29 مارس، 2024 12:18 ص
Search
Close this search box.

مازالت التجاذبات مستمرة .. تصل إلى ذروتها بعد تعليق ألمانيا معظم صادرات الأسلحة لتركيا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

مع اقتراب الانتخابات الألمانية تزداد الأوضاع سوءاً بين برلين وأنقرة، حيث أعلن وزير الخارجية الألماني “زيغمار غابرييل”، عن “تعليق معظم صادرات الأسلحة الرئيسة إلى تركيا، بسبب وضع حقوق الإنسان (المتدهور) في أنقرة”، وتصاعد التوتر بين البلدين، قائلاً “غابرييل”، في حلقة نقاشية نظمتها صحيفة “هاندلسبلات” الاقتصادية اليومية في ألمانيا: “علقنا كل طلبيات الأسلحة الكبيرة التي أرسلتها لنا تركيا، وهي حقًا ليست قليلة”.

إضعاف الحرب على الإرهاب..

من جانبها، أشارت تقديرات الحكومة التركية إلى أن تعليق صادرات السلاح الألماني إلى تركيا من شأنه إضعاف الحرب على الإرهاب.

ورد وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في الحكومة التركية، “عمر جيليك”، خلال زيارته للعاصمة البريطانية لندن، الثلاثاء 12 أيلول/سبتمبر 2017، إن بلاده تستخدم هذه الأسلحة في الحرب على الجماعات الإرهابية مثل تنظيم “داعش” أو “حزب العمال الكردستاني” (بي. كيه. كيه).

محذراً الوزير التركي من أن “إضعاف مكافحة تركيا للإرهاب يعني أيضاً إضعاف أمن ألمانيا وأوروبا”، لافتاً إلى أن الحكومة الألمانية عليها أن تفرق بين السجالات السياسية ومواضيع الأمن.

ونصح “جيليك” وزير الخارجية الألماني “زيغمار غابرييل”، بالتوازن في تصريحاته التي يدلي بها في الحملة الانتخابية.

تجاذب وتضارب..

فيما قال المستشار السياسي السابق في وزارة الخارجية الفرنسية “مناف كيلاني”: “هناك نوع من التجاذب والتضارب بين برلين وأنقرة، هذا ما عرفناه في السابق وسيستمر، لكن الاستثمارات الألمانية في تركيا هي التي تحدد مسار العلاقات بين البلدين، وهي التي تضع البوصلة أمام أي مسؤول ألماني وكذلك أي مسؤول تركي”.

علاقات قوية..

موضحاً “كيلاني” أن لألمانيا وضع خاص، لوجود جالية تركية قوية فيها، وكذلك ارتباطات برلين قوية جداً بأنقرة، لوجود علاقات ضخمة في المجال الاقتصادي، والصناعي، ومنها تصنيع الأسلحة.

على خلفية الانتخابات..

أكد “مناف كيلاني” على أن هذا القرار جاء على خلفية تحضير الانتخابات القادمة خلال أسبوعين في ألمانيا، هناك ضرورة تحديد نوع من الحزم في الموقف الألماني تجاه تركيا كإعلان.

مشيراً إلى أن الشركات الألمانية التي تملك استثمارات كبيرة جداً في تركيا، لا يمكن أن تسمح بأن تتطور وتتأزم العلاقات أكثر من ذلك.

وحول ما إذا كانت تركيا بحاجة إلى الصادرات العسكرية الألمانية ؟.. يجيب “مناف كيلاني” قائلاً: “بالطبع لا، لأن تركيا تعتمد أولاً على معاملها الصناعية، وتعتمد على شركاء أوروبيين أو غيرهم في مجال التسليح، أو مجال الصناعة الحربية”.

رد فعل دبلوماسي..

أكد “كيلاني” على أن الإعلان الألماني هو رد فعل دبلوماسي على ما حدث في السابق من تصريحات لمسؤولين أتراك، موضحاً أن الارتباط الثنائي الألماني التركي قوي جداً، ليس فقط بسبب وجود الجالية التركية في ألمانيا، ولكن هناك اتفاقات ومصالح مشتركة، بغض النظر عما إذا كانت تلبي المصالح الأوروبية العامة أم لا.

وحول منع الأسلحة, رغم أن البلدين عضوين في حلف “الناتو”، قال “كيلاني”: “لن يكون الحال مثلما هو بين تركيا واليونان، فلم يكونا فعلاً في حالة سلم بينهما، مع العلم أنهما منضمان لنفس الحلف العسكري، فهناك مصالح ثنائية تحدد المسؤولية، وهي التي تحكم مسار العلاقات بين أي بلدين في الحلف”.

ولفت “كيلاني” إلى أن برلين وأنقرة قد وصلتا ذروة الأزمة بينهما في التصريحات، ولن يكون هناك أكثر من ذلك، ولا توجد أي محاولة لشد الوتر أكثر، من أي طرف فيهما.

دعوى للتماسك..

في نفس الوقت، دعت المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل”، إلى تماسك المواطنين الألمان ذوي الأصول التركية في ضوء التوترات الشديدة في العلاقات الألمانية التركية, قائلة لهم: “أنتم هنا في منزلكم، نحن نقدركم”.

جاء ذلك في المقابلة التي سجلتها رئيسة “الحزب المسيحي الديمقراطي” مع القناة الأولى بالتليفزيون الألماني (إيه. أر. دي)، مساء الإثنين 11 أيلول/سبتمبر 2017.

وأضافت “ميركل” مخاطبة مواطنيها, من ذوي الأصول التركية: “لا نريد أن تنقلوا صراعاتكم إلى هنا”.

ابتعدت عن مفهوم دولة القانون..

رأت “ميركل” أن تركيا ابتعدت كثيراً عن مفهوم دولة القانون، وقالت إن “على ألمانيا أن يكون لها رد فعل قوي إزاء ذلك, وأن تراجع مدى ضرورة وقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد”.

ألمانيا آمنة..

منذ يومين، أعلنت “ميركل” أن الأتراك يمكن أن يدخلوا أراضي بلادها بأمان، رداً على نصائح أنقرة لرعاياها في ألمانيا بتوخي “الحذر” وتجنب التجمعات السياسية، قائلة: “أود أن أقول بكل وضوح أن جميع المواطنين الأتراك يمكن أن يسافروا إلى هنا”. وتابعت: “لا يعتقل هنا صحافيون ولا يلقون وراء القضبان، فتوجد هنا حرية الرأي وسيادة القانون”.

نكتة سيئة..

من جانبه، علق “بيتر ألتماير”، كبير مستشاري المستشارة الألمانية، بسخرية على الدعوات التي وجهتها الحكومة التركية إلى رعاياها في ألمانيا لتوخي “الحذر” وتجنب التجمعات السياسية خلال الحملات الانتخابية.

وكتب مدير مكتب المستشارية في تغريدة له على موقع التدوين القصير “تويتر”، رداً على نصائح أنقرة إلى رعاياها في ألمانيا: “تحذير تركيا لرعاياها هو نكتة سيئة”.

توخي الحذر..

حضت تركيا, السبت 9 أيلول/سبتمبر 2017 رعاياها، القاطنين في ألمانيا أو المسافرين إليها، على “توخى الحذر والأخذ بعين الاعتبار الوضع في ألمانيا، حيث يمكن التعرض لتصرفات أو اعتداءات عنصرية أو معادية للأجانب”.

ويأتى تحذير أنقرة هذا بعد زيادة تحذيرات وزارة الخارجية الألمانية للمسافرين الألمان إلى تركيا، الأمر الذي أثار غضب أنقرة.

اعادة توجيه سياستها..

كانت ألمانيا، قد أعلنت, يوم الخميس 20 تموز/يوليو الماضي، بعد اعتقال 6 نشطاء حقوقيين في إسطنبول بينهم ألماني، عن إعادة توجيه سياستها تجاه تركيا، واتخاذ إجراءات لفرض عقوبات اقتصادية على شريكتها التاريخية، تشمل إعادة النظر في الضمانات والقروض أو المساعدات التي تقدمها الحكومة الألمانية أو الاتحاد الأوروبي للصادرات أو الاستثمارات في تركيا.

وتعرضت العلاقات بين أنقرة وبرلين، إلى ضغوط متزايدة بعدما شرع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، في حملة ضد خصومه السياسيين عقب محاولة انقلاب فاشلة العام الماضي.

ويوجد خلاف آخر بين تركيا وألمانيا، بشأن رفض برلين ترحيل طالبي لجوء تتهمهم أنقرة بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة، بينما تطالب برلين بإطلاق سراح نحو 12 ألمانياً، احتجزتهم السلطات التركية في تهم سياسية في الشهور الأخيرة.

انهاء محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي..

دفع تدهور العلاقات، المستشارة الألمانية، للقول في مناظرة تليفزيونية، استعداداً للانتخابات المقررة في الـ24 من أيلول/سبتمبر الجاري، إنها ستسعى لإنهاء محادثات انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي.

لا يحق التدخل في شؤون تركيا..

تصاعد حدة التوتر بين البلدين دفع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، إلى تحذير ألمانيا من التدخل في شؤون بلاده، حيث قال، خلال مؤتمر صحافي، إنه لا يحق لأحد التدخل في شؤون تركيا، وذلك رداً على سؤال حول الانتقادات الأخيرة التي وجهتها ألمانيا حول وضع حقوق الإنسان في أنقرة.

وكان وزير المالية الألماني، “فولفجانغ شيوبله”، قد صرح بأن “أردوغان” يجازف بعلاقة عمرها قرون مع ألمانيا، مشيراً إلى أنه رغم العلاقات التاريخية والأمور الكثيرة التي تربط بين البلدين، إلا أن برلين لن تسمح لأحد بابتزازها، بحسب صحيفة “بيلد” الألمانية.

تشنج فكري..

وصف بعض المعلقين الأتراك الحالة بين البلدين بأن ألمانيا تعيش في الوقت الحالي تشنجاً فكرياً كاملاً بخصوص تركيا. ووصفوا خطاب زعماء الأحزاب السياسية الألمانية بأنه مناهض لتركيا ووصل لمستوى العداء، حسب موقع “ترك بريس”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب