18 أبريل، 2024 9:17 م
Search
Close this search box.

لغياب أي ضمانات أو تشريعات تنصفهم .. 300 عامل يهددون ببيع أعضاءهم في إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

لافتة ضخمة صارخة على الطريق إلى مصنع نحاس مدينة القباب الأربع الإيرانية، تم تثبيتها على واجهة “مجمع النحاس”، وأول ما يطالعك في هذا “البنر” الجملة التي تشتمل على اعلان بيع الكلى, وهي: “يعرض عدد من عمال مجمع نحاس القباب الأربع بيع كليتهم بسبب الفقر”.

وفي أسفل اللافتة كُتب رقم تليفون للتواصل مع العمال, الذين هم على استعداد لبيع كليتهم, وهذا الاعلان يخص مجموعة من العاملين الذين أعلنوا عن استعداد جماعي لبيع كليتهم لتوفير المال للمعيشة.

تأسس “مصنع نحاس القباب الأربع” عام 2013, ومنذ ذلك الحين يعمل في معالجة النحاس. في البداية كان يتم استخراج المعدن بشكل سطحي، لكن حالياً عمر المعدن السطحي انتهى وبدأت عمليات الاستخراج من تحت الأرض.

في الوقت الراهن تمت خصخصة المصنع, ويبلغ عدد العمال فيه 300 عامل.. لكن ماذا حدث حتى ينتهي الحال إلى ما هو عليه ؟.

طبقاً لما نقلته صحيفة “شرق” الإيرانية, عن “رمضان شهسواري” رئيس مجلس العمل الإسلامي بالمصنع: “لم نحصل نحن العمال على مرتباتنا منذ شهرين؛ بالاضافة إلى بعض المزايا التي طالبنا بها سابقاً وأخيراً اجتمعنا. مصنعنا ليس كباقي مصانع النحاس في كرمان، عوائدنا أقل، وأجورنا متدنية جداً، ونحصل على الحد الأدنى من أجور أدارة العمل. والآن يريدون منحنا هذا الحد الأدنى مرة كل شهرين ثلاثة، فماذا يبقى للعامل بعد ذلك ؟.. في العامين الماضيين خفضوا مزايا العمل كثيراً وصولاً إلى هذه المرحلة. بدأ الأمر بتخفيض عدد ساعات العمل ثم العمال وأخيراً نحن لا نملك قوت يومنا”.

بيع الكلية بسبب الفقر..

سألت الصحيفة الإيرانية السيد “شهسواري” عن إعلان بيع الكلى, فأجاب: “بعض العمال مدين، وكانوا حين يحصولون على مرتباتهم يعجزون عن إدارة شؤون حياتهم، الآن ولم يحصول على رواتبهم منذ شهرين فقد اتخذوا قراراً ببيع كليتهم. كتبوا الاعلان وربطوه على واجهة الشركة بعد ذلك جاء الناس والتقطوا الصور وفهم الجميع أن عمار مصنع القباب الأربع على استعداد لبيع كليتهم للحياة”.

الاعلان كوميدي وليس حقيقي..

تعليقاً على ما أثير قال “حامد هاديان”, رئيس إدارة العمل في بلدية “سيرجان”: “الاعلان المعلق على الشركة كوميدي وليس حقيقي. فهل هناك مكان بالعالم يبيع فيه العامل كليته لمجرد أن راتبه تأخر لمدة شهر. لذا العمال يمزحون بتعليق هذا الاعلان”.

سألت “شرق”, السيد “هاديان” عن الإجراءات التي تم اتخاذها بشأن المصنع وسخط العمال فأجاب: “بعد ما حدث أرسلنا المفتشين لاستقصاء أوضاع المجمع. وسوف تتضح نتائج البحث قريباً”.  

كارثة في المصانع..

من جهته يقول “علي خدايي”, عضو المجلس الأعلى للعمل: “مثل هذا الحدث يعكس حجم الكارثة التي تعيشها المؤسسات الاقتصادية. لأن تأخير مرتبات العمال هي مشكلة تطال الجميع ولا تقتصر على مجمع نحاس القباب الأربع، وحالياً يعاني أكثر من نصف الشركات والمصانع مثل هذه المشكلات”.

وعزا “خدايي” السبب إلى انعدام الضمانات بشأن دفع الرواتب, وربما لا يتحمل أرباب العمل أي تكلفة جراء تأخير المرتبات, وهذا يدل على عوار قانون العمل وتنفيذه.

انعدام الضمانات التنفيذية للحيلولة دون تأخير الأجور..

يضيف “خدايي”: “حين ينقل العمال اعتراضاتهم إلى الخارج، يتم التعامل معهم قضائياً واتهامهم بتعكير السلم العام, في المقابل لو لم يدفع أرباب العمل مرتبات العمال لا يواجه أي عقوبة مالية جراء هذا التأخير، بل إنهم لا يواجهون أي تهمة على تأخير دفع التأمينات الخاصة بحوزة علاقات العمل, ولا يوجد أي نص قانوني يجرم أرباب العمل على تأخير الأجور، واصلاح العوار في قانون العمل لا يتطلب اصلاح القوانين بالكامل، وإنما تكفي إضافة مادة واحدة لأن الموقف حتى الآن صعب جداً، لأن الدولة ووسائل الاعلام يتحدثون بصفة مستمرة عن عقبات الإنتاج والركود، وابداء الاعتراضات تُصنف تحت المعادية لإنتاج”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب