6 أبريل، 2024 10:32 م
Search
Close this search box.

لماذا فعلت هذا كله بنا ؟ لــ الشاعر العراقي حميد قاسم

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا اذكر، في طفولتي
انك كنت هكذا
كنا نشكل وجهك في الغيم
كلما وضعنا رؤوسنا في احضان الامهات
كل واحد منا، كان يرسمك، مثلما يريد
انا مثلا
كنت اندف لك لحية بيضاء ناعمة
احيانا، ادس اصبعين في وجهك لاصنع لك عينين واسعتين
ومرة، حرّكت ابهامي في فمك
لاجعله، واسعا، يبتسم
انت، لم تكن تعلم ألاعيبنا
لكنك كنت طيبا، ولينا، مثل غيمة مترعة
فلماذا تغيرت؟

كنت تملأ سماءنا كل شتاء بالطيور
الطيور التي تجلبها من بعيد
وتشكلها اسراباً عجيبة
اسراب البط، الغربان، الاوز، والبجع وحتى الزرازيز
اسراباً تشق الفضاء كالسهام
واخرى ترقص فوقنا رقصتها الدائرية
فماذا دهاك
لتجعل سماءنا مغبرةً، رصاصيةً، وممحلةً هكذا؟

كانت امهاتنا يؤكدن انك رحيم
وانك تحب ان تلقى احدنا بقلب سليم
فكيف تغيرت،
حتى انك بت تلقى حشودنا مقطعة الرؤوس والاطراف
وقلوبنا ممزقة؟

أيعقل، انك لم تعد تحبنا؟
أو ان قلبك الذي عجناه من الغيم
أصبح اسود لفرط الدخان؟
انت الذي غسلت رؤوسنا السود بالمطر
كيف ارتضيت لنا ان نسبح بالدم
كل نهار، ومساء؟

مازلت اذكر مكرك، وانت تعلمنا لعبة الاختفاء من اصحابنا،
في أماكن لاتخطر على بال احدهم
لكنني، الان، لاأعرف كيف أصبحت تدل القتلة علينا؟
ولااعرف كيف جعلت ابناءنا
يقتل بعضهم بعضا؟
هل يعقل ان ثمة وشاة، ملأوا قلبك بالضغينة علينا؟
والا، ماذا فعلنا
لنفعل كل هذا بنا، يا…..؟

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب