كتب – محمد بناية :
من المقرر أن تعقد الانتخابات البرلمانية العراقية في آذار/مارس 2018 المقبل. وحالياً تعكف التيارات السياسية على تشكيل ائتلافات وطنية. وأستبعد المحللون إقامة تحالفات نظراً للأوضاع العراقية الراهنة والقضايا القومية والدينية العالقة، وإذ تحققت فلن يستمر طويلاً. في الوقت نفسه تنم مساعي القوى السياسية العراقية عن وجود مثل هذه الائتلافات. ويعتقد “ناظم دباغ” ممثل إقليم “كردستان العراق” في طهران: أن “على التيارات السياسية العراقية تنحية الخلافات واتخاذ خطوات على مسار المصالح القومية”. بحسب ما ادلى به في حواره مع صحيفة “نجم الصباح” الإيرانية، المحسوبة على التيار الإصلاحي..
إنتخابات آذار القادمة لها أهميتها القصوى ..
“نجم الصباح”: في رأيكم ما الذي يميز انتخابات آذار/مارس 2018 عن الدورات السابقة ؟.. وما هو تقييمكم للاستعدادات السياسية ؟
“دباغ”: لا شك أن كل مرحلة انتخابية تحوز أهمية أكبر من سابقاتها.. ولذا ومع مراعاة التطورات العراقية والحرب الراهنة بين تنظيم داعش وباقي المليشيات الإرهابية الأخرى داخل العراق، تحوز الانتخابات البرلمانية آذار/مارس 2018 أهمية مضاعفة وستتنافس الكثير من التيارات السياسية في هذه الانتخابات.
وأعتقد أنه كلما اقترب موعد الانتخابات، كلما ازدادت الأهمية.. نظراً للأجواء الراهنة والتطورات المتلاحقة في العراق وأهمها على الاطلاق قضية داعش.. من ناحية أخرى ثمة خلافات قومية ودينية بين التيارات السياسية العراقية، والتي ماتزال قائمة حتى الآن، بل إن كل حدث يقع قد يزيد من تفاقم الخلافات. ولذا وفي ظل هذه الأجواء الملتهبة، فسوف نواجه بالقطع الكثير من التحديات والمشكلات، والانتخابات البرلمانية تزيد من هذه المشكلات التي عرضتها.
“نجم الصباح”: لقد تابعنا بدء التيارات السياسية في فاعلياتها، وثمة أقاويل حول وجود ائتلافات مختلفة على المستوى الوطني.. ما تحليلكم لهذه المسألة ؟.. وفي رأيكم هل يمكن تشكيل مثل هذه الائتلافات ؟
“دباغ”: كما تفضلتم في سؤالكم السابق، ثمة اختلافات بين التيارات السياسية العراقية تزيد من صعوبة تشكيل هكذا ائتلافات. فإذا أضفنا التطورات العراقية الراهنة فسوف ندرك حجم الفجوة الفكرية، ولا شك أن مثل هذه الخلافات أهم أسباب المشكلات العراقية الراهنة، والتي تحول دون اشتراك التيارات السياسية على القضايا المطروحة ومن ثم اتخاذ خطوات على مسار الحل.. ولطالما كانت الائتلافات في العراق ضعيفة بسبب القضايا القومية والميول المذهبية العالقة، ولن نشهد صدور قرارات صريحة ومشتركة من جانب التيارات السياسية تصب في المصلحة العامة للعراق، طالما بقيت هذه المشكلات قائمة. وعليه أتمنى أن تسعى التيارات السياسية العراقية من كردية وعربية وشيعية وسنية إلى تنحية الخلافات وتوحيد الآراء حول المشتركات وتكوين ائتلافات قادرة على حل المشكلات العراقية الراهنة.
الاحزاب السياسة متشعبة وعميقة وتؤدي إلى زوال الدولة..
“نجم الصباح”: يعتقد بعض المحللين أن الائتلافات التي يجري الحديث عنها قد تبعث على بروز المزيد من الاختلافات.. فما هو تحليلكم وتقييمكم لذلك ؟
“دباغ”: كما ذكرت ثمة الكثير من الخلافات بين التيارات السياسية العراقية ولا استثني منها التيارات الشيعية. وأرجو من هذه التيارات أن تعمل في ظل الأجواء الراهنة على تنحية الخلافات وتشكيل ائتلافات قادرة على حل المشكلات العراقية والقضاء على الإرهاب. مثل هذه الخطوة ستصب بالتأكيد في صالح الشعب العراقي، لكن استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى المزيد من المشكلات الحقيقية، ويزيد من فرص زوال هذه الدولة.
“نجم الصباح”: كيف يمكن حل هذه الخلافات والمشكلات ؟
“دباغ”: أول سبل الحل هو عودة الثقة بين التيارات السياسية العراقية، وعدم انتظار تدخل قوى أجنبية. ثانياً الترفع عن المصالح الشخصية والحزبية وتأكيد العزم على اتخاذ خطوات حقيقة تصب في الصالح العام. لأنه يمكن حل المشكلات العراقية الراهنة بتوحيد الرؤى واتحاد التيارات الداخلية.
نجم الصباح”: تأثير التيارات الكردية على خطط التيارات السياسية العراقية ؟
“دباغ”: أظن أن القضية الكردية تختلف قليلاً عن باقي التيارات العراقية. ورغم وجود مشاكل متعددة بين الأكراد إلا أن هذا الجزء من المجتمع العراقي ربما ينجح في إزالة الخلافات بشكل أسرع.
“نجم الصباح”: إلى أي مدى يمكن أن تؤثر الانتخابات البرلمانية العراقية في 2018 على المنطقة ؟
“دباغ”: لكل انتخابات تأثيرات مخصوصة على الداخل والخارج. فلو جاءت النتيجة هادئة وتعمل على إقرار السلام، فسوف ينسحب أثرها بالتأكيد على المنطقة ودول الجوار.
