيانة أو سرقة النفط !

لكن رغم ذلك تواصلت الاتهامات بين القوى الكردية، بعد أن اتهم “الحزب الديمقراطي” الحزب الوطني بالخيانة؛ إثر انسحاب مقاتلي الأخير أمام القوات العراقية و”الحشد الشعبي”.

ورد مسؤولون في الاتحاد الوطني وقوى كردية أخرى باتهام رئيس إقليم كردستان، “مسعود بارزاني”، بسرقة النفط من أجل تعزيز نفوذه، كما اتهموه بالتعنت والإصرار على تنظيم الاستفتاء الذي يعتبرونه سبب هذه الهزائم.

الأكراد بمفردهم.. هل تخلى عنهم الجميع.. أين إسرائيل وأميركا ؟

لكن هذه الخلافات مهما كبرت، لا تخفي أمراً ظهر جلياً خلال اليومين الماضيين، فقد بدا الأكراد وحدهم دون ظهر يسندهم مثلما كان يظن البعض وفق معطيات الدعم، فلا إسرائيل وقفت بجوارهم ولا أميركا أنصفتهم !

وهنا تطرح علامات استفهام كبرى بشأن الموقف الأميركي مما جرى، إذ ظل الأميركيون يرددون لسنوات أن الأكراد الحليف الوحيد الذي يمكن الوثوق به في المنطقة، وأن “البيشمركة” هي القوة الأكثر فاعلية في محاربة الإرهاب، وإسرائيل أعلنت للعالم أنها مع الأكراد وحقهم في دولتهم !

أما الآن فتعلن الإدارة الأميركية أنها تقف على الحياد وعلى نفس المسافة من الجانبين، ولا تلتفت لما يقوله “الحزب الديمقراطي الكردستاني”، الذي يتهم “الحرس الثوري” الإيراني بالمشاركة في الهجوم على كركوك !

هذا الموقف بدأ يثير ردود فعل في الساحة الأميركية، إذ عبر النائب الجمهوري، “جون ماكين”، عن قلقه إزاء ما قال إنها تقارير عن مشاركة إيرانية في الهجوم على كركوك، وأشار إلى أن الولايات المتحدة سلحت القوات العراقية لقتال تنظيم “داعش” وليس الأكراد، فإذا به يستخدم أشد الأسلحة الأميركية تطوراً في مواجهة حلفاء واشنطن !

فجأة ظهر “داعش” من جديد.. فمن استحضره ؟

يبدو أن تنظيم “داعش” لم يرد أن يفوت هذه الفرصة ليحقق بعض المكاسب، أو ليعلن على الأقل أنه مازال موجوداً، وهاجم مواقع في منطقة “الدبس”، لكن القوات العراقية تصدت لمقاتليه وأرغمتهم على التراجع.

ولا يذكر هذا الهجوم فقط بأن تنظيم “داعش” لم يختف تماماً، بل إنه يذكر أيضاً بأن إحساس طرف أو أطراف في العراق أنها تخسر ولا يربح الوطن كله لم يسمح بتحقيق الاستقرار مهما امتلكت الحكومة من أسلحة.

كركوك بيعت.. انسحبوا من دون قتال !

لكن في النهاية بدا المشهد واضحاً، بأنه تراجع من قبل قوات “البيشمركة” ومن جميع المحاور ومن منطقتي نفوذ الحزبين “الاتحاد الوطني الكردستاني” من خانقين شرقاً وحتى كركوك، والحزب “الديمقراطي” من منطقة مخمور شرقاً وصولاً إلى أربيل غرباً.

لكن ما بات في يقين كثير من أهالي كركوك، وفق ما قالوه نصاً لوسائل إعلام، إنه جرى بيع كركوك.. انسحبوا من دون قتال !

هو تراجع ليس على مستوى الأرض فحسب، بل وعلى مستوى الطموحات، وفي ثنايا هذه التطورات المتلاحقة تساؤلات تدور بين الأكراد.. هل ما جرى خيانة أم اتفاق ؟.. واتفاق من مع من ؟

مشاعر الإحباط والقلق تعود من جديد إلى الأكراد..

مشاعر الإحباط والقلق عادت لتخيم على الأكراد، وهم الذين مُنيت محاولاتهم السابقة لتشكيل دولة كردية بالفشل، بدءاً من “جمهورية مهاباد” في إيران عام 1947، ومروراً بحركة ملا “مصطفى بارزاني” التي انهارت عام 1975، بما وصف كردياً حينها بمؤامرة اتفاق الجزائر، فضلاً عن انتكاسة انتفاضة عام 1991 التي أدت إلى هجرة وصفت بالمليونية وقتها، وصولاً إلى الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان بقيادة “مسعود بارزاني” منفرداً.

كان المطلب العراقي أولاً أن تسلم سلطات إقليم كردستان العراق المناطق التي سيطرت عليها بعد طرد تنظيم “داعش” منها عام 2014، وهو ما شكل حدوداً من “سنجار” غرباً مروراً بـ”الجوير” وجنوب غرب “كركوك وجلولاء” حتى “مندلي وخانقين”.

الاستفتاء فرصة استغلتها بغداد لاستعادة جميع الأراضي المتنازع عليها !

لم يستجب الأكراد لطلب حكومة بغداد، التي اتهمتهم بأن لهم نوايا “توسُعية”، فجاء الاستفتاء فرصة للقوات العراقية لاستعادة تلك الأراضي وأكثر، إذ فقد الأكراد أراض كانوا قد استولوا عليها عقب الغزو الأميركي في العام 2003، لتعود خريطة إقليم كردستان إلى محافظات “دهوك وأربيل والسليمانية وحلبجة”، دون ما كان يعرف بالمناطق المتنازع عليها.

في حين لا يخفي كثير من الأكراد مخاوفهم من تقدم القوات العراقية للسيطرة على محافظات الإقليم، خاصة مع الموقف الأميركي، الذي يرونه أكثر ميلاً إلى حكومة بغداد، لكن ثمة رأي يقول إن المشهد لم ينته بعد وأن أميركا لن تترك نفط العراق دون حصة ترضيها، تذهب عائداتها إلى مصارفها المالية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب