29 مارس، 2024 1:21 م
Search
Close this search box.

“مؤتمر العدالة” .. هل تفوز المعارضة التركية آخيراً أم تأخرت في استخدام القوة الشعبية ضد “أردوغان” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد نجاح “مسيرة العدالة” التي انطلقت منتصف حزيران/يونية الماضي, واستمرت مدة 25 يوماً، يستمر زعيم “حزب الشعب الجمهوري” المعارض في تركيا، “كمال كيليغدار أوغلو”، تحديه للرئيس “رجب طيب أردوغان”، وذلك عبر إطلاقه الأحد 27 آب/أغسطس 2017، أعمال “مؤتمر العدالة” واستمر أربعة أيام، مفتتحاً إياه قائلاً إن الشعب التركي “متعطش للعدالة”.

“الشعب الجمهوري” اختار منطقة “غاناكالي”, ذات الرمزية الكبرى, لعقد الحلقات اليومية للمؤتمر، إذ إنها شهدت معركة “غاليبولي”, التي صد خلالها الجيش العثماني القوات المتحالفة أثناء الحرب العالمية الأولى، وباتت هذه المعركة رمزاً للمقاومة التي أدت إلى تأسيس “مصطفى كمال أتاتورك”، الجمهورية التركية الحديثة عام 1923.

نظام مستبد..

في البداية اتهم “كيليغدار أوغلو” الرئيس التركي بـ”الاستبداد” في الحكم، قائلاً: إنه “ليس هناك حق أو قانون أو عدالة في هذا البلد”، أمام نحو 10 آلاف شخص تجمعوا لافتتاح المؤتمر غير المسبوق، مشيراً إلى وجود “80 مليون شخص متعطشين للعدالة” في البلاد، في إشارة إلى عدد سكان تركيا.

واتهم “كيليغدار أوغلو”، حكومة حزب “العدالة والتنمية”، بـ”افتقاد العدالة” والتأثير على القضاء “ما حول الآلاف من الأبرياء إلى ضحايا، وفقد الآلاف من الأكاديميين وظائفهم، وملأ السجون بالصحافيين، ونحن لن ننسى مثل هذه الحقائق، وهناك نواب في السجن”، واصفاً زعيم المعارضة حالة الطوارئ التي تم تمديدها أربع مرات والمستمرة حتى التاسع عشر من تشرين أول/أكتوبر المقبل على أقل تقدير، بأنها “انقلاب مدني”، وقال “كيليغدار أوغلو” للحشود, السبت الماضي: “واجبي أن أسعى إلى تحقيق العدالة.. وواجبي أن أقف إلى جانب الأبرياء في وجه الطغاة”.

اتاحة الفرصة للجميع..

شارك أكثر من 700 متحدث من مختلف المعسكرات السياسية في “مؤتمر العدالة”، ونصب المشاركون الخيم التي سيبيتون فيها أثناء أيام المؤتمر، وركز المؤتمر على حقوق المرأة ودورها في العمل السياسي، إذ دعا “كيليغدار أوغلو” النساء إلى الانخراط أكثر في السياسة.

وتضمن “مؤتمر العدالة” جلسات يومية تتطرق إلى مختلف انتهاكات حقوق الإنسان المنسوبة إلى السلطات التركية، في أول حدث من هذا النوع ينظمه “حزب الشعب الجمهوري”، الذي يقود المعارضة في البلاد ويتعرض لضغوط من جانب “أردوغان” والحكومة عبر اتهامات بدعم الانقلابيين والدفاع عن الإرهابيين. وبحسب مسؤولين عن تنظيم المؤتمر فإن فكرته قامت على إتاحة الفرصة لجميع من يرغب في عرض أفكاره ورؤاه حول الحرية والعدالة والقانون لأن يفعل ذلك بحرية.

مرض “كيليغيدار أوغلو”..

في مقابلة مع وسائل الإعلام، قال “كمال كيليغدار أوغلو”، زعيم “حزب الشعب الجمهوري” المعارض، أنه يعتقد أن الرئيس “أردوغان” يخشى حركته، ولذا يقوم الرئيس بمهاجمته في كل خطاباته.

وصرح “كيليغدار أوغلو” قائلاً: “ليهدد أردوغان كما يشاء، نحن على حق.. سندافع عن العدالة والديمقراطية واستقلال القضاء وحرية الإعلام حتى النهاية”.

وأضاف, خلال فعالية “المؤتمر”، إن “أردوغان يعتبرني تهديداً.. ويلقي من وقت إلى آخر خطابات تتضمن تهديدات لي، ولكن هذه التهديدات لن تخيفنا”.

وينتقد “أردوغان”، “كيليغدار أوغلو” في خطاباته، حتى إنه لمح إلى أن “كيليغدار” يمكن أن يواجه إجراءات قضائية.

واتهم “كيليغدار أوغلو”، الرئيس التركي، بأنه يعاني من “مرض كيليغدار أوغلو” بسبب هجماته اليومية التي تستهدفه.

عملية انقلاب مدني..

رداً على سؤال عما إذا كانت حركته ستهدد الحياة المهنية للرئيس التركي، قال “كيليغدار أوغلو”: “أردوغان ليس له حياة مهنية.. هل للديكتاتور حياة مهنية ؟.. هل لمخططي الانقلابات حياة مهنية ؟”، مشيراً “كيليغدار أوغلو” إلى أن تركيا تمر حالياً بعملية انقلاب مدني بعد وقف نشاط البرلمان، بحسب ما جاء على لسانه.

وشارك زعيم “الشعب الجمهوري” في مسيرة ذكرى الانتصار في “معركة غاليبولي”، والتي قال خلالها إن الموضوع الأساسي للمؤتمر هو العيش معاً في سلام وعدالة، وضمان مستقبل جيد لأولادنا.

مؤشر على التوتر..

في مؤشر على التوتر بين “كيليغدار أوغلو” و”أردوغان”، أثارت صورة لزعيم المعارضة وهو يتناول الطعام في مقطورته أثناء المسيرة، فيما ارتدى قميصاً داخلياً أبيض، انتقادات حادة من طرف “أردوغان”. وأثارت صفحة أولى لصحيفة وصفت زعيم المعارضة بعبارة “المواطن كمال” انزعاج “أردوغان”، وكذلك مقارنته أحياناً بـ”المهاتما غاندي” في أوساط اتباعه.

وقال الرئيس التركي “نفذ أحدهم مسيرة مزعومة من أجل العدالة، فيما جلس في مقطورته لتناول الطعام لابساً قميصاً داخلياً (…) هذه إهانة لمواطني”. ورد رئيس حزب “الشعب الجمهوري”, السبت, مؤكداً على أنه الأجدى بأردوغان معالجة “مشاكل البلاد” بدلاً من “الانشغال بقميصي ليلاً نهاراً”.

مسيرة العدالة..

تأتي هذه الخطوة بعدما قاد “كيلغدار أوغلو”, في بداية صيف 2017، مسيرة امتدت على مسافة 450 كلم، سيراً على الأقدام، وهي المسافة بين أنقرة وإسطنبول، وذلك احتجاجاً على اعتقال النائب عن حزبه، “أنيس بربر أوغلو”، الذي حكم عليه بالسجن 25 عاماً بعد اتهامه بتسريب معلومات سرية لصحيفة “جمهورييت” المعارضة.

رافعاً خلال تلك المسيرة شعار واحد هو: (العدالة)، وقد بلغت أوجها مع وصولها إلى إسطنبول، حيث لاقتها حشود كبيرة.

أزعجت تلك المسيرة “أردوغان” بشدة، فيما رأى “كيليغدار أوغلو” أنها أقيمت “من أجل العدالة”، قائلاً أنها: “فاقت المعتاد.. (وقد) لقيت دعماً من الجماهير, لم أكن أنا نفسي أتوقعه, لأن هذا البلد متعطش للعدالة”.

وكرر “كيليغدار أوغلو”, في بداية المؤتمر, التأكيد على أن إعلان حالة الطوارئ بعد أيام على محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو 2016, وحملات التطهير التي تلتها, تشكل “انقلاباً مدنياً” قادته السلطة التركية.

ماضون في إجراءاتنا..

في نفس توقيت المؤتمر، عقد “أردوغان” تجمعاً كبيراً، في “مالازغرد”، إحياءً “لذكرى المعركة التي هزم فيها جيش سلطان سلجوقي البيزنطيين في عام 1071″، شدد خلاله على أن بلاده ماضية في إجراءاتها لتعزيز نهوضها, والتصدي للمحاولات الرامية لثنيها عن ذلك. مؤكداً الرئيس التركي على أن أهداف تركيا لعام 2023، هي “مفتاح خلاص هذه المنطقة الجغرافية بأسرها وليس تركيا فقط”.

تعزيز سلطاته..

يأتي ذلك فيما أقالت السلطات التركية مئات الموظفين, وعززت سلطة الرئيس “رجب طيب أردوغان”، على جهاز المخابرات الوطنية، وذلك في مرسومين نُشرا يوم الجمعة الماضي بموجب قانون الطوارئ الذي فرضته أنقرة بعد محاولة الانقلاب. وينص المرسومان, اللذان نُشرا في الجريدة الرسمية, على إقالة أكثر من 900 موظف في وزارات مختلفة ومؤسسات عامة وفي الجيش.

ويقضي المرسومان بضرورة أخذ إذن الرئيس لاستجواب رئيس جهاز المخابرات الوطنية أو إدلائه بالشهادة. وسيقود رئيس البلاد أيضاً هيئة التنسيق بين أجهزة المخابرات. وجاء في أحد المرسومين أن مكتب رئيس الادعاء العام في أنقرة ستكون له سلطة استجواب أعضاء في البرلمان فيما يتعلق بجرائم يزعم ارتكابها قبل أي عملية انتخابية أو بعدها. وأمر أحد المرسومين بإقفال وكالة أنباء كردية وصحيفتين، وجميعها مقرها “مدينة ديار بكر” في الجنوب الشرقي.

للضغط عليه داخلياً وخارجياً..

حول تظاهرات المعارضة ضد “أردوغان”، قال “محمد حامد”، الباحث فى شؤون العلاقات الدولية، إن المعارضة التركية لن تتوقف عن التظاهر حتى يتم الإفراج عن نائب حزب الشعب الجمهورى “أنيس أوغلوا”, وهناك كتاب وصحافيون ورسامو كاريكاتير من المعارضة قيد الحبس ظلماً بسبب قانون الطوارئ وتعسف الحكومة واستغلال تهمة دعم الانقلاب الفاشل والانتماء للخدمة, كورقة ضد المعارضة التركية.

مضيفاً أن المعارضة التركية تعلم أن حلفاء تركيا من الغرب يرفض سياسات “أردوغان” القمعية, لذلك تسعى المعارضة التركية للضعط عليه داخلياً وخارجياً بهدف الحصول على مكاسب أكبر, وكسب نقاط انتخابيه وتأييد جماهيرى قبل انتخابات تشرين ثان/نوفمبر 2019.

تأخرت في استخدام القوة الشعبية..

رئيس تحرير صحيفة “زمان” التركية “إسحاق إنجي” قال: إن “المعارضة تحاول بأي وسيلة الظهور ضد الرئيس, لكنها لا تجني ثماراً من الاحتشاد، لأنها تأخرت جداً في استخدام القوة الشعبية ضد أردوغان”.       

مضيفاً أن احتشاد شنق قلعة جميل, لأنه يظهر أن الشعب التركي ليس كلهم مؤيد لأردوغان، معتبراً أنه لن تأتي بجديد. قائلاً: إن “الكل يتساءل هل أتت نهاية أردوغان ؟”. وقال أن المعارضة التركية تتكون من القاعدة الشعبية العريضة ومن رؤساء أحزاب، لافتاً إلى أن القاعدة الشعبية لها حضور قوي للإطاحة بـ”أردوغان”، أما رؤساء الأحزاب لا يجيدون إدارة المواقف.

حملة إعلامية هادئة..

أكد “إنجي”، أن تركيا تعيش أسوأ فترة في تاريخ أحزاب المعارضة، مشيراً إلى أن النظام التركي استثمر فضائح الفساد ودعم تنظيم “داعش” الارهابي لصالحه، ووصل إلى جميع أهدافه، وقال أن الحل الوحيد هو حملة إعلامية هادئة لتوضيح صورة الظلم والفساد والإرهاب للشعب التركي، كي يتراجع مؤيدو “أردوغان” عن دعمه، لأن أي طريق آخر “أردوغان” يستغله ويقوى أكثر.

مؤامرات جديدة..

علق “إنجي” على فرض “أردوغان” قبضته على المخابرات قائلاً: أن “تبعية المخابرات لأردوغان طبيعية إلى حد ما”. وكشف عن مؤامرات تخططها المخابرات بأمر من “أردوغان”, مثل مسرحية الانقلاب الجديد أو تخطط لإحداث أي بلبلة في البلد للقتل الجماعي للمعتقلين المتهمين بالانقلاب من حركة الخدمة المعارضة في سجون تركيا”.

معرباً “إنجي” عن أمله في أن يستخدم “أردوغان” صلاحياته في إطار القانون والدستور لمصلحة الوطن والمواطن, وليس للمؤامرة ضد الشعب من اغتيالات إلى تخطيط انقلابات مزيفة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب